عرض مشاركة واحدة
قديم 18/01/2009   #1
صبيّة و ست الصبايا Marooshe
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ Marooshe
Marooshe is offline
 
نورنا ب:
Apr 2008
مشاركات:
1,420

افتراضي إنه عبثنا .. لا غدر السنين !


إنه عبثنا... لا غدر السنين!

بقلم د. أكرم شلغين (منقول بتصرف)

Jan 01, 2009

أمنياتنا في بداية كل سنة تبدو تكراراً لأمنيات نطقنا بها قبل دزينة أشهر مضت، نقول إن العام الماضي لم يجلب لنا ما يسرنا ونتمنى أن "يحمل" "العام الجديد" ما فيه الخير لنا ولبلدنا وننسى أن ما سيأتي به العام الجديد هو ما سنصنعه أو، بالأدق، ما لن نصنعه بسلبيتنا وغيابنا؛ نتمنى زوال المستبد من بلدنا وتنتهي أمانينا بكلام يتلاشى فور نطقنا به.
وهكذا يبدو كلامنا أجوفاً وخطواتنا لا معنى لها وأمنياتنا خاوية وكلماتنا ضرباً من العبث في بداية العام وفي كل يوم منه حين ننتظر خطوات الآخرين وسنتخبط أكثر مادمنا لا نمتلك الأسس الواضحة للعمل والتي تركز أولا على حقنا في الحياة بما يتناسب وعالم اليوم وهي قضيتنا المركزية كسوريين، بصرف النظر عن كل المؤثرات الأخرى أو عن انتظار دعم الآخرين. خلاف ذلك، لن نتكلم ولن نتحرك إلا بشكل عبثي يكرر نفسه ويتحشرج في آلام تبدو لانهائية؛ ومالم تبدو خطواتنا صحيحة فإن أحداً لن يتعرف علينا العالم كأصحاب حق؛ بل سيستمر الأسد وأبواقه في وصف من يسعى لكسب حقوقه بالخائن، وسيستمر الجزار بمطالبة من يتكلم منا بحقوق الإنسان أو يتطلع إلى الحرية والديمقراطية بالاعتراف بجريمته لأن ما فعله ـ بمقاييس الأسد طبعاً ـ يمثل "الخيانة" التي يستحق عليها الموت ولكن بفضل "تساهل الأسد" و"تسامحه" خُفّضَت العقوبة إلى السجن...

نعرف أن مشكلتنا مستعصية أكثر من أن نحيط بها وبأسبابها في مقال، وحبسنا أشد إحكاماً مما نتصور أو أن نتمكن من أن نبحث به بشكل عجول ولكن لا بأس في طرح بعض الأسئلة على أنفسنا بهذا الخصوص. لماذا نختلف عن بقية شعوب العالم فنخاف من كسر قيودنا!؟ و لماذا نتلكأ في البحث عن سبل كسرها؟ بل، والأمرّ من ذلك، لماذا نخاف عندما نسمع كلمة تغيير إلى حد يبدو معه وكأننا تطبّعنا مع حالة الاحتجاز والحبس وألفنا قيودنا وأصبحنا لا نتصور الحياة من دونها؟ وما الذي يجعلنا نختلف عن بقية الشعوب؟
لماذا الناس تخرج إلى الشوارع في اليونان وليس في دمشق وحلب واللاذقية؟ لماذا تتظاهر الناس في العالم احتجاجا على أي شيء مهما صغر حتى ولو كان بسبب ارتفاع السلع ولا تتظاهر الناس في بلدنا عندما يُسترخص ويُستباح الإنسان؟
لماذا تخرج الناس في العالم إلى الشوارع متحدية بينما يكفي في بلدنا وضع بضعة أكياس من الرمل على مدخل أي مدينة كي تختبئ الناس في بيوتها مرتعدة متسائلة متضرعة لربها أن لا يكون القادم مريعاً...!؟
لماذا قُتِلت فينا روح التمرد؟ لماذا فقدنا الاستعداد لدفع ما نستطيع من أجل الحياة الحرة الكريمة!؟ هل نجحت عملية إعادة قولبة أدمغة الكثير منا إلى درجة أصبح معها الخوف سيدنا؟ لماذا فقدنا بوصلتنا السياسية؟ لماذا نخطئ دائماً في فهمنا لآليات عمل النظام الحاكم؟ لماذا لا ندرك أن المراد لسوريا الآن ليس انتظار أحد ليقوم بعملنا بل إعداد الجياع والمقموعين والمستلبين ليكونوا جند التغيير؟

لماذا يبرز بين دعاة حقوق الإنسان في سوريا من يخفف من هول العملية عندما تختطف المخابرات واحداً منا؟ لماذا يوجد بين "المعارضة" السورية من يبرر لنظام المافيات قتل السوريين بالدم البارد؟ لماذا يوجد بين السوريين من يبدو ليدافع عن توريث الرئاسة والسلطة في سوريا أسوة بأمكنة أخرى؟ لماذا يبرز بين السوريين من يروج لـ"ممانعة الأسد" بينما الأخير يعرض سوريا للبيع في سوق النخاسة؟


أسئلة نطرحها على أنفسنا وعلى كل من تبدو كبرى أمانيه في العام الجديد هو ألا يضطر لقول ما أرحم العام الماضي! ولكل من ينتظر إذ عليه أن يعي أن الغد بعيد ما مكثنا هكذا، والجديد سيبقى عتيقاً، ومن، وما، ننتظره لن يحضر مادمنا لا نغير من تفكيرنا وطرائق عملنا ولانقف بصدق مع الذات وننتقد أنفسنا! وأخيراً نتمنى ألا يأتي اليوم الذي لم يعد فيه لنا قضية ونستمر في ندب السنين وتعيش وتموت بعدنا الأجيال في عهد حافظ الثاني وبشار الثاني والثالث، من يدري!؟
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03540 seconds with 11 queries