للغربة أكثر من معنى فغربة الإبتعاد عن الوطن ومسقط الرأس غربة جغرافية والتي يقصدها الإنسان سعيا وراء العيش بكرامة وفي سبيل تأمين لقمة عيش تقيه العوز والحاجة أو يقصدها للدراسة والتكوين ومن ثم بناء مستقبله وما كان يحلم به. فهذه الغربة رغم ما يعانيه بها الإنسان من حنين للموطن والأهل والأحباب..فهي تعود عليه بالخير الكبير ليس ماديا فقط بل معناويا،فكريا وشخصيا فهو يكتسب تجربة في الحياة ربما لا يدركها سوى بعد مرور السنين.
هناك غربة قاتلة وتفوق بكثير الغربة الجغرافية وهي الغربة داخل الوطن..
كأن ترى الظلم والديكتاتورية والنظام المتمثل في الفوضى والقهر وإعدام حرية التعبير عندها تشعر بالغربة داخل الوطن..
وعندما ترى الإنحلال وعدم التفاهم حتى في الأوساط العائلية عندها تحس بالغربة بين أهلك وأصحابك..
عندما ترى أحلامك ـ البسيطة ـ تتبخر أمام عينيك حينها تحس بالغربة
فالإبتعاد عن الوطن في نظري ليس هروبا من الواقع أو من الوطن أكثر منه هروبا من الغربة في معناها العميق¨
وصدق من قال: الفقر في الوطن غربة، والغنى في الغربة وطن
والفقر والغنى لهما أكثر من بعد في هذه القولة..
أي قدرمن الحقيقة يستطيع أن يتحمله الإنسان..!
يقول نيتشه: "أدى تبنِّي مفهوم السعادة إلى خنق البحث العلمي."
يمكن القول، اليوم: "أدى البحثُ العلمي إلى خنق مفهوم السعادة."
|