عرض مشاركة واحدة
قديم 18/05/2009   #6
شب و شيخ الشباب باشق مجروح
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ باشق مجروح
باشق مجروح is offline
 
نورنا ب:
Dec 2005
مشاركات:
5,511

إرسال خطاب MSN إلى باشق مجروح إرسال خطاب Yahoo إلى باشق مجروح
افتراضي


من مقالة أفراح الهندال :

لا موءودة بعد اليوم!

هل لاحظتم الوجوه «المكفهرّة» بعد إعلان نتائج الانتخابات؟
المولودة لم توءد هذه المرة، واللّحى المُسدلة على المشهد الديمقراطي لم يسعفها فرض وصاية الاختيار والحديث باسم الشعب في أن تسلب صوته.. فالفكر الحر لا يسلّم خلاياه الحيّة لصراخ التضليل، أو بالأصح
لا يتعاطى الشعارات المخدرة!
حريّ بأولئك أن يردموا الحُفر التي تحاشدت معاولها، وأن يدفنوا معها كل الهتافات والشعارات المزيفة، وأن يقفوا أمام حقيقة الفارق الحضاري الكبير بيننا اليوم «حيث النقلة الحضارية بعد أكثر من 40 عاما من عمر مجلس الأمة»، وعصر الاحتيال على طبيعة الخَلق... بالحُفَر!
وفيما تدخل مجلس الأمة كفاءات من النساء، أثبتن جدارتهن دون استعطاف نظام «الكوتا» أو التمسّح بأضرحة «الحَرَمْلك»؛ تتقدم المدنية أخيرا خطوات نحو الأمام، حيث عمار المستقبل الحقيقي المتعلق بالتنمية البشرية المستدامة عبر تعاون المؤسسات وتكاتف أفراد المجتمع بـ«القبول والرضا» لسُنة الحياة السائرة نحو «التطور والتقدم» لا «الانكفاء والتقوقع» بمدوّنات الماضي وأحافيره.
إن الإشارة الفاضحة للخطأ الكبير الذي يقترفه هؤلاء الغاضبون الحانقون على ظهور علامات وعي المجتمع واستيعابه لمتطلبات العصر وحاجات الوطن والمجتمع تكمن بدخول 4 نساء دفعة واحدة في تشكيلة البرلمان، وهنّ: الدكتورة معصومة المبارك والدكتورة أسيل العوضي والدكتورة رولا دشتي والدكتورة سلوى الجسار، إضافة إلى ذلك تقدّم نتائج المرشحين ذوي الشعارات التنويرية والتقدمية وتقهقر نتائج ذوي المواقف المؤزمة للأوضاع. وذلك يدق في المقابل ناقوسا وسط ضجيج الاحتفال بالتغيير، لينبّه إلى ضرورة العمل الدؤوب بما لا يقل عمّا بُذل لدخول المرأة، وهو اقتناص الفرصة بأكبر قدر لتحقيق المأمول، فوصول المرأة ونجاحها يجب أن يتسامى فوق اختلاف التوجهات ليجتمع على وحدة الهدف والغاية، والقوة تكمن فيمن يظل صامدا في مضيّه لا وصوله فقط.
إننا نهنئ كل من نجح باختيار الشعب، ونهنئ كل من دشّن أفكاره ومهامّ العمل منذ لحظة إعلان فوزه يوم أمس الأول، ولا نحاول هنا التذكير بالأولويات وبما يخدم مصلحة الوطن، لأنها مسلّمات ثابتة يفترض أن تُدرج في أجندة أعضاء البرلمان؛ وإنما نحاول لفت النظر إلى أولويات أخرى مغيّبة ومهمّشة قلما يضعها النواب في دائرة اهتمامهم؛ وهي فيما يخص الجانب التنويري والثقافة ووعي المجتمع، فآمال كثيرة معقودة على هذا الوجه الجديد للمجلس.. فالنقص الكبير والخواء الذي أخّر وصول المرأة إلى المجلس وأسهم في وصول غير الكفاءات من قبل، يسهم كذلك باستشراء المرض، ونستذكر في ذلك تحقيقا أجريناه في «أوان» مع تشكيل البرلمان في الدورة قبل الأخيرة في مايو 2008، ما عبّر عنه مجموعة من الأكاديميين والمثقفين من خيبة أمل، لمعرفتهم المسبقة بمواقف بعض النوّاب القديمة، وكان واضحا ما مرّ به البلد مذّ ذاك حتى أمر صاحب السمو بحلّه وإعادة تشكيله من جديد أخيرا، كما كان وعي الدرس فجاء هذا الوجه المنير اليوم، وعليه نعوّل بالكثير الغائب.
لا نريد مجلسا يطالب بتقنين مظاهر الوعي والثقافة، لانريد مجلسا يحيي محرقة كتب ابن رشد ويطالب بمنع دراسة الفلسفة، لانريد مجلسا يبعثر المكتبات ويمنع الكتب،
لا نريد مجلسا يترصد حضور شاعر بحجم أدونيس ليزبد ويرعد، أو يترقب اعتقال شاعر مات منذ 60 عاما كما حدث من قبل!
متعطشون نحن لسيول دور النشر وعروض المسارح وظهور الأوركسترا ودخول معرض كتاب يشبه بداياته، محتاجون لندوات تعقد في المناطق السكنية، راغبون نحن بأجيال تفهم وتعي أن المجتمع مشكّل من جميع أفراده باختلاف أجناسهم وجنسياتهم وأديانهم وتوجهاتهم، آملون بصباحات دائمة شمسها المعرفة والوعي والثقافة، ومحركها مصلحة الوطن لا أي شيء آخر.



صديقي الله .
لا أحسدك على معرفتك مصير كل منا .
لأنك قد تبكي على مصير حزين بينما صاحبه سهران يضحك.
وتعرف الفرح قبل وقوعه فلا ترى مثلنا لذة المفاجأة.
....
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04024 seconds with 11 queries