عرض مشاركة واحدة
قديم 08/06/2005   #62
عاشق من فلسطين
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ عاشق من فلسطين
عاشق من فلسطين is offline
 
نورنا ب:
Nov 2004
المطرح:
حيث هناك ظلم ... هناك وطني..
مشاركات:
4,992

إرسال خطاب MSN إلى عاشق من فلسطين إرسال خطاب Yahoo إلى عاشق من فلسطين
افتراضي معلقة ورائعة محمود درويش (مزامير )


أحبك أو لا احبك ..
أذهب .. اترك خلفي عنواين قابلة للضياع
وأنتظر العائدين وهم يعرفون مواعيد موتي ويأتون .
أنت ِ التي لا أحبك حين احبك ،
اسوار بابل ضيقة في النهار وعيناك واسعتان
ووجهك منتشر في الشعاع ..
كأنك لم تولدي بعد ..لم نفترق بعد .. لم تصرعيني ..
وفوق سطوح الزوابع كل كلام جميل .. وكل لقاء وداع ..
وما بيننا غير هذا اللقاء .. وما بيننا غير هذا الوداع ..
أحبك أو لا أحبك ..
يهرب مني جبيني وأشعر أنك لا شيء
أو كل شيء .. وأنك قابلة للضياع ..

.................

أريدك أو لا أريدك
أن خرير الجداول محترق بدمي
ذات يوم أراك وأذهب ..
وحاولت أن أستعدي صداقة أشياء غابت نجحت ..
وحاولت أن اتباهى بعينيين تتسعان لكل خريف نجحت ..
وحاولت أن أرسم اسما" يلائم زيتونة" حول خاصرة
فتناسل كوكب ..
أريدك حين اقول أني لا أريدك ..
وجهي تساقط ..
نهر بعيد يذوب جسمي
وفي السوق باعوا دمي كالحساء المعلب ..
أريدك حين أقول أريدك ..
يا أمرأة وضعت ساحل البحر الأبيض المتوسط في حضنها
وبساتين آسيا على كتفيها ...
وكل السلاسل في قلبها ..
أريدك أو لا أريدك ..
أن خرير الجداول .. أن حفيف الصنوبر .. أن هدير البحار ..
وريش البلابل محترق بدمي ...
ذات يوم أراك وأذهب ..

...............

أغنيك ِ أو لا أغنيك ِ ..
أسكت .. أصرخ .. لا موعد للصراخ ولا موعد للسكوت ..
وأنت الصراخ الوحيد وأنت السكوت الوحيد ..
تداخل جلدي بحنجرتي..
تحت نافذتي تعبر الريح لابسة حرسا" ..
والظلام بلا موعد ..
حين ينزل عن راحتيّ الجنود ...
سأكتب شيئا" ..
وحين سينزل عن قدميّ الجنود ..
سأمشي قليلا" ..
وحين سيسقط عن ناظريّ الجنود
أراك .. أرى قامتي من جديد ..
أغنيك ِ أو لا أغنيك ِ ..
أنت الغناء الوحيد وأنت تغنينني لو سكتُّ
وأنت السكوت الوحيد ...

..................

في الأيام الحاضرة
أجد نفسي يابسا"
كالشجر الطالع من الكتب
والريح مسألة عابرة ..
أحارب أو لا أحارب ؟؟؟
ليس هذا هو السؤال
المهم ان تكون حنجرتي قوية ..
أعمل أو لا أعمل ؟؟
ليس هذا هو السؤال
المهم ان أرتاح ثمانية أيام في الأسبوع
حسب توقيت فلسطين ...
أيها الوطن المتكرر في الأغاني والمذابح ..
دلني على مصدر الموت
أهو الخنجر أم الأكذوبة ؟؟؟

..................

لكي أذكر ان لي سقفا" مفقودا"
ينبغي أن أجلس في العراء ..
ولكي لا أنسى نسيم بلادي النقي
ينبغي أن أتنفس السل ..
ولكي أذكر أن الغزال السابح في البياض
ينبغي ان أكون معتقلا" بالذكريات ..
ولكي لا أنسى ان جبالي عالية
ينبغي ان أسرح العاصفة من جبيني ..
ولكي أحافظ على ملكية سمائي البعيدة
يجب ان لا أملك حتى جلدي ...

.................

أيها الوطن المتكرر في المذابح والأغاني
لماذا أهربك من مطار الى مطار
كالأفيون
والحبر الأبيض
وجهاز الارسال ؟!...

