عرض مشاركة واحدة
قديم 16/03/2009   #43
صبيّة و ست الصبايا saba n
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ saba n
saba n is offline
 
نورنا ب:
Mar 2008
المطرح:
عالم الرؤى
مشاركات:
597

إرسال خطاب Yahoo إلى saba n
افتراضي مقابلة مع الفنانة هديل كامل من موقع ايلاف



هديل كامل..
اسم مميز في عالم الفن العراقي، مبدعة حقيقية وفنانة ملتزمة، قامتها الفنية تزهو مثل نخلة برحية، تحمل ثمرا لاتعطيك اياه نخلة اخرى، تزهو بسعفها دائم الاخضرار سواء كان هناك نسيم او عاصفة، وبـ (كربها) الذي يتلألأ كالبلور، هديل.. عبر سنواتها الطويلة كانت تترك آثارا على اية ارض فنية وطأتها موهبتها، وتحقق رصيدا من الاعجاب، وامتلكت خزينا من النجاح والنجومية، لايمكن ان تتخطاه الذاكرة الفردية والجمعية للناس والفن، انها بالفعل نجمة عراقية، بريقها ينثر نكهته البغدادية، ويسترعي الانتباه، هديل.. اجرينا معها هذا الحوار الموسع الذي عبرت فيه عن مكنونات نفسها كفنانة ومواطنة عراقية.
*اينك من المسرح، كم هي المسافة التي صارت بينك وبينه (المسافة المجازية)؟
- اخر عمل مسرحي شاركت فيه كان (الرجال الجوف) تاليف عادل كاظم واخراج غانم حميد..في عام 1998، وانا الان في قلب مسرح القباني في دمشق... وقد تم عرض مسرحية خلايا بيضاء على خشبته... وقد شارك في اداء الادوار كل من الفنانين سليمة خضير ومحسن العزاوي واياد راضي وازهار العسلي والفنان الملحن طالب القره غولي بعوده الجميل... وكانت المسرحية من اشعار الشاعرة العراقية امل الجبوري واخراج الفنان سنان العزاوي.

* *المسرحية الجديدة لماذا شاركت بها وما اعجبك فيها وهل هو حنين الى المسرح؟
- نعم نحن في حنين مستمر الى المسرح... وايضا رغبتنا في ان نرتفع بصوت الوطن في ظل الظروف العسيرة التي يمر بها... ونستصرخ ضمير العالم لمرارة مايجري في العراق... وهذا هو دور الفن وواجبنا تجاه العراق..، المسرحية حازت على اعجاب الحاضرين وكان لها وقع جميل حيث اكتظ المسرح بالحاضرين وكثير منهم فاتهم مشاهدة العرض لعدم توفر مقاعد تكفي... حيث ان المسرحية قرر لها ان تعرض ليوم واحد فقط ومحطتنا الثانية ستكون في بيروت وفي السنة المقبلة سنتجول بها في دول اوربا..، المسرحية تحكي يوميات الطيش الامريكي في العراق... ويوميات الصبر العراقي... وهذه الثنائية اصبحت متلازمة حتى يقضي الله امرا كان مقضيا.

*ما شكل الشوق الذي لديك للسينما، وهل انطفأت الجذوة؟
- الفنان لا تنطفيء جذوته بل تتجدد... ولكن خساراتنا كبيرة في العراق... والان اصبح همناالاكبر هو العودة الى الوطن... ومن ثم تاتي احلامنا تباعا في العودة الى السينما وكل حقول الفن الاخرى.
* ما الذي تغير خلال السنوات الاخيرة في هديل الفنانة والانسانة؟
- السنوات لا تمر هباء لمن يحاول ان يصنع لنفسه تاريخا فنيا وانسانيا..، ولكنك لا تتحكم بزمام امورك دائما... والوضع الراهن الذي يعيشه الفنانون والمثقفون في الغربة خير مثال... على تاجيل كل الاحلام..، هذه السنوات التي مرت علينا زادتنا يقينا باننا شعب غير محظوظ واننا ننحت في الصخر كي نبقى احياء..، انظر الى فنانينا داخل العراق كيف يقاومون باصرارهم واستمرارهم في العمل..، وانظر الى فنانينا في الخارج يلتاعون وينؤون بهمّ الوطن... كثرة الاحزان جعلتنا نشيخ مبكرا..،ولكننا لن نتنازل عن حقنا الطبيعي في ان نعيش كراما ومخلصين لقيمنا وحقنا في البقاء فاعلين وبكل الطرق التي تصون اهدافنا الفنية والوطنية.

* كيف ترين حال الفن في العراق الان؟
- اراه يخطو خطوات واسعة في نتاجاته الدرامية وخاصة التي تتناول قضايا العراقيين واحوالهم..، وهناك تقدم نوعي وانا اتوقع ان السنوات المقبلة سيكون هناك تحول اكبر في ان ينال العمل العراقي مرتبة مهمة في لائحة الاسواق العربية للدراما...

