عرض مشاركة واحدة
قديم 11/08/2007   #18
شب و شيخ الشباب *S.O.G*
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ *S.O.G*
*S.O.G* is offline
 
نورنا ب:
Aug 2007
المطرح:
عند قدميه
مشاركات:
366

إرسال خطاب Yahoo إلى *S.O.G*
افتراضي


البابا شنودة يطل من أبطال الإيمان
هذه إحدى عظاته

لماذا جاء السيد المسيح إلى عالمنا

لقداسة البابا شنودة الثالث

هذا يوضحه الإنجيلى بقوله: "لأن أبن الإنسان قد جاء لكى يطلب ويخلص ما
قد هلك" (لو10:19) وهذ1 يعنى الخطاة الهالكين. ولماذا جاء يخلصهم؟
السبب أنه أحبهم على الرغم من خطاياهم!! وفى هذا يقول الكتاب: "هكذا
أحب الله العالم حتى بذل أبنه الوحيد, لكى لا يهلك كل من يؤمن به, بل
تكون له الحياة الأبدية" (يو16:3). أذن هو حب أدى إلى البذل, بالفداء.
قصة ميلاد المسيح إذن, هى فى جوهرها قصة حب.
أحب الله العالم, العالم الخاطئ , المقهور من الشيطان, المغلوب من
الخطية……العالم الضعيف العاجز عن أنقاذ نفسه! أحب هذا العالم الذى لا
يفكر فى حب نفسه حباً حقيقياً, ولا يسعى إلى خلاص نفسه……بل العالم الذى
فى خطيته أنقلبت أمامه جميع المفاهيم والموازين, فأصبح عالما ضائعاً.
والعجيب أن الله لم يأت ليدين هذا العالم الخاطئ, بل ليخلصه، فقال: "ما
جئت لأدين العالم, بل لأخلص العالم" (يو47:12). لم يأت ليوقع علينا
الدينونة, بل ليحمل عنا الدينونة. من حبه لنا وجدنا واقعين تحت حكم
الموت, فجاء يموت عنا. ومن أجل حبه لنا, أخلى ذاته, وأخذ شكل العبد,
وصار إنساناً.
كانت محبة الله لنا مملوءة أتضاعاً, فى ميلاده, وفى صلبه.
فى هذا الأتضاع قبل أن يولد فى مذود بقر, وأن يهرب من هيرودس, كما فى
إتضاعه أطاع حتى الموت, موت الصليب, وقبل كل الآلام والإهانات لكى يخلص
هذا الإنسان الذى هلك.
رأى الرب كم فعلت الخطية بالإنسان!!! فتحنن عليه…..
كان الإنسان الذى خلق على صورة الله ومثاله قد أنحدر فى سقوطه إلى
أسفل, وعرف من الخطايا ما لا يحصى عدده, حتى وصل إلى عبادة الأصنام
"وقال ليس إله"….."الجميع زاغوا وفسدوا معاً" (مز 1:14-3)….. ووصلت
الخطية حتى إلى المواضع المقدسة.
الإنسان وقف من الله موقف عداء. ورد الله على العداء بالحب!!!!
فجاء فى محبته "يطلب ويخلص ما قد هلك". وطبعاً الهالك هو الإنسان الذى
عصى الله وتحداه,
وكسر وصاياه, وبعد عن محبته, "وحفر لنفسه آباراً مشققة لا تضبط ماء"
(أر 13:2)……ولكن الله – كما أختبره داود النبى "لم يصنع معنا حسب
خطايانا, ولم يجازنا حسب أثامنا, وإنما….كبعد المشرق عن المغرب, أبعد
عنا معاصينا" (مز10:103-12). ولماذا فعل هكذا؟ يقول المرتل: "لأنه يعرف
جبلتنا. يذكر أننا تراب نحن" (مز 14:103).
حقاً إن الله نفذ (محبة الأعداء) على أعلى مستوى….
جاء الرب فى ملء الزمان, حينما أظلمت الدنيا كلها, وصار الشيطان رئيساً
لهذا العالم(يو30:14) وأنتشرت الوثنية, وكثرت الأديان, وتعددت الآلهة….
ولم يعد للرب سوى بقية قليلة, قال عنها إشعياء النبى:"لولا أن رب
الجنود أبقى لنا بقية صغيرة, لصرنا مثل سدوم وشابهنا عمورة"(إش9:1)
وجاء الرب ليخلص هذا العالم الضائع, يخلصه من الموت ومن الخطية.وقف
العالم أمام الله عاجزاً, يقول له: "الشر الذى لست أريده, إياه أفعل"……
