فصل حياة - الجزء الأول
ربَمَا مَا عانَتْهُ الروحُ في زمن مضى قد أثَّرَ على النفسَ في حياةٍ حلتْ وألقَتْ بجوارِهَا العِبْأَ في كاهِلِ جَسَدٍ جديد فباتَتْ تُستَثارُ لصَغائِرٍ تَخِيسُ أنساناً وتُبْصِرُ قوماً يتلاقسُونَ ويصيبونَ كراماتِهِمْ عِواراً فَرحْت ببطءٍ أرومُ الكَرَى والأَدَدُ بمسْمعِي اتَفَحصُ المَوطِىءَ نَحلةً تليها نَحلةٌ تحاشِياً أنْ تَدوسَ قدمايَ بقاياهُمْ من قذارةٍ وكمين.
ولواهلةِ الأَزْبَةُ يَتَدَلىَّ في مِهواةِ تَضَرُعِي رجاءٌ الى ربَّ الخلقِ أنْ تَدُقَّ المَنَايَا عُنْقِي وتَبْتُرَ أعْظُمِي وتَعْدُمَ جَوارِحِي فأعُودَ لحافِرَتِي حيثُ اللاشيءَ فذلكَ أحْجَى اليَّ مِنْ رؤيةِ مخاطبُ وجوهِهِمْ فمنهم جَهولٌ بحَقِهِ وذغمريٌ نهبَ ضعفاً وحياءاً ورشَقَ أَبْساً ومنهم خبيثُ العِرضِ ودَنِسُ الكساء لم يُحصِنوا فرجاً فأهلكوا نساءًٰ ونزعوا كراماتٍ.
أهيمُ دربَ البرايا وأجِيجُ الأنفاسَ المعذبةِ في قلبي وضَحِكُ الشياطينِ في أذنِي . ولمْ يكفِ وجداني وجعاً فتلاشَ من ألسِنَتِهِمْ جمراً ينْتَكثُ كيانا لَهُ نفساً أُقَدِسُها وأعتاشُ بينَ غِبْطِهَا وسِلْمِهَا فتَرُومُ هواجسٌ وكوابيسٌ أفارقُ بهَا يقْظَتي لكن تَعْلوهَا أنَاملِي.
فأني أرى الحياةَ معهم هدرا وقلقا كلما رَجَوْتُ تهتانةً تافهةٍ تصونُ أملي الصغيرْ وتُعَمِر أحلامي تأخذها أيادِ بغيرِ حقٍ واشتدَّ السَقَمُ بحَلقِي لِشِدةَ معاناة النفس ,وأهداني ٳمروءٌ يعْتَنِقُ التَواضُعَ والحَياءَ ورضِيَ الكونَ هشاً تذروهُ الرياحُ بعيداً عنْ أهواءِ الدُنْيا لا أيماناً بدينٍ, فكَمْ منْ ملحدٍ لم يؤمِنْ بكتابٍ أنزِلْ ورسولٍ أرسِلْ, بل فعَلْها لربٍ موجُودْ وتقَمَّصَها رداء يقيهِ صقيع الشرورِ ومظلةً تظِلُ حرهِ, متوسلا لخالقه أن يبزغ فَجْرَعدالةٍ ينيرُ طَخِيةٍ يحيا عليها بشرٌ ويزيل أطْماعَ النفسِ ويُمَكِنَ أرادةِ العقول ..
يتبع ..