شاركت خلال المدة الاخيرة في مسلسلين عراقيين.. ما الذي خرجت به منهما من ملاحظات سلبية وايجابية؟
كانت مشاركتي في مسلسل (المواطن جي) من المشاركات التي اعتز بها تماما بالرغم ان حجم الدور لم يلب طموحي لكنني انظر الى عموم العمل من حيث المستوى الفني فانه تميز بكثير من الصفات التي تؤهله لان يكون بمصاف الاعمال العربية التي يشار لها بالبنان..، فالقصة كانت جريئة حيث انها ناقشت قضية خطيرة جدا، بان مايجري في العراق الان هو مخطط كبير للقضاء على الرجال في كثير من مظاهر العنف الواردة والمنتشرة في عموم البلاد..، وبالمقابل هناك مخطط اكبر لتسقيط النساء عبر مانراه من مظاهر الفساد التي تاتي كمحصلة منطقية للتدهور في الأمن الذي يضّيع منظومة الترابط الاسري بغياب الرجال والعوز المالي الذي يشكل ضاغطا اكبر، وانهيار القيم في ظل مجتمع لا يستطيع ان يسحب انفاسه لينظر لما حوله ويرمم وينقذ مايستطيع انقاذه.. الا ويداهمه القتل.... بل ان الموت يطاردنا في كل الدروب التي نضيع وجوهنا عنه... ولا يفسح المجال لنا حتى ان نواجهه بشجاعة... العمل كان فيه مستوى فني راق وقد ابدع بل اخلص عدنان ابراهيم في تقديم دراما عراقية مشرفة.

هل انت مع نقل الواقع بحذافيره الى الدراما؟
- ليس من وظيفة الدراما ان تنقل الواقع بحذافيره... بل ان مهمتها اكبر من ذلك بكثير... عليها ان تتناول جوهر الامور وتحاول ان تجد لها الحلول..، ليس لانها مؤسسة خيرية..، ولكن مسؤوليات الفن كبيرة في ان تزيد من وعي المشاهد وتحفزه على التفكير وتحوله من متلقي استهلاكي الى متلقي متفاعل ومفكر..، وهذه هي واجبات المخرج والمؤلف معا... وبهذه الطريقة نستطيع ان نرتقي بمفاهيم جمهورنا والتقدم بها.

ما اكثر ما تحتاجه الدراما العراقية لتنافس العربية؟
- المؤشرات الواقعية اننا بحاجة الى كوادر فنية تعمل بطرق فنية اهم واكثر جمالية مما نجده الان في الغالبية من الدراما التلفزيونية العراقية... علينا ان نخرج من موضوعاتنا المحلية قليلا ونلامس مشاكل الفرد العربي عموما كي نستطيع ان نجد سوقا لاعمالنا... وندعو من الله ان يزداد عدد المخرجين الاوفياء لقيمهم الفنية العليا..، ولا يسعون لتقديم دراما سهلة وخالية من السمات الفنية..، وان ينقص الله من مقاولي الفن الذين لا يمتون الى الفن بأية صلة عدا رغبتهم الكبيرة في الربح السريع دون ان يسجلوا تاريخا فنيا ناصعا للعراق..، وعدا هذا هناك اسباب سياسية اكبر من احلامنا كفنانين عراقيين نرغب ان يتصدر العمل العراقي المتميز اهم الفضائيات العربية... وتكاد تكون الاسباب واضحة كل دولة عربية تسعى لرعاية فنانيها ومنجزهم الفني والترويج له لانه يمثل هوية بلدهم..،اما الفنانون العراقيون فهم ايتام بمعنى الكلمة من رعاية الدولة على كافة الجوانب..، بل ان الدولة الان تترصد لهم وكأنهم اعداء في زمن.. وعدونا فيه بحرية الراي والتعبير ومغادرة القمع... ولكن واقع الحال... العكس تماما.

**هل شعرت يوما بالندم لدخولك الفن؟ ولماذا؟
- نعم شعوري بالندم كبير جدا جدا جدا..، وانا الان لا اسمح لابنتيّ (فاطمة وشوق) ان يرافقاني الى أي مكان فيه تصوير او أي مظهر يتصل بالفن..، لاننا للاسف سرنا في طريق شاق جداولم نحصد مايكافيء تضحيتنا وصبرنا..، كنت اتمنى حقيقة ان اكون فنانة في بلد يقدر الفن ويقدسه مثل القاهرة او دمشق او بيروت..، انظر كيف يقيمون فنانيهم وينظرون لهم بعين كبيرة..، لان الفنان قادر على قيادة المجتمع متى ماتوفر الوعي وتوفر له الدعم الكامل من الدولة..، ولا اقصد بذلك ان يكون تابعا لحزب معين ويصبح بوقا لهذا الفكر السياسي او ذاك وانما يكون صوتا لوطنه فقط بغض النظر عن كل السياسات التي تحكم البلد..، خسارة الفنانين (كبييييييييييييييييرة)... لا يعوضها أي شيء.

