الموضوع: حبيبتي سوريا
عرض مشاركة واحدة
قديم 13/05/2008   #1
صبيّة و ست الصبايا a7la lolo
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ a7la lolo
a7la lolo is offline
 
نورنا ب:
Feb 2008
المطرح:
.....العصفورية .....
مشاركات:
24

افتراضي حبيبتي سوريا


حبيبتي سوريا>
سوريا هي تلك الرغبة التي تعتريك لتناول ' كاسة شاي '
وأنت تأكل الجبنة البيضاء البلدية ، وذاك الخمول الذي
يدفعك بعد وجبة الغذاء الدسمة إلى قيلولة غالية
هي ذاك المزيج الفوضوي الذي يجري في شوارع العاصمة ،
آلاف من السيارات والبشر المختلطة وفق منظومة معقدة
لا تستطيع أن تدركها أو تفهم آلية عملها ولكنها في
النهاية تعمل ، تمتزج ، تتحرك ، وتنفصل وتتلاشى الحركة
في الشوارع لتبدأ الحياة في المنازل التي تحب السهر ،
وتبقى البيوت المتراكمة المتسلقة جبل قاسيون مضاءة
حتى يطفؤها الفجر الذي يعلنه صوت الآذان
سوريا هي فيروز الصباح و ' سيرة الحب ' في ليل دمشقي
طويل أو موال شجي عتيق على أنغام قد حلبي
سوريا .. نشرة الأخبار بين عشق الرجال وكره النساء ،
هي السياسة التي ندمنها دون أن نتعاطها
هي خوف صبية عائدة إل البيت في مساء متأخر ،
هي حب مراهق لبنت الجيران
هي وجوه الناس التي ألفناها وقصص البيوت التي تناقلناها ،
هي النميمة في صبحية ' نسوان ' ،
'وقعدة ' رجالية في مقهى بين طاولة الزهر وعبق الدخان

سوريا هي جلسة حول ' بحرة ' في دار قديم تجمعنا '
قرقعة ' اركيلة ، عشقناها وهي ترسم تنهيدة ألم في الهواء ،
هي عدوى الضحك على طرفة ' بايخة ' تنتشر
بين الأصحاب وتتمادى لتصبح قهقهة عالية لا تعبأ لا بالمكان والزمان
سوريا هي محجبة وسافرة تعيش في بيت واحد ،
وطبخة 'شاكرية ' على مائدة كريم دعا إليها كل الجيران ،
مسيحي ومسلم الكل يحمدون الله على النعمة ويدعون أن
يحفظها من الزوال
سوريا هي نزعة طفل للتسرب إلى الشارع واللعب مع أولاد الجيران ،
هي رائحة ' الطبخ ' تفوح عند باب كل دار وقت الغذاء،
وجلسة دافئة لأفراد العائلة حول مدفأة المازوت في ليلة باردة
سوريا هي الحارة والأصحاب ، المدرسة والطريق الذي ' تسكعناه ' مئات المرات ،
هي الطاولة التي درسنا عليها
والغرفة التي تشاركنا بها إخوة وأخوات ،
هي همومنا الصغيرة التي كبرت وأحلامنا الكبيرة التي تضاءلت ،
هي الذكرى التي تجمعنا في الماضي والأمل بلقاء في
المستقبل قد لا يكون
سوريا هي الحب القديم ،
هي القلب الذي خفق في صدورنا أول مرة ،
هي الغيرة التي اشتعلت على فتاتنا تضحك
لرفيق لتترك في النفس حرق لذيذ ،
هي حلاوة اللقاء الذي كان وربما لن يتكرر ،
هي الحياة التي انتزعناها
من عمر مضى واحتفظنا بها مجرد ذكريات

هي ضحك ، بكاء ، مئات الكلمات ، أحاديث وصور تبعثرت في
ذاكرتنا يستحضرها الحنين ويحفظها الشوق ونحن نعرف
بأنه لا أمل لنا في اللقاء
سوريا هي أيام عشناها في وطن كان .. نخاف أن يضيع ،
سوريا هي الحبيب الذي هجرناه ولم نستطع أن نعشق سواه
،سوريا
هي الماضي الذي منه ولدنا وعلينا أن نحرص لكي
يكون المستقبل الذي يحيا أولادنا فيه
سوريا كلمة عندما نسمعها ، تشتعل قلوبنا بالمحبة ،
وتدمع عيوننا الحائرة فرحا وحزنا ، وتتلعثم ألسنتنا
مثل مراهق يريد أن يبوح لفتاته بكلمة .. ' احبك

**مهما كان الضمير نائما .. لابد أن يأتي يوم ويصحى**

__**××مديرة العصفورية××**ــــ
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04715 seconds with 11 queries