المظروف
قضي حياتي جالساً مثل ملاك في كرسيّ حـّلاق
رامبو، صلاة للمساء
قد يقولُ لي أحدهُم، وقد لا يقول:
تعال رجاءًَ، قُل لي ما هي القصّة.
ما هذا المظروف علي المائدة.
تَقطُّراتُ الشحم المائع
من ذكري جُثـّة الغائب، صنّارةُ الصيّاد
في غَلاصم السمكةــــ ما هي القصّة.
ـ أذهبُ إلي البحر في هذه الأيّام
لأنني مريض، أحتاجُ إلي أنسَام عليلة.
أجلسُ في مقهي علي الرَمْلة
متطلـّعاً إلي الصخور عندما تغربُ الشمس.
لا أحدٌ يأتي هنا. أحياناً، امرأةٌ وكلبُها. صيّادٌ عجوز.
نوارسُ تطفو في الهواء، مناقيرها
البرتقاليّة، عيونها الصفراء، ترصدُ البحر
وبين حين وآخر قد تحظي بسمكة
تـَشي بها حراشفُها الساطعة تحت الماء.
أشربُ بيرتي علي مَهلي، ثمّ أمضي
في سبيلي. لن أعرفَ أبداً ما هي القصّة.
لن أفتح المظروف.
وجعي تراث الناي يشرب من دمي بوْح الغروب و صُفرة الأهدابِ
أمرُّ باسمكِ إذ أخلو الى نفسي
|