"ليس ساكنا فى شئ صالح" ……"أن أفعل الحسنى لست أجد" (رو 17:7-19). أنا
محكوم على بالموت والهلاك. وليس غيرك مخلص (إش 11:43). هذا ما تقوله
أفضل العناصر فى العالم, فكم وكم الأشرار الذين يشربون الخطية كالماء,
ولا يفكرون فى خلاصهم!!
إن كان الذى يريد الخير لا يستطيعه, فكم بالأولى الذى لا يريده؟! إنه
حقًا قد هلك ……لم يقل الكتاب عن المسيح إنه جاء يطلب من هو معرض
للهلاك, وإنما من قد هلك….لأن "أجرة الخطية هى الموت" (رو 23:6).
والرب فى سمائه أستمع إلى آنات القلوب وهى تقول: قلبى قد تغير: الله لم
أعد أطلبه. والخير لم أعد أريده. والتوبه لا أبحث عنها ولا أفكر فيها,
ولا أريدها. لماذا؟؟ لأن "النور جاء العالم, ولكن العالم أحب الظلمة
أكثر من النور, لأن أعمالهم كانت شريرة" (يو19:3). وما دام قد أحب
الظلمة أكثر من النور, إذن فسوف لا يطلب النور ولا يسعى إليه!!!
هذا العالم الذى يحب الظلمة, جاء الرب ليخلصه من ظلمته. "إلى خاصته
جاء, وخاصته لم تقبله" (يو 11:1). وعدم قبولهم له معناه أنهم هلكوا.
والرب قد جاء يطلب ويخلص ما قد هلك. رفضهم له لا يعنى أنه هو يرفضهم.
بل على العكس يسعى إليهم, لكى يخلصهم من هذا الرفض. "لأنه يريد أن
الجميع يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون" (1 تى 4:2).
كذلك جاء يطلب الوثنيين الذين يعبدون آلهه أخرى غيره. هم لا يعرفونه.
ولكنه يعرفهم ويعرف ضياعهم. وقد جاء لكى يطلبهم "النور أضاء فى الظلمة.
والظلمة لم تدركه" (يو 5:1) ولكنه لم يتركهم لعدم إدراكهم له. إنما جاء
ليعطيهم علم معرفته. وقد قال للآب عن كل هؤلاء الذين جاء ليخلصهم:
"عرفتهم أسمك وسأعرفهم, ليكون فيهم الحب الذى أحببتنى به, وأكون أنا
فيهم" (يو 26:17).
ما أكثر ما أحتمل الرب لكى يخلص ما قد هلك.
لست أقصد فقط ما أحتمله على الصليب ولكنى أقصد أيضًا ما أحتمله أثناء
كرازته من الذين رفضوه , حتى من خاصته!!! التى لم تقبله…. حقًا ما أعجب
هذا أن يأتى شخص ليخلصك, فترفضه وترفض خلاصه. ومع ذلك يصر على أن
يخلصك!!!!
حتى الذين أغلقوا أبوابهم فى وجهه, صبر عليهم حتى خلصهم. كان فى محبته
وفى طول أناته, لا ييأس من أحد…..جاء يعطى الرجاء لكل أحد, ويفتح باب
الخلاص أمام الكل…."يعطى الرجاء حتى للأيدى المسترخية وللركب المخلعة"
(عب 12:12). "قصبة مرضوضة لا يقصف, وفتيلة مدخنة لا يطفئ" (مت 20:12).
إنه جاء ليخلص, يخلص الكل. وكل هؤلاء مرضى وضعفاء وخطاة، ومحتاجون
إليه. وهو قد قال: "لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى ما جئت لأدعو
أبراراً بل خطاة إلى التوبة" (مر 17:2).
من أجل هذا, لم يجد المسيح غضاضة أن يحضر ولائم الخطاة والعشارين
ويجالسهم ويأكل معهم ويجتذبهم إليه بالحب. ويقول للمرأة التى ضبطت فى
ذات الفعل: "وأنا أيضًا لا أدينك" (يو 11: لأنه ما جاء ليدينها بل
ليخلصها.
وهكذا قيل عنه إنه "محب للعشارين والخطاة" (مت 19:11).
بل إنه جعل أحد هؤلاء العشارين رسوًلا من الأثنى عشر (متى). وأجتذب زكا
رئيس العشارين للتوبة وزاره ليخلصه هو وأهل بيته, وقال: "اليوم حدث
خلاص لأهل هذا البيت إذ هو أيضا إبن لإبراهيم" (لو 9:19). فتزمروا عليه
قائلين: "أنه دخل ليبيت عند رجل خاطئ" ولكنه كان يطلب ويخلص ما قد هلك.

