[هدوء البحر]

تكشفت أمسِ مفاجآت مثيرة في جريمة مقتل الفنانة اللبنانية سوزان تميم، حيث زعم ملاكم عراقي الجنسية، يدعى رياض العزاوي، إنه «تزوج بالمجني عليها قبل عام ونصف العام تقريباً، وأقاما معاً في لندن»، مشيراً إلى أن «الفنانة تلقت تهديدات كثيرة بالقتل، وأنه سوف يسهم في الكشف عن قاتلها».

وواصلت إدارة التحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي التحقيقات في الجريمة، من دون الإعلان عن أي تفاصيل، أو معلومات حول سير الإجراءات، أو الإفصاح عن توجيه تهم لشخص بعينه، فيما وصل أمس إلى البلاد عبدالستار تميم، والد الفنانة المغدورة، لتسلّم جثمانها، ووعد بالإدلاء بمعلومات مهمة تتعلّق بحل لغز القضية، استهلها بتصريح قال فيه إنه «يعرف من يقف وراء قتل ابنته».

وقال العزاوي في اتصال هاتفي مع موقع «إيلاف الإلكتروني» إن «سوزان كانت تقيم معه منذ عام ونصف العام في لندن وغادرت إلى دبي قبل أسبوع، وأنها سافرت معه مرات عدة»، مشيراً إلى أن «سوزان كانت تتلقى تهديدات من مجهولين عبر الهاتف، رافضاً توجيه اتهام إلى عادل معتوق زوج الفنانة الحالي».

وحول ما أثاره معتوق بشأن معرفته هوية الجاني، واحتمالات تورط العزاوي فيها قال الأخير «إنه سيفضح كلام معتوق»، مؤكداً «زواجه من سوزان عام 2007، وأرسل مجموعة من الصور تجمعه مع الفنانة الراحلة في إحدى الحفلات الخيرية التي أحيتها في لندن»، مشيرا إلى أن «سيترجم عقد زواجه منها المكتوب باللغة الإنجليزية ليثبت صدق كلامه».

وكان أحد أقارب الفنانة سوزان تميم، 31 عاما، عثر عليها مقتولة في شقتها بمنطقة المارينا في دبي نحو الساعة التاسعة مساء الإثنين الماضي، وتبيّن أن الجاني وجّه إليها طعنات عدة في وجهها وجسدها، وأفاد قريب المجني عليها بأنه اتصل بها في الساعة الخامسة مساء للمرور عليها واصطحابها إلى أحد معاهد قيادة السيارات، حيث تحصل على دورة تدريبية في القيادة، لكنها لم ترد على اتصالاته؛ ما أثار قلقه، وحينما توجّه إلى شقتها وجد الباب مفتوحاً، والدماء تغطي المكان.

من ناحية أخرى، حسم زوج الفنانة سوزان تميم، عادل معتوق، ما أثير بشأن خلافاته السابقة مع زوجته، وأدلى ببيان صحافي قال فيه «بداية يؤسفني أشد الأسف أن أتطرّق إعلامياً إلى علاقتي بالمغدورة زوجتي سوزان تميم بعد وفاتها وفي ظروف يلفها بالغ الأسى والتأثر نتيجة تعرّضها للقتل بهذه الطريقة النكراء»، موضحاً أن «الخلافات الزوجية التي حدثت بيننا وما تفرع عنها من نزاعات قضائية بقي ضمن إطار الاحترام والأصول والحرص على المحافظة على ما كان يربطنا من عيش مشترك ومودة».

وطلب معتوق في بيانه من وسائل الإعلام تفادي أي إشكاليات، والكف عن نشر أي أخبار وشائعات لا أساس لها من الصحة، والابتعاد عن التكهنات والتوقف عن استغلال الحادثة الأليمة، والتعاطي مع الأمور الشخصية باستهتار حفاظاً على هيبة الموت، وعدم الإساءة إلى روح الفقيدة»، مشيراً إلى ضرورة عدم استباق التحقيقات القضائية التي ستكشف الحقائق، وتضع حداً للأقاويل، لافتاً إلى أن «البعض اجتزأ مقاطع من تصريحات له بطريقة أساءت إليه».

وحول ما أثير بشأن خلافات مع الفقيدة بسبب الإدارة الفنية، أفاد معتوق بأن «الحقيقة عكس ذلك، لأن أسباب الخلاف الأساسية كانت رغبتي بعد زواجي بالمرحومة سوزان تميم في أن تعتزل الفن، وتتفرغ للحياة العائلية، لكن حرضها أهلها على الرفض، وترك المنزل، ما اضطرني إلى منعها من السفر، والعمل على استصدار القرارات القضائية الشرعية بهذا الشأن، ولكنهم قاموا بتحريضها ومساعدتها على المغادرة بطرق غير شرعية إلى خارج لبنان، ويتحملون اليوم نتيجة فعلتهم هذه».

وأشار معتوق إلى أن «سكوتي خلال الأيام الماضية تحت وطأة الصدمة وتفادي التصريحات الإعلامية جرى تفسيرهما بصورة مغلوطة ومؤذية لأهداف شخصية وبغيضة لدى البعض»، لافتاً إلى أنه «كلف محامياً للتقدم بادعاء وفقاً للأصول ضد مجهول أو من يظهره التحقيق أمام السلطات القضائية المعنية في دبي وملاحقة القضية ومتابعة سائر الإجراءات المطلوبة حتى النهاية لكشف الحقائق مشيرا إلى أنه سيوافي محاميه إلى دبي خلال الأيام القليلة المقبلة للوقوف شخصيا على حقيقة الموضوع».

وأكد معتوق ثقته بقدرات وكفاءة الجهات الأمنية والقضائية المختصة في دبي على اكتشاف الجاني والقبض عليه والاقتصاص منه وكل من يثبت ضلوعه بهذه الجريمة، طالباً «عدم تسليم جثة المغدورة لأي شخص إلا بعد الحصول على كل الأدلة، واستكمال التحقيقات، حفاظاً على حسن سير الدعوى».


صحيفة الأمارات اليوم