جاء الخريف .. و رحل الخريف
اثني عشر مرّة .. و قد ظننتك نسيت ...
نسيت أياماً أمضيتها جالسة بين راحتي يديك
و في ثنايا أصابعك
نائمة في دفاترك .. بين سطور شعرك
و في خيالات أعوامك القليلة
سابحة في حبر أقلامك .. في عطر أنفاسك
و سمرة جسدك .. و في رحيق عينيك
ساهمة في موسيقى كلماتك و في تناغم أجزاءك
ظننتك نسيت ... و طننتَ أن مياه النهر
قد رحلت بي إلى مصبّها البعيد ...
إلى حيث لا خريف
لا شعر ولا أقلام
لا موسيقى ولا أنغام
********
لم ألحظك و أنت تتسلل إلى أمتعتي
و تسكن بين خصلات شعري ..
تأكل من أطياب بساتيني
و تشرب من فيض دموعي ...
لم أكن أعلم أنك تتنزه كل صباح على كتفي
و تتأرجح فوق شالي الصوفيّ ..
و أنك تسهر ليلاً مع قناديل عيوني
تتدثّر بأهدابي و تفترش جفوني
********
إني يمامة تحلق في فضاء حبك
أقحوانة تتفتح في خصب حقولك ...
يا أولى سحب الغيث بعد صيف قاس :
أخضرْ صحاريّ و أدفقْ ينابيعي
يا بكر ضياء الشمس بعد ليلة كانون طويلة :
أنفخْ شهبك على ظلمات روحي
و أحل ثلجها ندىً و رمادها جمراً
فجّرْ شوقي أعاصيراً
ألهبْ هيامي براكيناً
و اعزفني على قيثارتك البرونزية
لحن عشق أزلي
لترقص آلهة الحب
و ملائكة السماوات