...................

أريد أن أرسم شكلك
أيها المبعثر في الملفات والمفاجئات
أريد أن أرسم شكلك
أيها المتطاير على شظايا القذائف وأجنحة العصافير
أريد أن أرسم شكلك
فتخطف السماء يدي
أريد أن أرسم شكلك
أيها المحاصر بين الريح والخنجر
أريد أن أرسم شكلك
كي أجد شكلي فيك
فأتهم بالتجريد وتزوير الوثائق والصور الشمسية ..
أيها المحاصر بين الخنجر والريح ...

..................

ويا أيها الوطن المتكرر في المذابح والأغاني
كيف تتحوال الى حلم وتسرق الدهشة
لتتركني حجرا"
لعلك أجمل في صيرورتك حلما"
لعلك اجمل ..

..................

لم يبقى في تاريخ العرب اسم أستعيره
لأتسلل به الى نوافذك السرية
كل الأسماء السرية محتجزة
في مكاتب التجنيد المكيفة الهواء
فهل تقبل اسمي
اسمي السري الوحيد
محمود درويش
أما اسمي الأصلي
فقد انتزعته عن لحمي
سياط الشرطة وكرمل الصنوبر ...
أيها الوطن المتكرر في الأغاني والمذابح ..
دلني على مصدر الموت
أهو الخنجر أم الأكذوبة ؟؟؟

.....................

يوم كانت كلماتي
تربة" ..
كنت صديقا" للسنابل ..
يوم كانت كلماتي
غضبا" ..
كنت صديقا" للسلاسل ..
يوم كانت كلماتي
حجرا"...
كنت صديقا" للجداول
يوم كانت كلماتي
ثورة" ..
كنت صديقا" للزلازل ..
يوم كانت كلماتي
حنظلا"
كنت صديق المتفائل ..
حين صارت كلماتي
عسلا" ..
غطّى الذباب
شفتيّ !!!...

...............

تركت وجهي على منديل أمي
وحملت الجبال في ذاكرتي
ورحلت ...
كانت المدينة تكسر أبوابها
وتتكاثر فوق سطوح السفن
كما تتكاثر الخضرة في البساتين التي تبتعد ...
أنني أتكئ على الريح
يا أيتها القامة التي لا تنكسر
لماذا أترنح ؟؟ وأنت ِ جداري ..
وتصقلني المسافة
كما يصقل الموت الطازج وجوه العشاق ..
وكلما ازددت اقترابا" من المزامير
ازددت نحولا" ..
يا أيتها الممرات المحتشدة بالفراغ
متى أصل !!!
طوبى لمن يلتف بجلده !
طوبى لمن يذكر اسمه الأصلي بلا أخطاء !
طوبى لمن ياكل تفاحة" ولا يصبح شجرة !
طوبى لمن يشرب من مياه الأنهار البعيدة
ولا يصبح غيما" !
طوبى للصخرة التي تعشق عبوديتها
ولا تختار عبودية الريح !

....................

أكلما وقفت غيمة على حائط
تطايرت اليها جبهتي كالنافذة المكسورة
ونسيت أني مرصود بالنسيان
وفقدت هويتي ...
أنني قابل للانفجار
كالبكارة ..
وكيف تتسع عيناي لمزيد من وجوه الأنبياء ؟!
أتبعيني أيتها البحار التي تسأم لونها
لأدلك على عصا أخرى ..
أنني قابل للأعجوبة كالشرق ..
أنا حالة تفقد حالتها
حين تكف عن الصراخ
هل تسمون الرعد رعدا" والبرق برقا"
اذا تحجر الصوت وهاجر اللون ؟!!...
أكلما خرجت من جلدي
ومن شيخوخة المكان
تناسل الظلّ وغطاني ......؟؟؟
أكلما أطلقت رياحي في الرماد
بحثا" عن جمرة منسية
لا أجد الا وجهي القديم الذي تركته
على منيل أمي ؟؟؟!!...
أنني قابل للموت
كالصاعقة ..

.....................

