الموضوع: ثلاثائيات
عرض مشاركة واحدة
قديم 21/10/2008   #77
شب و شيخ الشباب yass
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ yass
yass is offline
 
نورنا ب:
Jul 2004
المطرح:
الآن... هنا
مشاركات:
9,461

افتراضي


-8-


الصباح


تابعت باهتمام شديد الأسبوع الماضي أحداث و توصيات "الملتقى الوطني حول جرائم الشرف", فليس جديدا على من يتابعني هذا الاهتمام بأحد أخطر أوبئتنا الاجتماعية بلا منازع, و الملتقى كان حدثا رياديا في هذا المجال, و يدل على وجود تيار حقوقي ذو نشاط مكثّف في سبيل علاج هذا المرض الذي نرفض أن يكون مزمنا.


بعد نهاية هذا الملتقى خرجتُ بالعديد من الاستنتاجات.. لعلّ أولها و أهمها هو إعجابي بمسيرة نضوج العمل الحقوقي الاجتماعي في سوريا, فجمعيات مثل "نساء سوريا" تقوم بدور فعّال و رائع جدا, قد يكون بذرة, إن لم تُخنق, لمجتمع مدني سوري معني بالقضايا الحقوقية الأساسية لكرامة أي إنسان.


الاستنتاج الثاني, أو بالأحرى ليس استنتاجا بل تكريسا لما كان معروفا, هو أن مجلس الشعب السوري هو مجلس رعاع و جهلة من الطراز الأول. فمن المخجل جدا قراءة مداخلات السادة ممثلي الشعب في هذا الملتقى, و أود أن أستغل الفرصة لأحيي السيدة دلع الرحبي على جرأتها و تصدّيها لخزعبلات أحد هؤلاء السادة البرلمانيين.


الاستنتاج الثالث هو احترامي كذلك لموقف العديد من رجال الدين السوريين من مختلف الطوائف لتعاونهم في الملتقى و ايجابيتهم و رغبتهم في حل هذه الآفة الاجتماعية, و هذا أمر جيّد و ايجابي, و مهم جدا من حيث أنه يساهم في نقض فرضيات من يدافع عن هذه الوحشية باسم الدين, رغم أن بعضهم لم يستطع أن يكبت النزعة الديماغوجيّة التي تصاحب الخطاب الديني في كثير من الأحيان - للأسف-, و طالب بربط إلغاء المادة 548 (التي تعطي الأسباب المخففة لمرتكبي جرائم الشرف) بتشديد عقوبات الزنا للرجل و المرأة.


يا سماحة المشايخ, إن المادة 548 هي شرعنة لجريمة قتل إنسان, هذه الجريمة التي حرّمها الرب الذي تدعون لعبادته و محبّته, و لذلك فإنه من المعيب و المخجل المساومة على إلغاء جريمة و محاولة الحصول على مكاسب مقابل دعم هذا الإلغاء. إن إلغاء الجريمة هو واجبكم الأخلاقي بالدرجة الأولى كرجال إيمان, و إن كنتم تريدون الوصول إلى نتائج أخرى, فلتطرحوها في منابر و مواقف أخرى, و لكن ليس بهذا الشكل السمساري المهين لكم و لدينكم أولا و قبل كل شيء.

كان هذا الملتقى دفعة أمل لكل من يتمنى أن ينتهي هذا الكابوس المرعب, و لذلك أحيي القائمين عليه, و أتمنى لهم التوفيق في نضالهم الرائع, و لهم مني - ولست الوحيد- كل الدعم و التضامن الممكنين.




الظهر



في الوقت الذي لم يتعافى الحقوقيون بعد من عسر هضم المرسوم رقم 64 الصادر في اليوم الأخير من الشهر الماضي, رأينا أول نتائجه المدمرة: قتل شابين في قرية المشرفة بحمص على يد دورية أمنية, و انعدام إمكانية ملاحقة المسببين رغم إقرار العديد من الضباط في حوارات خاصة أثناء أداء واجب العزاء لأقرباء أحد المتوفين بأنها جريمة بكل معنى الكلمة.

