بكل قلم ملون كتبت رسالة .
كل حروف الأبجدية جمعتها في اعترافات حبي .
وفي كل صندوق بريد ينام على حائط مدينة ، ألقيت له رسالة حب .
ووقفت على أبواب غريبة أنتظر ساعي بريد قد يحمل الي ّ جواب رسائلي . بنيت الشرفات على مفارق الطرق لأرقب مروره ، لكن مدينتنا لم يزرها ساعي بريد .. لم يسمع بأسمها .. لم يعرف دروبها .
مدينتنا منسية في نقطة على خارطة . لا اسم لها ولا لون ولا ماض ٍ ، فكيف بالمستقبل ؟
لذلك القى العشاق بكلمات حبهم على طرقات لا شكل لها ، وضحكوا مني حين لملمت هذه الكلمات وزينت بها اوراقا ً سميتها رسائل حب ، ثم القيتها في صناديق قد لا تفتح أبدا ً ، نسيها العالم الآخر كما نسي مدينتنا . وقد يسلمها ساع الى رجل يعيش في مدن اللهو أو مدن النسيان ، أو مدن الخوف .
وانتظر الرد من حبيب لا أعرف أسمه ، لم ألمح عينيه . لم المس يده . وكيف انتظر جوابا ً لرسالة لم تصل ، بعث بها انسان قتل اللهو عاطفته ، أو مر ّ النسيان على حروف ذاكرته ، فنسي الكتابة .. أو رجل أضاع الخوف ملامح رسالتي اليه .
ومع ذلك أنتظر ، فقد يصل الرد من مدينة لا حدود لها في عالم الآخرين بقي فيها رجل ينتظر رسالتي ، ويجمع كلمات الحب ليكتبها لي .
قد ينسى العالم انسانا ً يعرف الحب ، ويوزع الحنان ، فتصل اليه رسالتي ويكتب لي حكاية حب . والا فلتنفجر رسائلي في صناديق بريد علاها الصدأ ، ولتغرق العالم في طوفان الحب .
يتبع ..