أشجار بلادي تحترف الخضرة
وأنا أحترف الذكرى
والصوت الضائع في البرية
ينعطف نحو السماء ويركع
أيها الغيم ! هل تعود ؟؟ ..
لست حزينا" الى هذا الحدّ
ولكن ...
لا يحب العصافير
من لا يعرف الشجر
ولا يعرف المفاجأة
من اعتاد الأكذوبة ....
لست حزينا" الى هذا الحدّ
ولكن ...
لا يعرف الكذب
من لم يعرف الخوف ...
أنا لست منكمشا" الى هذا الحدّ
ولكن الأشجار هي العالية ...
سيداتي .. آنساتي ... سادتي
أنا أحب العصافير
وأعرف الشجر
أنا أعرف المفاجأة
لأني لم اعرف الأكذوبة
أنا ساطع كالحقيقة والخنجر
ولهذا أسألكم :
أطلقوا النار على العصافير
لكي أصف الشجر ..
أوقفوا النيل
لكي أصف القاهرة ..
أوقفوا دجلة أو الفرات أو كليهما
لكي أصف بغداد ...
أوقفوا بردى
لكي أصف دمشق ...
وأوقفوني عن الكلام
لكي أصف نفسي ....

...................

ظلًّ النخيل وآخر الشهداء
يرسل صورة" صوتية" عن حالة الأحباب يوميا" ..
أحبك ِ في الخريف وفي الشتاء ...
لم تبك ِ حيفا .. أنت ِ تبكي
نحن لا ننسى تفاصيل المدينة
كانت أمرأة" وكانت أنبياء ..
البحر ! لا البحر لم يدخل منازلنا بهذا الشكل
خمس نوافذ غرقت ولكنّ السطوح تعج بالعشب المجفف والسماء ..
ودّعت ُ سجاني
سعيدا" كان بالحرب الرخيصة
آه يا وطن القرنفل والمسدس لم تكن أمّي معي ...
وذهبت أبحث عنك خلف الوقت والمذياع ..
شكلك ِ كان يكسرني ويتركني هباء ...
كان الكلام خطيئة" ... والصمت منفى ..
والفدائيون أسرى توقهم للموت في واديك..
كان الموت تذكرة الدخول الى يديك .. وكنت تحتقر البكاء ..
والذكريات هوية الغرباء أحيانا" ..
ولكن الزمان يضاجع الذكرى وينجب لاجئين
ويرحل الماضي ويتركهم بلا ذكرى .. أتذكرنا ؟!
وماذا لو تقول : بلى ..
أنذكر كلّ شيء عنك ؟! ..
ماذا لو نقول : بلى !
وفي الدنيا قضاة يعبدون الأقوياء ...
من كلّ نافذة رميت الذكريات كقشرة البطيخ
واستلقيت في الشفق المحاذي للصنوبر
تلمع الأمطار في بلد بعيد تقتطف الفتيات خوخا" غامضا" ..
والذكريات تمر مثل البرق في لحمي
وترجعني اليك .. اليك .. أن الموت مثل الذكريات كلاهما
يمشي اليك ... اليك ...
يا وطنا" تأرجح بين كلّ خناجر الدنيا
وخاصرة السماء ....
ظلًّ النخيل وآخر الشهداء
يرسل صورة" صوتية" عن حالة الأحباب يوميا" ..
أحبك ِ في الخريف وفي الشتاء ...

....................

أيتها البلاد التي يعرف المزاج أسماءها
تعرفك سياط التاريخ
ومنافي التاريخ
أيتها المسبية في كل العصور
لماذا تحددين شكلك بمثل هذه المغامرة
ولماذا تعلنين عن نفسك
كجنين العالم !
ولماذا أنت جميلة الى حدّ الانتحار !...
واكثر من ذلك
لماذا لا تعلنين برائتك منيّ
لأكفّ عن الموت ...
أيتها البلاد القاسية كالنعاس
قولي مرة واحدة
انتهى حبنا
لكي أصبح قادرا"على الموت ... والرحيل ...
أني أحسد الرياح التي تنعطف فجأة"
عن رماد آبائي
أني أحسد الأفكار المختبئة في ذاكرة الشهداء ...
وأحسد سماءك المختفية في عيون الأطفال ...
ولكنني لا أحسد نفسي
تنتشرين على جسمي كالأعصار
وتنتشرين في جسمي كالشهوة..
وتحتلين ذاكرتي كالغزاة
وتحتلين دماغي كالضوء ..
موتي لأرثيك ..
او تزوجيني لأعرف الخيانة
مرة واحدة .......

..................

