[Danito]

تبدو اسرائيل متورطة حتى قمة رأسها في لبنان، حتى وسائل الإعلام الإميركية الموالية لاسرائيل و الرئيس الأميركي لا يملكان سوا تكرار عبارات ملت الناس سماعها: حزب الله قام بعملية اخترق فيها الحدود ، اسرائيل لها حق الدفاع عن نفسها ، سوريا و إيران تدعمان حزب الله.

بينما تتوالى خسارات الإسرائيليين و خاصة من العسكريين و تبدو القوى الجوية الجبارة الخارقة القدرة و المدعومة بمنظومات أقمار صناعية و مراكز إدارة عمليات و قواعد اشتباك و و غير قادرة إلا على تدمير المزيد من المرافق المدنية و قتل المزيد من المدنيين المختبئين الذي تعلو بينهم نسبة الاطفال، ربما بسبب طبيعة التركيب السكاني

عملية الإنزال الأخيرة على مشفى الحكمة لم تنجح و للمرة الثانية منذ اندلاع هذه الحرب تجد اسرائيل نفسها امام احتمال اسر المزيد من جنودها : كم هو محرج هذا الموقف؟

مع ذلك يخرج رئيس الوزراء الاسرائيلي أولمرت بتصريحات المنتصرين و بقوة توحي بأنهم يملكون زمام الأمور مع شركائهم الأميركان: فالحل سيكون هكذا و سيكون هكذا و لن نفاوض على ذاك و لن نفاوض على تلك

أما التضارب في التصريحات بين مختلف المصادر الاسرائيلية أو حتى المصادر نفسها بين وقت و آخر تدل على عمق التخبط ، لكن تبدو المراهنة الاسرائيلية على القوة و الحرب غير العادلة في فرض حصار خانق على اللبنانيين من جهة و تأمين تغطية دولية من جهة ثانية، و هناك عامل لا يمكن إغفاله هو أنها مطمئنة لجهة غياب أي مبادرة عربية حقيقية لمواجهة محتملة و حتى لتشكيل موقف حازم على المستوى الدولي بل أنها تصدر تصريحات توحي بموافقة اطراف عربية مختلفة على ما تقوم به.

هل فعلا تستطيع اسرائيل بمساعدة الأميركان تهديد سوريا ؟
هل تصريح الرئيس اللبناني إميل لحود الذي ذكر فيه أن اسرائيل متفوقة عسكريا يعبر فعلا عن الواقع؟ ام يعبر عن عدم رغبة سوريا في خوض اي حرب مع اسرائيل؟ خيار الحرب ليس خيار عقلاني و منطقي خاصة في مواجهة اسرائيل لكن ربما يمكن التلويح به و تحدي الخطوط الحمراء التي ترسمها اميركا و اسرائيل ، كحد ادنى لجهة اختراق الحظر الإنساني و تمرير المساعدات بقوة السلاح.. لقد اخترقت سوريا سابقا كل الخطوط الحمراء الاميركية في لبنان في الثمانينات فهل هي غير قادة على تجاوزها مرة اخرى؟.. إن هي ارادت؟؟