هذا المرسوم الجديد يحمي عناصر الشرطة و الأمن السياسي و الضابطة الجمركية (قوى الأمن التابعة لوزارة الداخلية) من الملاحقة القانونية الناجمة عن الجرائم المرتكبة "أثناء أدائهم لعملهم", و يحصر هذا الامتياز بالقيادة العامة للجيش و القوات المسلحة و القضاء العسكري.


ترجمة هذا المرسوم يعني أن المواطن العادي غير قادر على الشكوى على تجاوز شرطي أو عنصر أمن, و يكفي تقرير من الضابط المسؤول يقول فيه أن هذا الشرطي أو العنصر قد فعل ما فعل نتيجة لأداء مهمة, كي لا يكون هناك أي أمل للمواطن في نيل حقوقه.


الجهات الأمنية الأخرى غير التابعة لوزارة الداخلية محمية سلفا بموجب قانون الطوارئ المشؤوم.


أعلم أن هذا المرسوم هو تكريس لما كان موجودا سابقا, و أنه لم يغيّر على الأرض, عمليا, شيئا. فقلة من المواطنين كانت لديهم الجرأة لمقاضاة ضابط شرطة أو جهة أمنية, و حتى هذه القلة الآن, محرومة من هذا الحق الأساسي الذي لا يمكن انعدامه في أي دولة محترمة. هذا الحق الذي كان موجودا حتى في الممالك القديمة, لم يعد موجودا في السلطنة السورية.


هل يا ترى, نزع أبسط الحقوق المدنية للمواطن و وضعها في يد قيادة الجيش يعد خطوة في طريق تطوير المجتمع و مدنيته؟ سؤال برسم المدافعين عن "النية الإصلاحية" للعهد نصف الجديد.




العصر


قرأت صباح اليوم تقريرا مفصلا عن أحداث عكا الأخيرة في جريدة "إل باييس" الاسبانية الواسعة الانتشار, و أود أن أهنئ من كتبه على موضوعيته و شرحه الوافي (رغم أنه قد لا يعنيه أن يهنئه أحد مثلي, لكنني أرسلت له بريدا الكترونيا أشكره على التقرير).


يشمل التقرير خطا زمنيا للأحداث و مقابلات مع العديد من العائلات الفلسطينية المتضررة, و نقدا لاذعا لرئيس بلدية عكا, الذي طرد الصحفي من مكتبه عندما سأله عن سبب عدم منعه لطقس تجوّل التوراة في حارات المدينة القديمة المليئة بالعرب, الذي سيتم بعد أيام لمناسبة دينية, في الوقت الذي منع فيه مهرجانا مسرحيا يعد أحد أبرز الأنشطة الاجتماعية للسكان العرب على مدار العام, بحجة الأحداث.


يتضمن التقرير كذلك حوارا سريعا مع برلماني أوربي يهودي (لا أجد حرجا في ذكر ديانة هذا البرلماني, كونه قد عرّف عن نفسه بهذا الشكل) زار عكا في مبادرة شخصية للوساطة و حل الموقف, يذكر فيه خجله الشديد من تصرفات "نازيي اليهود, الذين يشوّهون ديننا" على حد تعبيره. و أن ما رآه و سمعه, يذكّره بـ "ليلة الزجاج المكسّر" (ليلة مشهودة و مشؤومة من بدايات العهد النازي, تم فيها تحطيم متاجر يهود برلين على يد أنصار الحزب النازي و حرق منازلهم و قتل العديد منهم) و أنه غير قادر على تفهّم أن من عاني سابقا من أمر, يقوم به الآن ضد غيره.