أيتها الوردة الواقفة خارج الزمن والحواس
يا قبلة في مناديل الرياح ..
فاجئيني بحلم واحد
يرتد عنك جنوني .....
لقد ابتعدت عنك ِ
لأقترب منك ِ
فوجدت الزمن ..
واقتربت منك ِ
لأبتعد عنك ِ
فوجدت الحواس ...
بين الابتعاد والاقتراب
حجر في حجم الحلم
لا يقترب ولا يبتعد
وأنت ِ بلادي
وانا لست حجرا"
ولهذا .. لا أحاذي السماء
ولا أوازي الأرض
وأبقى غريبا" ..

.................

حالة الاحتضار الطويلة
أرجعتني الى شوارع في ضواحي الطفولة
أدخلتني بيوتا"
قلوبا"
سنابل
منحتني هوية
جعلتني قضية
حالة الاحتضار الطويلة ..

................

كان يبدو لهم أني ميّت
والجريمة مرهونة بالأغاني
فمروا ولم يلفظوا اسمي ..
دفنوا جثتي في الملفات والانقلابات ... وابتعدوا ...
والبلاد التي كنت احلم فيها
سوف تبقى البلاد التي كنت أحلم فيها ...
كان عمرا" قصيرا"
وموتا" طويلا"
وأفقت قليلا"
وكتبت اسم أرضي على جثتي
وعلى بندقية
قلت هذا سبيلي وهذا دليلي
الى المدن الساحلية
وتحركت ..
لكنهم قتلوني ..
دفنوا جثتي في الملفات والانقلابات ... وابتعدوا ...
والبلاد التي كنت احلم فيها
سوف تبقى البلاد التي كنت أحلم فيها ...

.......................

أنا في حالة الاحتضار الطويلة
سيد الحزن
والدمع وكل عاشقة عربية
وتكاثر حولي المغنون والخطباء
وعلى جثتي ينبت الشعر والزعماء
وكل سماسرة اللغة الوطنية
صفقوا
صفقوا
صفقوا
ولتعش حالة الاحتضار الطويلة ...

..............

حالة الاحتضار الطويلة
أرجعتني الى شوارع في ضواحي الطفولة
أدخلتني بيوتا"
قلوبا"
سنابل
منحتني هوية
جعلتني قضية
وتراث السلاسل ...

................

لم يبق لي
الا ان أتشرد في ظلّك ِ الذي هو ظلّي ..
ولم يبق لي
الا أن أسكن في صوتك ِ الذي هو صوتي ِ ..
تدحرجت عن الصليب الممتد كالصحو
في أفق لا ينحني
الى أصغر جبل تصل اليه الرؤية
فلم أعثر على جرحي وحريتي ..!!
لأنني لا أعرف مكانك
لا أجد خطواتي
ولأن ظهري لايستند اليك ِ بالمسامير
أصبحت شديد الانحناء
كسمائك التي ترافق نوافذ الطائرات ...
أعيدي اليّ تقاطيع اسمي
لأحتكم الى ألياف الشجر ...
أعيدي اليّ حروف وجهي
لأحتكم الى العواصف المقبلة
أعيدي اليّ أسباب فرحي
لأحتكم الى التراجع الذي لا سبب له ...
لأن صوتي يابس كسارية العلم
ويدي فارغة كالنشيد الوطني
وظلّي واسع كالمهرجان
وقسمات وجهي تتنزه في سيارات الاسعاف
لأني هكذا
فأنا مواطن في ممكلة لم تولد ..

...............

اعتقلت نفسي داخل نفسي
لأن نفسي ليست جاسوسة على نفسي
والمطر يتساقط في الخارج
بلا سبب
طوبى لمن يعرف حدود سعادتي
طوبى للربّ الذي يقرأ حريتي
طوبى للحارس الذي يحبس طمأنينتي
في عينيه الساهرتين
طوبى لمن يفهم ما معنى أن أكون
السجين والسجان في آن واحد
أيتها النوافذ البعيدة كالحب الأول ..
أنا لا أقيم في بابل
بابل هي التي تسكن تقاطيع وجهي
أينما ذهبت ..
وأيتها النوافذ البعيدة كالحب الأول ..
انا لست منفيا"
في قلبي نفيت المنفى وذهبت .......
المطر يتساقط في الخارج
بلا سبب
والقحط ينتشر في الداخل لأسباب كثيرة
فمن يعيد ترتيب الفصول
ومن يغير نظام الروزنامة
ومن يعلمني مراثي أرميا
في طرق أورشليم التي لعنها الربّ
لكي أعلن للمرة الاولى
ترايخ ميلادي
من؟

.................