*كم حققت من طموحاتك الفنية؟
- عشرة بالمئة من احلامي لم احققها..، والتسعين بالمئة المتبقية اتنازل عنها في ظل الظروف النفسية الصعبة التي نعيشها الان..، كل الامور تجري عكس ارادتنا في ظروف تختارنا ولا نختارها..، حقيقة انا لا استطيع ان ارسم خارطة لحياتي الى يوم غد حتى..، فلا تسألني عن المستقبل..، اي مستقبل هذا الذي تقضيه وانت تعيش كي تسد تكاليف الايجار والمعيشة ولا تعرف ماذا ينتظرك غدا..، هل ستشفق الدولة التي نعيش تحت ظلها على العراقيين دون ان تبعثهم الى دوامة الموت المجاني في بلادهم..، وانظر الى الامم المتحدة كم هي حريصة على العراقيين..، انها مهزلة فهي تحذر العراقيين من العودة الى العراق لان الظروف الامنية غير مستقرة وبالمقابل لا تتحمل عشرا من واجبها الانساني والاخلاقي في حمايتهم من رعب البقاء دون ضمانات معيشية.. الامم المتحدة اكذوبة (كبيييييييييرة... ) واثبتت انها لا تحمي حقوق الانسان بل منظمة تدمر حقوق الانسان..، العراقيون هنا في الغربة افواههم مليئة بالدم دعك من هذا الموضوع رجاء لان الحديث فيه مدمي.

*ما الذي شغل بالك وما زال يشغله في الفن؟
- كانت لي احلام كبيرة وكبيرة جدا..، لم احقق الا جزءا يسيرا منها..، مايشغلني هو ان اقدم فنيا راقيا وافوز بحب الناس واحترامهم لي.

* هل راودتك فكرة الاعتزال؟
- نعم وقد توقفت عن العمل الفني لاسباب عائلية بحدود الاربع سنوات وعدت له مجددا..، عندما تدخل الى عالم الفن لا يمكن لك ان تغادره..، انا اجيبك عندما تعيش ظروفا نفسية واجتماعية طبيعية..، ومهما تواجهك من صعوبات تبقى اسهل بكثير من صعوبة اعتزال الفن... وانا هنا اتحدث عن تجربة خضتها.

* ما الجديد لديك، الا تفكرين في مشروع فني ما؟
- نعم انا الان مقبلة على كتابة اول عمل درامي تلفزيوني..، وهو حلم يشغلني حقيقة..، وسيكون اختيار الموضوع مفاجاة..، واسال الله ان يكتب لي التوفيق فيها.

*موقع النخلة والجيران.. لماذا؟ وهل هو تعويض عن بطالتك الفنية القسرية؟
- اجمل سؤال... (ههههههههه).. بطالتي الفنية القسريةالكل يعرف ان كثيرا من العروض الدرامية والبرامج رفضت الاشتراك بها ليس غرورا او بطراوانما كي احافظ على تقييم الناس الطيب لي اولا.. بالرغم اننا واقصد كل الفنانين هم احوج مايكون للعمل ولاسباب مادية وانا واحدة منهم ولكن ياعزيزي ياابو احمد لم يتبق لدينا غير كرامتنا وتاريخ طيب الحمد لله..، ولو اضطرتني الحياة ان اتنازل عن المستوى المعيشي المترف الذي كنت انعم فيه داخل بغداد وانا ملكة بين جمهوري ومعارفي وشعبنا الطيب الاصيل..، فانني اتنازل عن ذلك ولا اقبل بالتراجع عن المستوى الفني الذي يتذكره احبائي واهلي من جمهوري في العراق..، فهم ذخري الوحيد..، وهذا ليس كلاما عاطفيا لكنه واقعي بكل قسوته..، اما النخلة والجيران... كنت اتوقع انك ستفرح بانني استغل وقتي استغلالا معرفيا طيبا يجمع خيرة الاقلام العراقية في ديوان عراقي نعده الان بديلا عن لقاءاتنا في صالونات بغداد الادبية التي كانت تجمع خيرة المثقفين والفنانين..، وانا اتشرف بهذا حقيقة..، وبودي ولاول مرة على مستوى الصحافة ان اعلن بان موقع النخلة والجيران..، وهذا ماسيتم تثبيته رسميا على واجهة الموقع... سيكون هدية متواضعة الى فنانة العراق الكبيرة ناهدة الرماح.. هذه الفنانة التي ضيعت سنيّ عمرها بين المنافي.. عرفانا بكفاحها وصبرها وفنها الراقي.. وهي تستحق الكثير..عسى ان تتقبل مني ذلك.

ان الله قريب من قلبي
ما التأنيث لأسم الشمس عيب..ولا التذكير فخر للهلال
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.06019 seconds with 11 queries