عرض مشاركة واحدة
قديم 22/12/2005   #8
شب و شيخ الشباب Tarek007
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ Tarek007
Tarek007 is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
Damascus
مشاركات:
3,584

افتراضي


بروباغاندا سورية تختبر فشل الإخراج صحافة وإعلام


لماذا التعب إن كان <<الله حاميها>>؟!

ينظر الممثل السوري باسل خياط إلى سماء غير مرئية. ربما يفترض أنها تمتد خارج اللوحة الإعلانية، حيث الأبنية تكتسي بالأعلام، على كل الشرفات. ليس ذلك إلا قراءة ترميمية لبروباغاندا تعاني قصورا.



والحقيقة أن ملامح النجم الشاب، على الرغم من أدائها التلفزيوني المتميز، لا تُبدي ما يقنع بأنه معني كثيرا بقطعة القماش الملونة، التي تتدلى خلفه من يدين مرفوعتين. ربما يختزل العلم انتماء، ويكثف مشاعر لا تنفع لتحريضها الخطابات. وهو أيضا ليس أكثر من قماش ملون يستحق الأسى عليه، إن جاء تفصيلا على الهامش. هنا لا مناص من إشكال / تساؤل: هل يحتاج العلم الوطني إلى ترويج؟ خصوصا أن الممثل ذاته كان يعرض علينا، قبل فترة قصيرة، أحد المشروبات الغازية ويقدمه على أنه الأفضل. فهل يدعو الآن معجبيه إلى حب الوطن؟ يقدمه على أنه الأفضل؟ وإن كانت الإجابة تذهب لصالح جدوى ذلك، ألا تحتاج الدعاية السياسية إلى فن وإتقان؟ ألا يقول محمود درويش أن لا مشكلة في أن يكون رمز العلم <<حمارا>> لو كنا متفقين حوله؟!
في إعلان آخر، تريح صبية جميلة الممثل من حمل العلم. وتتناسل الأعلام لتغدو العنصر البصري المشترك بين مختلف الإعلانات. يمكن التجرؤ بالقول إنها في السابق كانت الغائب الأكبر، وربما يشكل وجود أحدها مناسبة للتندر، معلقاً فوق مدرسة أو مؤسسة رسمية، بحالة صحية يرثى لها. لكنها الآن تسجل حضورا لافتا في ظل تغييب البورتريهات، المبتسمة أو العابسة.
<<سوريا الله حاميها>>. جملة توضع أسفل العلم الذي يغطي مساحة اللوحة الإعلانية. ما هو الدور المطلوب من المتلقي أن يؤديه هنا؟ هل من داع ليحرك ساكنا ما دام الله متكفلا بكل شيء؟ يمكن الاطمئنان والتسلح بالسكينة رغما عن أنف الضغوط. ولا مبرر لتسلل إشارة استفهام مشاكسة. فهناك، في جميع الجهات المقابلة، من يعتقد أن الله معه أيضا. هناك من يكاد يغزو العالم كله ويقول إن الله أوعز له بذلك. لماذا نطلب من الله كل هذا التحيّز؟ وليس غريبا أن يستفز ذلك ناسجي النكات. <<تم إلغاء خدمة العلم في سوريا، لماذا؟.. وما فائدتها بما أن سوريا الله حاميها>>.
إلى جوار الله، هناك من أمطر الشوارع باللافتات، كشجرة الميلاد. <<نرفض الضغوط.. لن نركع..>>. طبعا، لا يفوت أصحاب هذه المعلقات التوقيع بأسمائهم الصريحة. وكأن الشارع معنيٌ كثيرا بمعرفة أن التاجر الفلاني يتخذ موقفاً ضد الضغوط. لم يلمح أحد أصلا إلى أنه معها. ألا يشبه الأمر تجاوز الإشارات الضوئية وشل حركة المرور والدوي الليلي المتواصل بحجة أن ذلك يأتي في سياق حب الوطن. والغريب أنه في سياق مشابه تعلن شركة مطافئ عن تنزيلات كبيرة <<بمناسبة الضغوط التي تتعرض لها سوريا..>>!.
تلفت الانتباه، في حملة الأكروبات هذه، الرسومات التي <<خربشها>> الأطفال على الأعلام. القلوب البيضاء، أسراب الطيور، المنزل الذي لا يحوي إلا نافذة، السمكة تسبح بجوار الشمس والنجمة ذات العينين الضاحكتين.. لكن حتى ذلك لا يسلم من عبث و<<فهلوية>> المنظمين. ما الداعي، في حضور كل هذه البراءة، إلى حشر الجملة النشاز باللغة الإنكليزية: <<آي لاف ماي كانتري>>، أي <<أحب بلدي>>، والتأكيد على أن من يظهرها هم ال<<سيريان كيدز>> (الأطفال السوريون). هكذا يكون للإخراج الدور الأكبر في فشل المشهد، ويأكل <<لوغو>> القناة ملامح البراءة على وجه طفلة لم تتجاوز العاشرة، يطلب منها المذيع رأيها بتقرير ميليس!



وسيم ابراهيم - السفير



عـــــــــــــــــــــــــــــبـــــــــــــــايــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة






زورو موقع الدومري :
http://aldomari.blogspot.com
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05935 seconds with 11 queries