كانت امّ حسـّان تزحف ذكرياتها المخيفه بعيدا .. تحاول الا يلاحظ احد متاهه الاصوات في مساحه فكرها .
و فجأه كادت تبكي فأمسكت بشفاهها و كان ذلك الصوت المنذر بأن شيئ ما يلعب خلف المكان , نظر اليها احمد فأمسك بيدها من على فمها و ابتسم و هو يهزّ رأسه مواسـيا. لن يـحصل له مكروه اعدك , قال. لكنّها لم تخبره بأنها لم تعد تعلم ان كان ما يحصل في داخلها نتيجه لخوفها عليه او خوفها منه , منهم , منها , من ذلك الشيئ الذي يتمثّل بكل شيئ في كلّ مكان. يقتحم عليها اماكنها و غرفها و وحدتها و اناسها و بقايا طعامهم و احلامهم..
كانت تحاول طرد كل تلك الصور من كل الاماكن و الاوقات و لم تستطع فالتفتت الى احمد الذي كان يطالع عينيها الدامعتان و قالت : متى سنصل؟ الّا انّه لم يجب و لم يعلم ان كانت عدم اجابته عائده الى انّها كانت خائفه او الى انّه كان خائف عليها و للحظه فكّر انه قد يكون خائفا منها !
طباعها و حركات و جهها و حتّى انقباض عضلاتها كلّ شيئ مرّ في خياله كان يوحي له بأنها تتحوّل شرسه جاهزه للانقضاض عليه و التهام كل ما تواجد حوله من اشكال, ابتداءً باحلامه و انتهائا به.
اراد استعجال الزمن او التأكد من انّه سيصل الى البيت سليما .. فقد كان عليه ان يـسير معها من موقف الباص الى المنزل مسافه تقارب العشر دقائق. و بدأ يقلق و يحاول ان يطمئن نفـسه باحاديث محمود عنها و عن طيبتها و حنانها و و و لكنّ ايّ من ذلك لم يكن لينفع عندما يقارنه بها و هي جالسه على المقعد المجاور له تحترق غضبا.
لم يكن يدور في بال احمد عندما توقف الباص سوى الوقت و خيال المسافه التي عليه ان يقطعها بصحبتها ,وحيدا وسط غضبها. امّا في بالها فلم يكن هناك من جديد ..
يتــبـع
من يومها صار القمر أكبر :)
______
- ابو شريك هاي الروابط الي
بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف
الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة
سوريا -
|