مجنون يحكي وعاقل يسمع
شيئان هما شيء واحد ربما اللذان يتركان لي بعض الظن بأنني لم أخرج من العقل نهائياً وادخل الجنون تماماً , "كل ديك على مزبلتو صياح ,وديك على مزبلي وحدة ما بيلتقو " استوقنا صديقنا المجنون , وجميع مجانين المدينة أصدقائي , وهذا هو الشيء الذي جعلني أظن بأنني مازلت عاقلاً , فالمجنون لا يصادق مثله ليسأل سؤال العارف وهو يقطع طريقنا باتجاه المقصف -- آها اين رايحين . -لعند أبو عمار.رد صديقي - شو رايحين تتغدو وتشربو كاس ؟ تدخلت فوراً إنقاذاً لورطة كنّا سنقع فيها لولا تدخلي - لا ياصديقي العزيز لقد تناولنا الغداء في البيت وسنبارك له على المقصف الجديد لأنه لو علم بأننا سنتناول الغداء لوجد عشرات الطرق والمبررات لمرافقتنا , وبيني وبينكم لي ثلثين الخاطر في ذلك لولا أن الإنسان أحياناً يضطر للخطوع لبعض العادات والتقاليد رد عليّ -يعني ما رح تقعدو _ سنشرب كأسين ونعود حك رأسه برؤوس أصابعه , خاب أمله , وتابعت حديثي معه _ تعال معنا - معكم وماذا أفعل معكم إذا كنت لا تريدون الغداء وإنما الشرب _تشرب معنا كأسين من العرق _هاهاها أشرب كاسين من العرق ,لا لآ افرنقعوا عني - ولماذا يا صديقي _ ماشاء الله قال أساتذة ومهندسين وما بتعرفو ليش مابدي روح معكم _ وليش ما بدك تروح _انتو رايحين تشربو كاستين من شان تصيرو متلي . ها ها . أنا إذا شربت شو بيصير بحالتي _بسيطة نحنا منصير متلك , -اييييي _ وأنت بتصير متلنا نظر إلينا نظرة يرثي بها لحالنا , نظرة مليئة بالإشفاق والسخرية قائلاً ومين قال أنا بدي صير متلكون . هه روحو روحو ولم تنتهي قصتنا معه ,حيث دخلنا مثله ولكننا خرجنا عاقلين فلا الخمر عادت خمراً ولا العقل عقلاً ولا الجنون جنون
أنا الآن لا أخشى الإله مطلقا. ربما يعود ذلك إلى أنني نفذت تعاليمه. لا أخاف الموت لأنه لا يساوي شيئاً. وكما أنني لا أساوي شيئا بدوري، فأنا لا أخشى أخطر عناصر الطبيعة، مهما فعلت، وحتى إذ جاء ذنب مذنب ليضربنا ويحولنا إلى سلاطة طماطم، فأنا أضحك
|