الموضوع: استهلاك قضية
عرض مشاركة واحدة
قديم 15/03/2008   #16
شب و شيخ الشباب Moonlights
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Moonlights
Moonlights is offline
 
نورنا ب:
Nov 2007
المطرح:
فوق جبل بعييييييد
مشاركات:
263

افتراضي


كل ما اجتمع عليه فرد أو عدد من الأفراد كقيمة مركزية عليا وعملوا على تحقيقها.
إذاً هي هدف أو جملة من الأهداف المراد الوصول إليها بسبيل واحد أو عدة سُبل.
والقضايا يمكن أن تخص عدد كبير من الأفراد "مجتمعات – دول " مثل القضايا الوطنية والقومية والدينية , أو تخص فئة محددة أو فرد واحد " دون أن تكون أو تعني هم شخصي".

كل القضايا محكومة بشرطي الزمان والمكان وإمكانية التحقيق ضمن هاذين الشرطين –فلا قضية تستمر للأبد دون إعادة تحديد, وتتأثر إلى درجة كبير بالاعتمادية, بمعنى كلما كانت تلك الجماعة قادرة بقدراتها الذاتية على الوصول إلى تحقيق أهدافها دون الاعتماد على جهات أو مؤثرات لا تمتلك التحكم بها كان وصولها إلى أهدافها وحل قضيتها أسرع وأقدر على النجاح .

إذاً التجييش العاطفي أو الاندفاع العاطفي لأي قضية يفقدها مع الزمن زخمها, لأن العاطفة تولد قوية مندفعة وتخور قواها بمرور الزمن بخاصة عندما يكون المحرض عليها يستخدمها للوصول إلى أهداف أخرى.
لانعدام الوعي والمعرفة وعدم المقدرة على تقييم الإمكانيات المتاحة ,والعمل على بناء القدرات اللازمة لتحقيق الهدف – على صعيد المجتمع – يجعل من المنادي بها مجرد متاجر أو مستخدم لها للوصول إلى أهداف محددة خاصة به , وإلا لكن عمل على بناء والوعي والقدرات اللازمة وحقق أهداف مرحلية مهمة .

إذاً من أهم عوامل نجاح أي قضية "هدف" هو تحويله أو تقسيمه إلى عدد من الأهداف المرحلية ضمن مخطط زمني مرن, وإعادة الدراسة والتقييم بعد كل مرحلة للوصول إلى تحقيق الهدف الشامل أو القضية.

القضية التي تعنيني إلى أبعد الحدود والتي أراها جوهر لكل القضايا هي الإنسان .
الإنسان الواعي لشرطه الإنساني هو الغاية الأسمى وهو المحور وهو القادر على إدراك وتحديد أهداف أي قضية و وضع خطة مرنة محددة لتحقيق هذه الأهداف ضمن مخطط زمني محدد.
فالإنسان غير الواعي لا يمكن أن تكون له قضية سواء على الصعيد الذاتي أو المجتمعي, وهو الذي ينساق بشكل "قطيعي" نحو قضايا بشكل عاطفي ومن هنا يبدأ استهلاك القضايا والمتاجرة بها وتحويلها إلى تابو لا يجوز المس به أو حتى إعادة تحديده بناءً على نجاحات الأمس وإخفاقاته.

المرأة على الصعيدين الخاص والعام قضية محورية في حياتي, فكلي قناعة بعدم إمكانية خلق إنسان حر واعي بنّاء إلا بالوجود الفاعل للمرأة الحرة الواعية غير المستلبة أو المختزلة والبنّاءة.
لا يمكن جمع الأضداد, لا يمكن أن تكون سجّان وثائر, لا يمكن أن تكون حر ومُستلب, لا يمكن إلا أن تكون القاتل والضحية لأنك لا تعي.

شكراً على موضوعك الذي يحرك السؤال ولو تاه الجواب.
أسف لتأخري بالمشارة لدواعي مرضيّة.

تحياتي

We ask the Syrian government to stop banning Akhawia and all Syrian sites

القمر بيضوّي عالناس
والناس بيتقاتلوا .
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03107 seconds with 11 queries