[فسحة أمل]

يجلس وحيداً في مقاهي مدينته .... ويسير وحيداً في شوارعها.....
متجاهلاً اكتظاظها بوجوه مبهمة المعالم... غائمة الروح.......لم ترى يوماً أبعد من حدودها المدورة.....
لا يرافقه سوى دخان سجائرة وصمته .......ونسائم من حرية يحاول اكتشافها والأستمتاع بنور معانيها وحيداً
معبراً عنها بكلمات مقتضبة في ثنايا صمته .......
متجاهلاً غوغاء أصوات تصرخ بلا قضية ........ بلا هدف...... سوى الصراخ العبثي الفارغ المعاني....
لذا هو فضل التخلي عن سمعه ....مؤثراً الأحتفاظ بصمته بعد أن يأس من فهم واقع ذلك الصراخ ومعانيه....
هو رجل خارج حدود الوقت....... وتفاصيله المتمازجة بواقع مجتمع يتحرك مع الزمن وهو لا يبارح الحدود والقيود التي رسمها مسبقاً بقلم الجمود والرفض.......
يعود إلى ذلك الركن الحميمي من ذاكرته كل يوم......
ليخلع عنه كل أقنعته....وملامحه الزائفة التي أثقلت كاهل روحه...أثناء مسيره بين أشواك التنكر لرغبات الذات...
يعود إلى ذلك الركن ليستمع إلى صمته ....
ليحاور حواسه.... ويغني ترانيم حزنه وشجونه........
أو ليرسم رؤاه بألوانه الخاصة اللامباليه بمزيج الألوان المبهرج الذي تقدمه له الحياة......
ينفث دخان احتراق نفسه مع كل رشفة من سجائره........
يكتب ملاحمه العشقية الخاصة ......... اللامباليه بقواعد المنطق الصارمة ..... على دفاتر النسيان...
ويعود إلى عالم الأحلام........


.......................................... يتبع