17 تموز
الإنسان كائن يمكنه أن يُحدث تغييراً في ذاته . تلك هي إحدى الفرائض الأساسية التي تعطي العلاج النفسيّ جاذبية خاصة . إنّ حياتنا هي , إلى حدٍّ بعيد , رهن بإرادتنا . و أنا من طبعي ثائر على كلّ ما هو قَدَري و حتميّ في نظريّات علم النفس , فذاك يحوّلني إلى لعبة في يد الدهر و كأن حياتي قد سُجّلت على شريط يدور في غفلة منّي و معه يمّر عمري , و لا حول لي في الأمر و لا قوّة . عندما أقبل هذا التحدّي أكون قد عزمت على تحمّل مسؤوليّة مستقبلي . أنا لست سجين الماضي , بل أنا رائد في توقي إلى صنع مستقبل زاهر .
سنستعرض في الأيّام المقبلة بإيجاز أهمّ المبادئ الأساسيّة لمفهوم إيلس لفرضية " الأفكار المغلوطة " و العالج النفسيّ الذي يتمّ من خلال إبدال تلك الأفكار برؤيا جديدة .
الأفكار المغلوطة ( و يمكنك أن تسمّيها أيضاً أوهاماً أو تشويهاّ للحقيقة ) هي قناعات خاطئة , أفكار منقوصة , غير و اقعيّة , و مواقف غير صحيحة , إنّها غالباً ما تأتي جماعات جماعات , إذ إنّ إحداها تقود إلى أخرى في نطاقها .