أني أتأهب للانفجار
على حافة الحلم
كما تتأهب الآبار اليابسة للفيضان ..
أني أتأهب للانطلاق
على حافة الحلم
كما تتأهب الحجارة
في أعماق المناجم الضيقة
أني أتحفز للموت
على حافة الحلم
كما يتحفز الشهيد للموت مرة أخرى .....
أني اتأهب للصراخ
على حافة الحلم
كما يتأهب البركان للانفجار......

.................

الرجيل انتهى من يغطي حبيبي
كيف مرّ المساء المفاجئ
كيف اختفى في عيون حبيبي
الرحيل انتهى ...
أصدقائي يمرون عني
أصدقائي يموتون فجأة ..
الرحيل انتهى في جناح السنونو
الرحيل انتهى حين فرّ السجين ..
ما عرفت الضياع
في صرير السلاسل
كان لحمي مشاع
كسطوح المنازل
لعدويّ ..
ولكن ما عرفت الضياع
في صرير السلاسل ...
أصدقائي يمرون عني
أصدقائي يموتون فجأة ..

.........................

هارب من الحدود التي افترست أصدقائي
والحدود تعدو ورائي
الحدود تقترب تقترب
وتلامس حلقي
من الصعب أن تعرفوا
أين تنتهي الأسطورة
وأين يبدأ وجهي
لأن الحدود قريبة ...
هذه الشقوق المحفورة في جبيني
ليست بصمات سنين
وهذه الخطوط الزرقاء تحت عيني
ليست دليلا" على السهر مع النساء
أنها الحدود التي تتشعب في جسمي
أنا محكوم بالهزيمة
وعدوي محكوم بالنصر
أنا صامد في الهزيمة
وعدوي صامد في النصر ...
أيها الظلام القادم الى المدينة
انهمر .. انهمر ...
لأني أعتزم الليلة مغادرة وجهي الحافل بالحدود
في اتجاه قلبي
وهو المدينة الوحيدة التي لم تقع في الأسر .....

...........................

أداعب الزمن
كأمير يلاطف حصانا" ....
وألعب بالأيام
كما يلعب الأطفال بالخرز الملون ..
أني أحتفل اليوم
بمرور يوم على اليوم السابق
وأحتفل غدا"
بمرور يومين على الأمس
وأشرب نخب الأمس
ذكرى اليوم القادم
وهكذا أواصل حياتي ...
عندما سقطت عن ظهر حصاني الجامح
وانكسرت ذراعي
أوجعتني أصبعي التي جرحت
قبل ألف سنة ..
وعندما أحييت ذكرى الأربعين لمدينة عكا
أجهشت في البكاء على غرناطة
وعندما التف حبل المشنقة حول عنقي
كرهت أعدائي كثيرا"
لأنهم سرقوا ربطة عنقي ...

...........................

نرسم القدس :
اله يتعرى فوق خطّ داكن الخضرة
أشباه عصافير تهاجر
وصليب واقف في الشارع الخلفي
شيء يشبه البرقوق
والدهشة من خلف القناطر
وفضاء واسع يمتد من عورة جندي الى تاريخ شاعر ..

........................

نكتب القدس :
عاصمة الامل الكاذب
الثائر الهارب
الكوكب الغائب
اختلطت في أزقتها الكلمات الغريبة
وانفصلت عن شفاه المغنين والباعة القبل السابقة ...
قام فيها جدار جديد لشوق جديد
وطروادة التحقت بالسبايا
ولم تقل الصخرة الناطقة لفظة تثبت العكس
طوبى لمن يجهض النار في الصاعقة !...
ونغني القدس :
يا أطفال بابل
يا مواليد السلاسل
ستعودون الى القدس قريبا"
وقريبا" تكبرون
وقريبا" تحصدون القمح من ذاكرة الماضي
قريبا" يصبح الدمع سنابل
آآآآآآآآآه يا أطفال بابل
ستعودون الى القدس قريبا"
وقريبا" تكبرون
قريبا"
وقريبا"
وقريبا"
هلّلويا
هلّلويا !


............................


من ديوان أحبك أو لا أحبك

1972


وانشا الله رح حاول نزل الديوان كلو .. كل ما فضيت رح أكتب شي قصيدة منو ونزلها ...

..غنــــي قلــــــيلا يـــا عصـــافير فأنــي... كلمـــا فكــــرت في أمــــــر بكـــيت ..
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.08601 seconds with 11 queries