ما يحتمل أن يكون
ما يُحتمل أن يكون
يُحتمَلُ أن أكون أنا من يمشي طائعاً أمراً، من فوق أو تحت، جاءني لا أدري متي.
مَن جاءني، من يأمرُ: هذا ما لا أدريه. ولا أُعنـَي بأن أدري. ماش ٍ، في الريح الشائكة، يُخدّشُ الهواءُ جلدي.
هذا العالمُ حديقةُ أشواك.
يُحتملُ أن أكون أنا السائر، وذكرياتي علي ظهري مثلَ خِرج ٍ أو بُردُعَة
ومن حولي تاريخُ أهلي يُلـَملَمُ، تحتَ جنح الظلام، علي عجَلٍ، كرايةٍ مهزومة.
تـَحَفّـُزي، الذي انفقأ مثل فَقّاعة في غدير آسن، يستحثّ الضفادع، قبلَ صلاة المغرب علي النقيق.
شَللُ أطرافي إشاعة ٌ صحيحة.
يُحتمل أن أطيلَ شَعري حتّي تضربَ لحيتي ركبتيّ. وأن أقَنّعَ وجهي بلحية نبيّ.
أو ربّما أكتفي بسرّ عاديّ، لا يُثيرُ حفيظةَ السَّحَرة
ورجال الدين المتربّصين بأتفَهِ شارة تصدرُ عنّي، ولا يدفَعُ درويشَ المحلـّة
إلي حافّة الهوّة حيثُ يحلمُ، كعبّاس بن فرناس، بالتحليق.
يُحتملُ أنني، رغم كلّ الظواهر، مجرّد رُقعة بشريّة تتنقّلُ في جُغرافيّة ألألوهة
العاقر. أو بيدقٌ ربّانيّ تحرّكهُ يدٌ مجهولة
علي رقعة شطرنج.
يُحتملُ…يُحتملُ أنّ آدم لم يُطرَد من الجنّة، وحوّاء داست بقبقابها علي رأس الثعبان.
هذا، عادةً، ما يحدثُ في الليل، عندما تحلمُ بما يكون
أو يُحتـَملُ أن يكون.
وجعي تراث الناي يشرب من دمي بوْح الغروب و صُفرة الأهدابِ
أمرُّ باسمكِ إذ أخلو الى نفسي
|