نقيضان نحن..
نقيضان نحن.. في عينيكَ الشَّرق راسخٌ
تحملُ في يمينِك الشَّمس
وتقول: هنا مشرِقي وموقِدي ومرقَدي
وأنا زيتونة لا شرقيَّة ولاغربيَّة.
قد استسلمتْ للرِّيح
تعانقُ أفنانها..
والجِذع ضاربٌ في الحنين
تتنازعها الأضداد
هناك ما بين وُجهتيْن..
تَلينُ للصَّبا تارة
وتُسكِرُها الدَّبور بعد حين.
نقيضان نحن.. في قلبيَ الشَّرق راضخ
أحمِلُ الشَّمس بِيَساري
وأقول هنا مولدي ومغرِبي ومفرِقي
تُراها تتوحَّد الأقطاب يوما
أيها المشرقيّ؟
قُطبانِ نحن..
نلفُّ.. نلفَّ..
ولا نلتقي
نتجاذب..
نتنافر..
وبيننا محور
يتسامق الفضول فينا
نقتل الصَّبر معاً
وننفجر..عيوناً
نستمتع..
ننفضِح..
والحديث يجرُّ الحديث..
شريكان نحن،
نتآمر على الوقت..
لكنك يا رفيقي..
شرقيَ الذي نَفَيْتُ
وأنا لا شرقٌ ولا غربٌ
بزيتونيَ اكتفيت
خلف المدى ظلَّت جذوري
وبروحيَ انتفيت..
فـأنَّى لنا يا رفيق اللَّيل
بطريق فيه يوما نلتقي؟
لقد كنت قبل اليوم أنكر صاحبي
إذا لم يكن ديني إلى دينه دان
و قد صار قلبي قابلا كل صورة
فمرعى لغزلان و دير لرهبان
و بيت لأوثان و كعبة طائف
و ألواح توراة و مصحف قرآن
أدين بدين الحب أنَّى توجهت
ركائبه، فالحب ديني و إيماني
ابن عربي
|