عرض مشاركة واحدة
قديم 26/04/2009   #18
صبيّة و ست الصبايا Marooshe
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ Marooshe
Marooshe is offline
 
نورنا ب:
Apr 2008
مشاركات:
1,420

افتراضي




فصل حياة - الجزء الرابع
شتان الأرواح


هجرت حافرتي وتراءى القوم مع وجودي ورحت برغبة من نفسي أترقب أثارهم ثم أرسمها بمخيلتي وأصنع قوانين يخطها العقل والأرادة, كان هنالك جميل الوجه وقبيحه, وطليق اللسان وقصيره, قوي الجسد وضعيفه. كان هنالك القادر على تعبير ما يختلج الاجواف,وصنع العدل لما يراه, والأنتقام لمن أذاه, وأذيه من رآه, وتملك من هواه,ووطىء من أشتهاه...وأيضا كان هنالك المنبوذ في دنيته, والهالك في أمره, والبعيد عن شهوته,والغريب عن قومه, والصغير في حاله.


لا أعلم عن الجاذبية التي دفعتني الى ضعفاء النفس والحال, ربما لأنها ولدت في شكل اعجزها عن تلبية شهوتها ورغبة نفسها فباتت فئة طاهرة يحلو الحديث معها ويأنس القلب لصراحتها...وللأسف يخجل الأعلون التقرب أليهم أو يآبونهم طمعا بزبرج الدنيا. ربما كانوا على حق, ولكنني أيضا على حق حين أقول أن الأعلون كربيض الغنم لا يرون في نعم الله الا النبات ولا يجيدون الا خضمها, وبمجرد تلك الأفكار الحقيرة كانوا يزيدون الأرض فسادا ومقتا..فأضرب مثلا لفتاة بشعة الوجه وحقيرة الجسد ,لم تجد سبيلا لدفء روحها ولخطف أنظار الناس الا عبر أهدائهم جسدها...فيا أخوتي ألم تلحظوا أن الاعلون في نفوسهم يخجلون من التحدث لأنسان هزيل ولكنهم لا يخجلوا من مضاجعة جسد كجسد الحيوان.


وها أنا في فصل حياة وربيع عمر أرى المبادىء معهم هدرا فالفتاة التي أشتهيتها, رؤية ربانية قالت هذا جسد أمك واختك ما لم تأخذه بشرعي,مؤمنا أن العفاف صلاة النفس والعبادة صلاة الرب, والرب أحوج الى صلاة نفسي, وما أن سرت بالأعتقاد حتى أجتاحها الغنم وراحوا يخضمون بها كحال ألف نحلة تمتص رحيق زهرة زابلة, حتى أحسست بظلمة عرضي وشرفي والبعد بيني وبينها كشتان الارض والقمر...وفي فصل هذه الحياة أرى عدالة النفس رخيصة فدنياي لا تعترف بتواضع الانسان والمتعاطف مع الضعفاء وتبقيه في تلك الأودية حيث لا طموح ولا تقدم..حيث النقاء والصفاء دائما يكون نسيا منسيا وشيئا مجهولا فلا يبقى منه الا الشتات والضياع...
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03385 seconds with 11 queries