الموضوع: محمد الماغوط
عرض مشاركة واحدة
قديم 18/03/2005   #8
عاشق من فلسطين
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ عاشق من فلسطين
عاشق من فلسطين is offline
 
نورنا ب:
Nov 2004
المطرح:
حيث هناك ظلم ... هناك وطني..
مشاركات:
4,992

إرسال خطاب MSN إلى عاشق من فلسطين إرسال خطاب Yahoo إلى عاشق من فلسطين
افتراضي مقتطفات ماغوطية


حبيبتي
هم يسافرون ونحن ننتظر
هم يملكون المشانق
ونحن نملك الأعناق
هم يملكون اللآلئ
ونحن نملك النمش والتواليل
نزرع في الهجير ويأكلون في الظل

(من مجموعة "الفرح ليس مهنتي").

..........................

الدمعة التي ذرفها الرومان
على أول أسير فك قيوده بأسنانه
ومات حنيناً إليها
سلمية.. الطفلة التي تعثرت بطرف أوروبا
وهي تلهو بأقراطها الفاطمية..
يحدها من الشمال الرعب
ومن الجنوب الحزن
ومن الشرق الغبار
ومن الغرب الأطلال والغربان..
لا تعرف الجوع أبداً/ لأن أطفالها بعدد غيومها..
حزينة أبداً
لأن طيورها بلا مأوى..
والنجوم أصابع مفتوحة لالتقاطها".

( من مجموعة "حزن في ضوء القمر").

.........................


أرسل لي قرميدة حمراء من سطوحنا
وخصلة من شعر أمي
مع أقراط أختي الصغيرة
وأرسل لي نقوداً يا أبي لأشتري محبرة
وفتاة ألهث في حضنها كالطفل

(مجموعة "حزن في ضوء القمر").

...................


يا رب..
في ليلة القدر هذه،
وأمام قباب الجوامع والكنائس،
اللامعة والمنتفخة كالحروق الجلدية..
أساعد الينابيع في جريانها
والحمائم المشردة في بناء أبراجها
وأضلل العقارب والأفاعي
عن أرجل العمال والفلاحين الحفاة
ولكن.. أبق لي على هذه المرأة الحطام
ونحن أطفالها القُصَّر الفقراء

( من مجموعة سياف الزهور في رثاء زوجته الراحلة الشاعرة سنية الصالح )

.................


نهر صغير من الطبقة المتوسطة
أتى على كل شيء في حقبة واحدة
أروع مطر في التاريخ
أجمل سحب الشرق العالية

بددها على الغرغرة وغسل الموتى..

(من مجموعة "الفرح ليس مهنتي").

.......................


صاخب أنا أيها الرجل الحريري
أسير بلا نجوم ولا زوارق
وحيد وذو عينين بليدتين
ولكنني حزين لأن قصائدي غدت متشابهة
وذات لحن جريح لا يتبدل
أريد أن أرفرف، أن أتسامى..

*****

كنت أود أن أكتب شيئاً
عن الاستعمار والتسكع
عن بلادي التي تسير كالريح نحو الوراء.."

(من مجموعة الفرح ليس مهنتي )

...................


(ياعتبتي السمراء المشوهة،
لقد ماتوا جميعا أهلي وأحبابي
ماتوا على مداخل القرى
وأصابعهم مفروشة
كالشوك في الريح
لكني سأعود ذات ليلة
ومن غلاصيمي
يفور دم النرجس والياسمين)

(من مجموعة الفرح ليس مهنتي )

.............................


مع تغريد البلابل وزقزقة العصافير
أناشدك الله يا أبي:
دع جمع الحطب والمعلومات عني
وتعال لملم حطامي من الشوارع
قبل أن تطمرني الريح
أو يبعثرني الكنّاسون
هذا القلم سيقودني إلى حتفي
لم يترك سجناً إلا وقادني إليه
ولا رصيفاً إلا ومرغني عليه)

( من مجموعة سياف الزهور )

..................

أحب التسكع والبطالة ومقاهي الرصيف
ولكنني أحب الرصيف أكثر

أحب النظافة والاستحمام
والعتبات الصقيلة وورق الجدران
ولكني أحب الوحول أكثر.

(من مقالات تحت القسم ـ شوارد الدم ـ )

....................


هذا الفم الذي يصنع الشعر واللذة
يجب أن يأكل يا وطني
هذه الأصابع النحيلة البيضاء
يجب
أن ترتعش
أن تنسج حبالا من الخبز والمطر
(من مقالات تحت القسمـ جفاف النهر ـ )

.................


أنا إنسان تبغ وشوارع وأسمال
ـ تبغ وأسمال ـ

أنا مزمار الشتاء البارد
ووردة العار الكبيرة
تحت ورق السنديان الحزين
ـ الرجل الميت ـ

أنا فقير يا جميلة
حياتي حبر ومغلفات وليل بلا نجوم
شبابي بارد كالوحل
عتيق كالطفولة
ـ تبغ وشوارع ـ

لاشيء يربطني بهذه المروج
سوي النسيم الذي تنشقته صدفة فيما مضي
ولكن من يلمس زهرة فيها
يلمس قلبي.
ـ مقهى في بيروت ـ

من مقالات تحت القسم

.................


أمام لبنان الذي يحترق:
سئمتك أيها الشعر/
أيها الجيفة الخالدة/
لبنان يحترق/
يثب كفرس جريحة عند مدخل الصحراء/
وأنا أبحث عن فتاة سمينة أحتكّ بها في حافلة/
عن رجل بدويّ الملامح أصرعه في مكانٍ ما
‚‚‚‚ عندما أفكّر‚‚‚ ببلادٍ خرساء/
تأكل وتضاجع من أذنيها/
أستطيع أن أضحك حتى يسيل الدم من شفتيّ‚‚‚ أيها العرب/
يا جبالاً من الطحين واللذّة/
يا حقول الرصاص الأعمى/
تريدون قصيدة عن فلسطين/
عن القمح والدماء‚‚؟

حيث يكتمل تشرّد المتشرّد بأدواته:

(أيها الجسور المحطمة في قلبي/
أيتها الوحول الصافية كعيون الأطفال/
كنا ثلاثة نخترق المدينة كالسرطان/
نجلس بين الحقول/
ونسعل أمام البواخر/
لا وطن لنا ولا أجراس‚‚‚‚


من أول مانشره في مجلة شعر

..غنــــي قلــــــيلا يـــا عصـــافير فأنــي... كلمـــا فكــــرت في أمــــــر بكـــيت ..
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03425 seconds with 11 queries