عرض مشاركة واحدة
قديم 12/07/2006   #1
post[field7] dot
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ dot
dot is offline
 
نورنا ب:
May 2006
مشاركات:
3,276

افتراضي الدولة الإسلامية بين النظرية والتطبيق l الدكتور كامل النجار


كتاب في حلقات لـ الدكتور كامل النجار

المقدمة

شبه الجزيرة العربية – التي تمتد من الخليج الفارسى/ العربي شرقاً إلى البحر الأحمر غرباً، ومن الشام والعراق والكويت شمالاً إلى المحيط الهندي جنوباً، تميزت بكونها مهد الحضارة الإنسانية، والتي بدأت في منطقة ما بين النهرين ( دجلة والفرات). في هذه المنطقة بدأ الاستقرار البشري عندما اكتشف الإنسان الزراعة وترك حياة الصيد والترحال. ومع الاستقرار وتوفر الغذاء أصبح الزمن متوفراً للإنسان ليفكر فلسفياً فيما حوله بعد أن كان يقضي جل وقته في مطاردة الحيوانات ليصطاد قوته، وبالتالي يترحل مع هذه الحيوانات حيثما ذهبت في طلب العشب، مبدداً جُل وقته في الحركة والترحال. فالزراعة قد وفرت له الاستقرار وفراغ الوقت بين مواسم الزراعة، وبذا سمحت له بالتفكير الفلسفي. وأول ما فكر فيه الإنسان فلسفياً كان معنى الحياة وتفسير الظواهر الطبيعية التي شاهدها حوله، وعليه اتجه تفكيره نحو القوة التي تتحكم في هذا العالم، وولدت لدى الإنسان فكرة الأديان. وكان طبيعياً أن تبدأ فكرة الأديان في منطقة ما بين النهرين التي بدأ فيها استقرار الإنسان الصياد. ومنها هاجر إبراهيم إلى أرض كنعان على شواطئ البحر الأبيض المتوسط، وأصبحت هذه المنطقة مركزاً لنزول الديانتين التوحيديتين – اليهودية والنصرانية.
وقد ظلت اليهودية محصورة في منطقة فلسطين، لعدم التبشير بها، ولاعتقاد اليهود أن ديانتهم خاصة بهم فقط وليست لغير بني إسرائيل، وكذلك ظلت النصرانية التي كانت مضطهدة من قبل اليهودية ثم الرومان الذين كانوا يحكمون تلك المنطقة. ولما اعتنق الإمبراطور قسطنطين المسيحية التي أصبحت الديانة الرسمية للإمبراطورية الرومانية ومستعمراتها في جميع أنحاء العالم، انتشرت المسيحية في منطقة الهلال الخصيب ( الشام والعراق )
فاجتمعت في جزيرة العرب الديانة اليهودية والنصرانية وعبادة الأوثان حتى العام السادس الميلادي، ثم جاء محمد بن عبد الله في مكة يدعو لدين جديد سماه الإسلام، ملة إبراهيم حنيفاً. وأهم قاعدة في هذا الدين الجديد كانت قاعدة التوحيد بالله، للتخلص من الأصنام العديدة التي كان يعبدها عرب الحجاز في ذلك الوقت.
وبعد مقاومة شديدة من قريش في مكة، هاجر محمد إلى المدينة حيث آمن به الأنصار ( الأوس والخزرج) وساندوه في نشر دينه الجديد. وفي ظرف عشرة سنوات انتشر الإسلام، بحد السيف، ليعم كل الجزيرة العربية وبسرعةٍ خاطفة انتشر الإسلام في بقية البلاد المعروفة آنذاك.
فهل أتى الإسلام بشئ جديد لم تسبقه عليه اليهودية والمسيحية؟ و كون العرب اعتنقوا الإسلام، هل أغنى ذلك حياتهم الاجتماعية والدينية؟ هل كان ممكناً لعرب الجزيرة أن يصلوا لنفس القناعة بوحدانية الله وعبادته دون الأصنام لو لم يظهر الإسلام وسطهم؟ وهل عبادة الأصنام تختلف عن عبادة الله كما يراه الإسلام؟
كل هذه أسئلة وغيرها سوف أحاول الرد عليها في متن الكتاب، وسوف أبدأ بالتوحيد. هل التوحيد في الإسلام يختلف عن التوحيد في المسيحية أو اليهودية؟

