عرض مشاركة واحدة
قديم 21/12/2005   #1
شب و شيخ الشباب Tarek007
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ Tarek007
Tarek007 is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
Damascus
مشاركات:
3,584

افتراضي لماذا ....بالروح بالدم نفديك يا ...بطيخ


رضوان بكري الحياة - 17/12/05//


إلى تلك الثلة المحيطة بالرئيس، إلى أولئك الوصوليين والطفيليين، إلى بعض أفراد الشعب المغرر بهم... لماذا ترددون في كل اجتماع أو خطاب أو مناسبة وطنية أو غير وطنية هذه العبارة الساذجة المقيتة «بالروح بالدم نفديك يا ...» لماذا؟! هل لأن الرئيس نفسه طلب منكم ذلك؟ هل لأن من واجب المواطن أن يفدي رئيسه لا وطنه بروحه ودمه؟! هل يصبح الرئيس رئيساً لكي يفديه المواطنون بأرواحهم ودمائهم؟
هل تحول الوطن وتمثل في شخص الرئيس؟!
وهل تحول الرئيس (الموظف) عندكم إلى «قديس» أو «صنم» حتى تفدوه بأرواحكم ودمائكم؟!
هل من اللائق أو المعقول أو المقبول أن يقف رجل محترم تجاوز الخمسين أو الستين أو حتى السبعين من عمره ليلوح بيده، ويهتف لرئيس شاب «بالروح بالدم نفديك يا ...».
هل هذا هو مستوى المواطن في دولتكم العتيدة؟! وهل تحول الوطن والشرف والعرض إلى شخص واحد متمثل في شخص الرئيس؟!
هل تعرفون واجب الرئيس تجاه وطنه ومواطنيه وواجب المواطن تجاه وطنه ورئيسه؟! والله لو كنتم تعرفون ذلك حق المعرفة لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً.
هل تعلمون أن الرئيس - بكل هالته وقدره وهيلمانه وبكل مظاهر التعظيم والتقديس التي أحاط نفسه بها أو أحطتموه أنتم بها - ما هو إلا موظفٌ عندكم، يأخذ أجره من قُوتكم وتعبكم وخيرات بلدكم في مقابل أن يخدمكم وييسر أموركم ومصالحكم، ويوزع المسؤوليات عليكم بشرف وإخلاص وأمانة؟!
هل تعلمون أن الرئيس إنسان عادي، يأكل مما تأكلون ويشرب مما تشربون، ويمشي في الأسواق؟! أشك في ذلك.
هل تعلمون أن الرئيس - أي رئيس وأي مسؤول - هو إنسانٌ يخطئ ويصيب؟! وهل تعلمون أن من حقكم محاسبة الرئيس إذا أخطأ وعزله عن منصبه أيضاً؟!
إذا كنتم تعلمون فتلك مصيبةٌ... وإذا كنتم لا تعلمون فالمصيبة أعظمُ. إنه ليس من واجب المواطن الشريف الحر الكريم أن يفدي رئيسه - لا وطنه - بروحه ودمه. وليس من حق الرئيس الصادق المخلص أن يطلب ذلك من مواطنيه، ولا أن يقبله منهم، وليس من مصلحة أيٍّ من الطرفين (المواطن والرئيس) ولا من مصلحة الوطن ولا من المصالح العليا أن تسود مثل هذه الثقافة الرخيصة البائسة، التي لم تعد مقبولةً حتى في أدغال أفريقيا ومجاهل نيكاراغوا.
لقد آذيتمونا وأحرجتمونا و»فشلتونا».
إن الملوك والسلاطين وحتى أصحاب المزارع ومُلاك العبيد لم يعودوا يسمعون أو يسمحون بمثل هذه الترهات والسخافات. ثم إن هذه العبارة وتلك الثقافة لا تجوز شرعاً ولا عُرفاً ولا أدباً. نعرف أن الإنسان يفدي دينه وعقيدته بروحه ودمه، ويفدي وطنه وأرضه وعرضه وماله وأهله بروحه ودمه. أما أن يُرخصَ تلك القيمة وهي قيمة الفداء والتضحية إلى درجة أن يجعلها على مقاس شخص فرد معين، هو في الحقيقة موظف في الدولة وخادم وحارس لها، فهذا ما لا نعرفه ولا نفهمه ولا نقبله.
لقد حول نظام الحكم الأمني والعسكري المواطنين في بعض الدول إلى قطيع من الرعاع التابعين، الذين ليس لهم أن يسمعوا إلا ما يقوله أربابهم، وليس لهم أن يقولوا إلا سمعنا وأطعنا و»بالروح بالدم نفديك يا ...». ولكن في مقابل ماذا كل هذه الحماسة؟! وما الإنجازات التي حققها هذا الرئيس الملهم أو ذاك الاستثنائي الخالد؟! هل حرر شبراً واحداً من أرض الوطن؟! هل حافظ على ما تبقى من أرض الوطن؟! ألم يتنازل عن «أشبار» من أرض الوطن؟! وهل حقق أي إنجازات أو إصلاحات داخلية استثنائية؟ هل حقق وحدة وطنية مثلاً؟! هل نصر مظلوماً أو عاقب ظالماً؟! هل أطعم جائعاً أو كسا عارياً؟ هل أرجع العملة الوطنية إلى قيمتها في مقابل العملات العالمية أو ما يقارب تلك القيمة أيام لم يكن حاكماً بأمره وأمر إخوته وطائفته؟!
هل أعاد الهيبة والاحترام والعزة للمواطن في الداخل والخارج أم العكس هو الصحيح؟! يتساءل أحدهم وأنا أتساءل هنا من جهتي وبكل براءة وعفوية: ماذا كنتم ستفعلون لو أن رئيسكم الملهم والاستثناء الخالد و.. و.. حقق كل ذلك أو بعضاً منه؟! هل كنتم ستعبدونه؟! لا أستغرب ذلك، ألم يردد أفراد من الحزب ومن «الطلائع والشبيبة» في الثمانينات والتسعينات عبارات كفرية تُحِل الرئيس محل الإله والعياذ بالله؟! إلى متى سيظل هذا النهج البائس سائداً في بعض الدول؟! وإلى متى ستظل هذه اللغة هي لغة الرئيس والمحيطين به؟!
وإلى متى سيظل هذا الشعب البائس المسكين محكوماً بهذه السياسات واللغات والثقافات العفنة؟! يتساءل أحدهم... عفواً... أقصد كُلُّهُم.


كاتب سوري




عـــــــــــــــــــــــــــــبـــــــــــــــايــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة






زورو موقع الدومري :
http://aldomari.blogspot.com
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04297 seconds with 11 queries