الموضوع: ام حسـّان
عرض مشاركة واحدة
قديم 10/07/2008   #14
صبيّة و ست الصبايا The morning
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ The morning
The morning is offline
 
نورنا ب:
Sep 2006
المطرح:
Chicago
مشاركات:
7,423

افتراضي


ام حسـّان لم تكن لتعلم كم من الغضب كان يدور في عروقها و عرقها و تعبها و كلّ جزء نابض في كيانها الذي ما كان ليستقل عن غضب المكان, الجدران و الصور و حتّى الارض , كلّهم كانو في اهتزاز غاضب ينتظرون الساعه العاشره .
لم تكن ام حسّان لتفكّر يوما ان السـاعه العاشره سـتغير مجرى حياتها فهي دائما تؤمن بالـساعه الرابعه فقـط . حـسّان خرج في الساعه الرابعه و في السـاعه الرابعه قتل زوجها و في الساعه الرابعه قصّ ابهامها. و بدأت الذكرى تعود الى مخيلتها, الساعه تشير الى الرابعه و هي تجلس في زاويه المكان تتحسس اصبعها المفقود و تقاوم الصراخات التي تسيل على دمائها, احسّت يومها بخيالات الفقدان فحسان خرج و لم تعد تراه و زوجها مات و لم تعد تراه لكنّ هذا كان اصبعها و هي كانت تراه جيدا ملقى ً على الارض تدوسه احزيتهم القذره و كأنه عقب من سجائرهم. شبحه كان يملأ المكان نزيفا امّا هي فكانت متجمّده تنظر الى وجه ذلك الشاب الذي قام بفعلته و هو ساكن كأحرف الرثاء.
ارادت ان تصفعه و تصفع معه وجودها في الغرف السوداء الحزينه لكنّها لم تجرأ و خافت على اصابيعها التسعه المتبقيه. نعم انها تعترف ,و حتّى اليوم , انها تخشاهم و تخشى العتمه التي يطوقون بها الارض. و تعترف ايضا ببراعتهم باستنجاب الخوف. استنجاب الخوف الذي يأتي باستجنابهم . تتشابه الكلمات و لا تعلم ام حسّان مدى صحتهم في القواميس العربيه لكنّها لم تكن تأبه لانّ شيئا في تلك المدينه لم يكن ليساير القواميس او القوانين.
و تسـمع صـوتا يأتي من الخارج يشبه صوت موسيقى الضجيج التي يخلقها باص محمود , تخشى النظر من النافذه و تفضّل المحافظه على ثباتها و غضبها فقد كانت قد اتخذت القرار بأنهم ان جاءوا ليأخذوها في هذه المرّه فـسوف تخبرهم بانها كانت تعلم بمجيئهم و انّها كانت جااهزه و عالمه بكلّ ما سيحصل و بذا تثبت لهم انها اذكى منهم و انّ ذهابها معهم سـيكون برضاها هي و هي وحدها بل و ليس له علاقه بمهاره ايّ من موظفيهم. و كان اخر ما اتخذته من قرارات هو انها لن تخرج من هذا المنزل باكيه و انّ دموعها لن تجد مكان للولاده اليوم. فالساعه العاشره هي سـاعه الغضب فقط ,الّا انها رمت كل هذه القرارات خلف فرحها برؤيه محمود يدخل عليها المكان ضاحكا متسائلا ان كانت قد قلقت عليه. تحوّل كل غضبها دموعا القتها على كتفي محمود و كأنها لم تبكي يوما من قبل.

يتــبع

من يومها صار القمر أكبر :)

______

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04795 seconds with 11 queries