في الحقيقة أنني أقدّر موقف هذا البرلماني اليهودي جدا, و لا أشك بصدق مشاعره, بل و أحييه كذلك. لكنني أطلب منه همسا, بما أن ما رآه يذكّره بمآسي اليهود في أوربا على يد النازية و الفاشيست. أن يعمل على أن يتم تعويض المتضريين الآن كما تم تعويض الضحايا آنذاك.


أقصد... أن يُقام للفلسطينيين.. وطن قومي.. في فلسطين.. على مبدأ المعاملة بالمثل.




المغرب


صادف في الأسبوع الماضي, تحديدا يوم الخميس, السادس عشر من تشرين الأول, اليوم العالمي للجوع.

لا أكتب لأنني تذكرت الجوع في يومه العالمي, فلا تعنيني أبدا هذه الأيام العالمية لكل شيء, و خاصة بما يتعلّق بالجوع.. فكل يوم يموت فيه طفل من الجوع, هو اليوم العالمي للجوع, بل و كل دقيقة و كل ثانية.. هي وحدات زمن يجب أن نخجل فيها.. من أنفسنا.

أكتب عن هذه المناسبة لأنني شاهدت تقريرا موجزا في نشرة أخبار السي أن أن بالاسبانية صباح الخميس عن الجوع في العالم و سمعت إحصائية كادت تجعلني أتقيأ ما كنت أفطره في تلك اللحظة.


حسب هذا التقرير, يكفي ما يعادل 0,3% من مجموع ما سوف تنفقه الحكومات في الأزمة المصرفية الحالية, للقضاء على الجوع هذا العام في أفريقيا.


سفالة و صفاقة "الاستابليشمنت" العالمي ليست جديدة على أحد, فمعلومات مقرفة كهذه نراها بعيننا المجردة يوميا, فلا يفاجئني كثيرا أن أعلم أنهم يبخلون بمبلغ مالي ما لإنقاذ كم هائل من الناس من الموت جوعا, بينما ينفقون بدون كثير جدل 300 ضعفا على إنقاذ حيتان البنوك و المصارف من أزمة لم يدخلوا فيها إلا بسبب جشعهم اللامحدود و انعدام وجود أي نوع من أنواع الأخلاق.


لا يفاجئني كثيرا, لكنني لا أستطيع إلا أن أشعر بالقرف...




الليل


مطر...


أتفرج, عبر زجاج النافذة, على هذه المعجزة.. للطبيعة.. أمّنا المبدعة

يقولون أن المطر في سانتياغو دي كومبوستيلا (المدينة التي أعيش فيها) تحفة فنية, و هذا كلام صحيح جدا, فـ لوركا, الشاعر الأندلسي الشهير, وقع في غرام مطر كومبوستيلا لدرجة أنه قضى شهورا يتعلم اللغة القومية لمقاطعة غاليثيا فقط ليكتب قصيدة غزل بمطر هذه المدينة... بلغتها

صوت ارتطام القطرات.. بالزجاج.. يصدر موسيقى رائعة تطرب القلوب

على مدى السنوات.. كانت لحظات الروحانية الوحيدة بالنسبة لي هي التدخين بينما أنظر إلى المطر و هو يسرع نحو حجارة الأرض بلهفة و اشتياق عاشق لمعشوقته..


لحظات من الصفاء
و الهدوء
و السلام...

كنت أعتقد أنها الوحيدة.. و لا منازع لها..

حتى مجيئك..


أنت التي لو عاش لوركا ليراكِ.. لتعلّم كل لغات العالم ليتغزّل بكِ..
أنت التي.. أعدت تعريف الجمال و السلام, و الحب..
أنت التي أصبحت كلماتك.. مطرا يروي ظمأ روحي

أنا حقل متعطش لقطراتك... فاسقيني حبك...
كي تحصدي منه... عشق قلبي
و ثمار إبداعي






Yass

أبو مـــــــــ1984ـــــــارال
خبز,, سلم,, حرّية

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05952 seconds with 11 queries