عرض مشاركة واحدة
قديم 10/03/2009   #20
صبيّة و ست الصبايا saba n
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ saba n
saba n is offline
 
نورنا ب:
Mar 2008
المطرح:
عالم الرؤى
مشاركات:
597

إرسال خطاب Yahoo إلى saba n
افتراضي قصة بدري حسون فريد مع المسرح هي جزء لا يتجزأ من مسيرة المسرح العراقي


ان قصة بدري حسون فريد مع المسرح تستحق القراءة المتأنية والتفحص والتأمل وبخاصة من قبل الجيل المسرحي الجديد والاستفادة منها كوثيقة وبانوراما لفترة مهمة من تاريخ المسرح العراقي..ولأنه أول محاولة موضوعية تناولت احداث الحركة المسرحية بصدق في جانب من عمرها وتاريخها
ان قصة بدري مع المسرح هي قصة شاب كافح وكابد وتعب وبذل الجهد الجهيد والتضحيات الكبيرة من أجل ان يخدم المسرح العراقي الذي اعتمده مدرسة فكرية اجتماعية وجمالية للشعب وهو الاساس والمرجع والمحرك لكفاحه وصبره ومعاناته طوال السنين التي مرت وهي بالتأكيد افرزت النواحي الفنية الابداعية المختلفة بحسب تقييم النقاد لانتاجاته المختلفة والتكريم الرسمي والشعبي الذي حصل عليه عدة مرات في مناسبات عديدة ومختلفة..
كتاب بدري حسون فريد وثق في مجلديه ربع قرن من الحركة المسرحية1950-1975 وهي ذروة ازدهارها ومعظم نتاجاتها قامت على جهود ذاتية وفردية ولغرق اهلية من دون الدعم الحكومي الذي اعتمدت عليه الحركة المسرحية منذ الثمانينيات والتسعينيات ولكنها لم تحقق الابداع والازدهار الذي حققته اعمال الفرق الاهلية وبجهودها الذاتية والفردية منذ الثلاثينيات ولو بصورة متقطعة وبلغت ذروتها في الخمسينيات بما تضمنته من صفحات جهادية للتغلب على العقبات المادية وبخاصة التي واجهها بدري حسون فريد في فرقته وفي احترافه وفي دراسته لنيل الماجستير.
وبعد ان انهى دراسته في البعثة التي ارسلته الدولة لنيل الدبلوم في اربعة اعوام، الا انه استطاع ان ينجز الحصول على الدبلوم والبكالوريوس والماجستير بامتياز في نفس المدة رغم كل العقبات ومنها محاولة قطع راتبه كطالب بعثة.
ونظراً للنجاح الذي حققه خلال دراسته (ممثلاً ومخرجاً)، فقد تلقى عروضاً مغربة عديدة للبقاء في امريكا للعمل في المسرح والسينما، الا انه اصر على العودة الى الوطن الذي واجه فيه فور عودته سلسلة من المتاعب بدءاً من معوقات معادلة شهادته للتعيين الى سوقه للخدمة العسكرية وللمحاكمة ايضاً بدعوى انه كان متخلفاً رغم انه كان في بعثة دراسية وقد تجاوز عمره سن الخدمة! ولكنه تغلب بأ يمانه وصبره على جميع تلك المعوقات والمتاعب وواصل نتاجاته المبدعة في المعهد وخارجه وعلى المسرح وفي التلفزيون.
-وبالفعل فقد القى الكتاب الاضواء على الكثير مما هو مخبوء في مسيرة الحركة المسرحية وعناصرها وكشف مكنوناتها، مؤكداً على المعايير والقيم الاخلاقية وعلاقات الوفاء والالتزام التي كان المؤلف حريصاً عليها، لأن الفن لديه هو قيم الخير والحق والجمال، والوفاء جوهرها وهو الخصيصة التي جبل عليها شعبنا في بساطته ونقائه.. فكان لابد من اسقاط الاقنعة النرجسية الزائفة التي تبرقع بها العديدون ممن كان دأبهم احتكار الساحة وركوب كل الموجات السياسية التي مرت بها الانظمة والعهود في محاولة الاستفراد بالساحة واحتكار التاريخ بأنانية بتزييف الحقائق على طريقة الانظمة الشمولية التي تحاول ان توحي بان التاريخ بدأ بها..!!