إنه لم يحتقر الخطاة مطلقا, فالأحتقار لا يخلصهم! إنما يخلصهم الحب
والأهتمام, والرعاية والأفتقاد, والعلاج المناسب…..العالم كله كان فى
أيام المسيح "قصبة مرضوضة وفتيلة مدخنة". فهل لو العالم فسد وهلك,
يتخلى عنه الرب؟! كلا… بل يعيده إلى صوابه.
حتى الذين قالوا إصلبه, قدم لهم الخلاص أيضاً. وقال للآب وهو على
الصليب: "يا أبتاه أغفر لهم , لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون" (لو 34:23).
ولماذا قال: "أغفر لهم"؟….لأنه جاء يطلب ويخلص ما قد هلك. ولهذا فتح
باب الفردوس أمام اللص المصلوب معه…..
لم يكن ينظر إلى خطايا الناس, إنما إلى محبته هو.لم ينظر إلى تعدياتنا,
إنما إلى مغفرته التى لا تحد. أما تعدياتنا فقد جاء لكى يمحوها بدمه.
وحينما كان ينظر إليها, كان يرى فيها ضعفنا. لذلك قال له المرتل: "إن
كنت للآثام راصداً يا رب, يا رب من يثبت؟! لأن من عندك المغفرة" (مز
130).
إنه درس لنا, لكى لا نيأس, بل نطلب ما قد هلك. هناك حالات معقدة فى
الخدمة نقول عنها: "لا فائدة فيها" , فنتركها ونهملها كأن لا حل لها,
بل نقول إنها من نوع الشجرة التى لا تصنع ثمراً، فتقطع وتلقى فى النار
(يو 10:3). أما السيد المسيح فلم ييأس مطلقاً, حتى من إقامة الميت الذى
قال عنه أحباؤه إنه قد أنتن لأنه مات من أربعة أيام (يو 11).
وهذا درس لنا أيضاً لكى نغفر لمن أساء إلينا. لأن الرب فى تخليصه ما قد
هلك, إنما يغفر لمن أساء اليه. فالذى هلك هو خاطئ أساء إلى الله. والرب
جاء يطلب خلاصه……!! كم ملايين والآف ملايين عاملهم الرب هكذا, بكل صبر
وكل طول أناة، حتى تابوا وخلصوا. وبلطفه أقتادهم إلى التوبة (رو 4:2).
كثيرون سعى الرب إليهم دون أن يفكروا فى خلاصهم.وضرب مثالاً لذلك:
الخروف الضال, والدرهم المفقود (لو15). ومثال ذلك أيضا الذين يقف الله
على بابهم ويقرع, لكى يفتحوا له (رؤ 20:3). وكذلك الأمم الذين ما كانوا
يسعون إلى الخلاص, ولكن السيد المسيح جاء لكى يخلصهم ويفتح لهم أبواب
الإيمان. ويقول لعبده بولس: "إذهب فإنى سأرسلك بعيداً إلى الأمم"
(أع21:22) لما ذكر القديس بولس هذه العبارة التى قالها له الرب صرخ
اليهود عليه قائلين إنه: "لا يجوز أن يعيش" (أع 22:22).ولكن هداية
الأمم كانت قصد المسيح الذى جاء يطلب ويخلص ما قد هلك.
جاء الرب يغير النفوس الخاطئة إلى أفضل.غير المؤمنين جاء يمنحهم
الإيمان.والخاطئون جاء يمنحهم التوبة. والذين لا يريدون الخير جاء
يمنحهم الإرادة. والذين رفضوه جاء يصالحهم ويصلحهم. وهكذا كان يجول
يصنع خيراً (أع38:10).
حتى المتسلط عليهم إبليس جاء ليعتقهم ويشفيهم.

(نقلاً عن موقع الكنيسة العربية
www.arabchurch.com)

أحبك ياالله أحبك أحبك أحبك وأصرخ إليك بكل مافيَّ من محبة وقوة وألم أصرخ إليك بتضرع وأنا في أعماق الخطيئة استجبني يا رب!
فأنت المحبّ...
الدليل الأقوى لصلب المسيح: http://www.akhawia.net/showthread.php?t=79926
سلامـــ معكم ــــه
 
 
Page generated in 0.08026 seconds with 11 queries