الفصل الأول
التوحيد بالله
فلو بدأنا بفكرة التوحيد، وهي الأساس في الدين، نجد الإسلام يقول إن الله واحدٌ وهو لن يغفر لمن يشرك به أحداً. فهل قالت اليهودية أو المسيحية بغير ذلك؟ القرآن يخبرنا " وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنّى يؤفكون" [1]. وكذلك يقول القرآن: " لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرّم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار" [2].
فهل قال اليهود إن عزير ابن الله؟ للإجابة على هذا السؤال يجب أن ندرس كتاب " العهد القديم" الذي يتكون من تسعة وثلاثين سفراً، منها " التوراة" التي تشمل خمسة أسفار، وهي:
التكوين، الخروج، اللاويون، العدد، التثنية.
وهناك أسفار الأنبياء وتشمل:
يشوع، القضاة، صموئيل الأول، صموئيل الثاني، الملوك الأول، الملوك الثاني، أشعيا، أرميا، حزقيال، هوشع، يوئيل، عاموس، عوبديا، يونس ( يونان)، ميخا، ناحوم، حبقوق، حجي، زكريا، ملاخي
وهناك الكتب العظيمة، وهي:
مزامير داود، الأمثال، تاريخ أيوب
وهناك المجلات الخمسة وهي:
نشيد الأناشيد، راعوث، مراثي أرميا، الجامعة، أستير
وهناك الكتب الخمسة: أخبار الأيام الأول، أخبار الأيام الثاني، نحميا، عزرا، دانيال
وجميع هذه الأسفار تؤكد أن الإله واحد لا شريك له، وتحذر من الوثنية وعبادة الأصنام، فمثلاً نجد في سفر الخروج، الإصحاح الثالث والعشرين: " لا تسجد لآلهتهم ولا تعبدها ولا تعمل كأعمالهم بل تبيدهم وتكسر أنصابهم، وتعبدون الرب إلهكم" [3].
وفي سفر " اللاويون " يحذر الرب كذلك من عبادة الأصنام ويؤكد أنه إله واحد: " لا تلتفتوا إلى الأوثان، وآلهةً مسبوكةً لا تصنعوا لأنفسكم، أنا الرب إلهكم" [4]. ونجد في سفر التثنية: " لا تقطع لهم عهداً ولا تشفق عليهم ولا تصاهرهم، بنتك لا تعط لابنه، وبنته لا تأخذ لابنك لأنه يرّد ابنك من ورائي فيعبد آلهة أخرى، فيزداد غضب الرب عليكم، اهدموا مذابحهم واكسروا أنصابهم واقطعوا سواريهم واحرقوا تماثيلهم بالنار"[5]. وهذا تحذير واضح لليهود من الاختلاط بالكنعانيين الذين كانوا يعبدون الأصنام.
ويؤكد الرب في سفر أشعيا أنه هو الرب الوحيد، لا إله معه: " أنا الرب وليس آخر لا إله سواي"[6]. وقد أكد إله موسى وحدانيته منذ اللحظة الأولى عندما كلم موسى على جبل الطور، فقال له: " أنا الرب إلهك الذي أخرجك من أرض مصر من بيت العبودية، لا يكن لك آلهة أخرى أمامي، لا تصنع لك تمثالاً منحوتاً ولا صورة مما في السماء من فوق وما في الأرض من تحت وما في الماء من تحت الأرض، ولا تسجد لهن ولا تعبدهن لأني أنا الرب إلهك، إله غيور" [7].

13-05-2007

مدونتــي :

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 


  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.06051 seconds with 11 queries