كانت امّ حسـّان تحتاج الى عمر اخر ليـرمم ما اصابها في ذلك اليوم , فعلى مرّ العمر كانت المخاوف تأتيها واحده تلو الاخرى لكنّها اليوم اتت كلها معا و كأنه اجتماع عشائري لاغتيالها و دفنها للتخلّص من زاكرتها.
احتضنته و راحت تبكي مطولا و كان هو يشعر بدفئ دموعها منسكبه على كتفه محاولا الّا يذكّر نفسه بان كل تلك الدموع كانت لاجله لاجله هو فقط ليس لاجل انها لم تجد مركبا للعوده منزلا و ليس لانّـها ستحتاج ان تسـتغني عن الكثير من الحاجيات في حياتها ان هو ذهب لكنّ تلك الدموع و كل ذلك الغضب كان لانّه بـخير. لم يشـأ محمود بالبكاء الّا انه احس بأن كلّ الحزن في جسده اتى ليستقرّ عند عينيه قبل ان تقرر ام حسـّان ان تبدأ بالحديث و تنهي الموقف , ام حـسّان دائما تملك حكمه في انهاء مواقف كهذه ففـي جنازه والدها منذ 40 سـنه و عندما كان الجميع منهمك في البكاء انشغلت هي بارتدء فسـتان العيد الذي اشتـراه لها قبل سوفاته بأسابيع لكنّها قررت ارتداءه في ذلك اليوم كي تراه و هي تلبسه حتـّى و ان لم يكن العيد قد اتى بعد, فالعيـد سـوف يأتي في كلّ عام لكنّ والدها كان سيوارى الثرى مرّه واحده و هي ستملك ذلك اليوم لتحزن به و سـيأتي العيد بعدها ليجعلها تستعيد فرحها.
اذهب و اخبر امّك انك سالم , قالت . لكنّ محمود كان يعلم بانّ امّه لن تكون بذات القلق فهي قلقت كذلك في المرّه الاولى و ما عادت تقلق بعدها, ربما لكثره ما تكرر ذلك او ربما لانها كانت تعلم انه سيـأتي قبل العاشره لكنّه هز رأسه و خرج يبحث عن والدته في المنزل.
يـــتبـع
من يومها صار القمر أكبر :)
______
- ابو شريك هاي الروابط الي
بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف
الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة
سوريا -
|