لقد كتب بدري حسون فريد سطور كتابه بتلقائية وعفوية وصدق دون زركشة او حذلقة بيانية مقصودة وابتعد عن اسلوب المنهج الاكاديمي الصارم، انه ليس كتاباً منهجياً بالمعنى المفهوم، وانما هو تجارب وحكايات ومعالجات وشؤون وشجون ودروس وعبر وذكريات ووقائع مثبتة بالتواريخ والوثائق والمناهج والصور التاريخية طوال خمسين عاماً منذ اعماله الاولى وهو صبي حتى عمره اليوم الذي بلغ الثمانين من العمر المديد في تموز الجاري2007.
انه كتاب تصدى للارهاصات الفكرية والاجتماعية طوال نصف قرن من الزمن.. انه بانوراما للمسرح العراقي من خلال تجربته الشخصية وهو يقدمها بكل حب واخلاص من أجل المسرح العراقي محباً ثم هاوياً ثم تلميذا دؤوباً ومن ثم فناناً طموحاً ورائداً بارزاً في المسرح العراقي-ولذلك يقول المؤلف ان ما (أكتبه هو تاريخ للحركة المسرحية العراقية وتاريخ للرواد المسرحيين العراقيين، وينبغي ان لا يزوّر التاريخ أبداً لان في ذلك خيانة ضمير وخيانة شعب وأمة..)
وبالاضافة الى ذلك فان الكتاب لا يخلو من متعة السياحة وبخاصة في مجلده الثاني الذي تضمن صفحات من أدب الرحلات ومعاناة الغربة وصرامة الدراسة.. وفي طوايا حديثه عن تفاصيل العمل سواء اثناء الدراسة او الاحتراف تطلع على حرفية العمل المسرحي لتشكل هذه المباحث بالتالي محاضرات عملية قيمة مصاغة بلغة سلسة وعرض مشوق يشدك الى مواصلة قراءة الكتاب ولا يسعك ترك هذه المتعة بشغف وتلذذ.. اذ لم يكن (بدري) مجرد دارس متفوق وممثل بارع، ولكنه كان مراقباً وفاحصاً لكل شاردة وواردة لكي يستفيد ويفيد في تسجيل ونقل الخبرات والتجارب المتطورة خارج القطر، كما استعان بكامرته في تسجيل الكثير مما عاشه وشهده. كما سجل نبذاً عن كل من التقى بهم في امريكا سواء بالعمل أو الحياة، لذلك فانك عندما تقرأ هذه التفاصيل تحس وكأنك في فصل دراسي تطبيقي لفنون المسرح، وقد اقترب فيه من المنهج الوصفي للبحث العلمي مقترناً من جانب آخر بالمنهج التاريخي التحليلي. كما تخللت مباحث فصول هذا المجلد الكثير من اللمسات الوطنية والانسانية والمواقف المبدئية والقيم الاخلاقية التربوية.
وبالاضافة الى ذلك فانه كتاب مذكرات وخواطر ومكابدات فنان مسرحي مجاهد، اخرج للمسرح اكثر من ثلاثين مسرحية عالمية وعربية ومحلية، ومثّل في عشرات المسرحيات في العراق وامريكا وكتب واعد أكثر من عشرين مسرحية طوال خمس واربعين سنة

ان الله قريب من قلبي
ما التأنيث لأسم الشمس عيب..ولا التذكير فخر للهلال

آخر تعديل saba n يوم 10/03/2009 في 12:40. السبب: حجم الخط
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03604 seconds with 11 queries