عرض مشاركة واحدة
قديم 13/09/2004   #2
شب و شيخ الشباب yass
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ yass
yass is offline
 
نورنا ب:
Jul 2004
المطرح:
الآن... هنا
مشاركات:
9,461

افتراضي


قضى رياض الترك، الأمين الأول السابق للحزب الشيوعي ? المكتب السياسي في سوريا، البالغ من العمر 73 عاماً، سنوات طويلة من عمره في عداد سجناء الرأي، وظل رهن الحبس الانفرادي زهاء 18 عاماً. وكان ما كابده من السجن والتعذيب وسوء المعاملة سبباً للعديد من التحركات التي قامت بها منظمة العفو الدولية على مر السنين. وفي سبتمبر/أيلول، زار الترك مقر المنظمة في لندن، حيث تحدث إلى "النشرة الإخبارية".

امتدت محنة رياض الترك في السجون السورية، وما تجرعه خلالها من صنوف التعذيب، طيلة نصف قرن؛ وكان عمره لا يتجاوز الثانية والعشرين عندما ألقي القبض عليه أول مرة عام 1952 بتهمة الانتماء للحزب الشيوعي؛ وظل رهن الاعتقال لمدة عدة شهور تعرض خلالها للتعذيب.

ويقول الترك "لقد كان التعذيب خفيفاً بالمقارنة بما استُخدم فيما بعد... لم تكن هناك سوى غرفتين في القصر تستخدمهما قوات الأمن... أما الآن فهناك حصون تحتوي على سجون محصنة تحت الأرض تتسع لأعداد غير محدودة من السجناء".

وفي عام 1960، اعتقل مرة أخرى، وتعرض للتعذيب والسجن، وكان السبب هذه المرة هو معارضته الوحدة بين سوريا ومصر في أوج حركة القومية العربية التي قادها الرئيس المصري آنذاك جمال عبد الناصر.

ويقول الترك "لقد جاءت قوات الأمن المصرية بأساليب من التعذيب أشد قسوة من الأساليب المستخدمة من قبل؛ فقد استحدث أسلوب "الفلقة" (الضرب على باطن القدم)... ولقي بعض المعتقلين حتفهم في الحجز من جراء ذلك".

وقد بدأت أطول فترة قضاها وراء القضبان في أكتوبر/تشرين الأول 1980، عندما اعتُقل بسبب عضويته في "الحزب الشيوعي - المكتب السياسي"، ومعارضته الصريحة للوجود السوري في لبنان؛ وخلال هذه الفترة أيضاً، قاسى صنوفاً أشد من التعذيب.

وعلى مدى السنوات الثماني عشرة التالية، ظل الترك رهن الحبس الانفرادي بصفة شبه مستمرة، حيث كابد مشكلات صحية خطيرة، من بينها داء السكري وأمراض في القلب والكلية.

فكيف إذن تمكن من البقاء على قيد الحياة؟
يقول الترك "يجب أن تنسى العالم الخارجي، وتجد وسائل تقتل بها الوقت، وإلا فإن الوقت سوف يقتلك".

وفي غياب الكتب والأقلام والأوراق، اعتمد الترك على قطع صغيرة من الحصى عثر عليها في حساء العدس الذي كان يقدم للسجناء يومياً واتخذها وسيلة لتمضية الوقت؛ فراح يجمع هذه الحصى كي يصوغ منها أشكالاً فنية معقدة على أرضية الزنزانة. كما ابتدع تدريبات بدنية يمارسها في زنزانته التي لا تزيد مساحتها عن مترين مربعين.

وقالت زوجته أسماء الفيصل، وهي طبيبة بشرية سُجنت هي الأخرى لمدة 20 شهراً بين عامي 1980 و1982 "لم نره لمدة 13 عاماً، ولم نكن حتى نعرف مكانه يقيناً".

وبعد الإفراج عن رياض الترك بموجب عفو عام 1998، وعمره آنذاك 68 عاماً، ربما كان من المتصور أنه سوف يخلد إلى الراحة ويعتزل العمل السياسي؛ ولكن بعد ذلك بعامين، بدا أن الرئيس السوري الجديد بشار الأسد عازمٌ على إماطة اللثام عن القمع وطي صفحته؛ فقد شجع النقاش السياسي، وأفرج عن السجناء السياسيين، وتحدث عن الإصلاحات.

وخلال فترة صارت تعرف باسم "ربيع دمشق"، شارك الآلاف من الأشخاص، من بينهم رياض الترك، في منتديات سياسية تنبض بالحيوية والحماس في شتى أنحاء البلاد؛ ولم تلبث السلطات أن عادت إلى الاعتقالات السياسية، فاعتُقل رياض الترك في سبتمبر/أيلول 2001، ثم حُكم عليه بالسجن لمدة عامين أمضى منها 15 شهراً.

ورغم التجارب المروعة التي كابدها رياض الترك، فلا يزال يتقد نشاطاً وحماساً وتحدياً، ولم تفل هذه المحن من مضاء عزمه على "النضال من أجل الحرية والعدل والديمقراطية".

ويقول الترك "إنني من بلد تُنتهك فيه حقوق الإنسان الأساسية، حيث يلقى السجناء السياسيون حتفهم تحت وطأة التعذيب، وحيث تجري الاعتقالات التعسفية، وحيث يعتقل السجناء السياسيون بدون محاكمة...

"إن البشرية صارت الآن أحوج لمنظمة العفو الدولية منها في أي وقت مضى لأن انتهاكات حقوق الإنسان ليست مقصورة على الأنظمة الاستبدادية".

وأعرب الترك عن امتنانه للتضامن الذي أبداه أعضاء منظمة العفو الدولية معه ومع غيره من السجناء القابعين في السجون السورية؛ وقال الترك "إن تأييد منظمة العفو الدولية كان مثل الشمعة التي بددت بنورها ظلام الزنزانة، وأبقت شرارة الحياة متقدة في نفوسنا".

أبو مـــــــــ1984ـــــــارال
خبز,, سلم,, حرّية

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03298 seconds with 11 queries