الموضوع: فيروز
عرض مشاركة واحدة
قديم 09/05/2007   #36
شب و شيخ الشباب abosleman
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ abosleman
abosleman is offline
 
نورنا ب:
Aug 2006
المطرح:
السقيفة...
مشاركات:
2,726

افتراضي سيرة حياة فيروز 3




أن أغاني فيروز والتي غنت الكثير منها في المسرحيات الغنائية الفولكلورية كانت منسجمة مع الاتجاهات السياسية والاجتماعية والسكانية في لبنان خاصة تلك التي صيغت قبل الحرب الأهلية وغالباً ما عبرت أغانيها عن المشاعر العربية المشتركة على نحو واسع واستخدمت نصوصاً عربية كلاسيكية لشعراء معروفين مثل: جبران خليل جبران. بعض الأغاني ارتكزت بالشكل الصوتي على الموشح التقليدي وأخرى عادت وقدمت أعمالاً قديمة من بدايات القرن العشرين بشكل حديث كأعمال الشيخ سيد درويش وغيرها.
وهذه الأغاني المبكرة, أبرزت طابعاً صوتياً متميزاً لديها والأشعار عبرت عن حب رومانسي وحنين لحياة الضيعة. تعشّقت مع مزيج موسيقي رقيق حيث تظهر آلات موسيقية عربية معينة بشكل بارز ولكن تندمج بلطف مع آلات غربيه أيضاً ومع إيقاعات غربية شعبية راقصة أحياناً كانت تغني ألحاناً عربية فلكلورية معاد توزيعها.
مع بداية الستينات أصبحت فيروز واحدة من المعالم الرئيسية لمهرجانات بعلبك السنوية وشهرتها لم تعد تقتصر على لبنان بل تعدته إلى العالم العربي إن بذار ألوف الأغاني العديد من المسرحيات الغنائية و بضعة أفلام انتشرت لتنزرع في قلوب جمهورها ولتشمل أيضاً العرب المقيمين في أوروبا والأمريكيتين.
منذ ظهورها الأول على المسرح أمام الجمهور في العام 1957, سافرت فيروز إلى عدة أماكن كأنها طفلة صغيرة حيث لم تكن تعرف عنها على ما يبدو إلا من خلال قصص الأجداد.
غنت على مدرج فيلادلفيا الأثري و في عمان أيضاً و دمشق, بغداد, الرباط, الجزائر, القاهرة, تونس, كما سافرت إلى ما وراء البحار حيث التقت بالمهاجرين العرب في ريو دي جانيرو, بيونس آيريس, نيو يورك, سان فرانسيسكو, مونتريال, لندن, باريس, ومدن أخرى عديدة حول العالم. في هذه الرحلات قدمت لفيروز علامات تقليدية من الترحيب مثل المفاتيح الرمزية للكثير من المدن و ربما كان الأقرب إلى قلبها يبقى المفتاح المصنوع من خشب الزيتون لمدينة القدس. على الرغم من أن فيروز لم تغني للقدس خلال زيارتها للمدينة المقدسة سنة 1961, إلا أن القدس كان لها الشرف الكبير في العديد من أغانيها منذ حجها هناك.

علاقة فيروز والرحابنة بدمشق جديرة بذكر خاص هنا. دمشق احتضنت الفن الرحباني منذ بداياته في الوقت الذي حورب في لبنان نفسه كانت انطلاقة فنهم الحقيقية من دمشق. لم تغني فيروز على مسرح في العالم مثلما غنت على مسرح معرض دمشق الدولي. جميع مسرحياتها قدمت عليه عدا عن الحفلات الغنائية المستقلة,فأواخر كل صيف كانت دمشق وبردى وقاسيون على موعد متجدد مع الحب والفن. أما من ناحية فيروز والرحابنة فقد بادلوا دمشق هذا الحب العظيم بأن كتبوا ولحنوا عشرات الأغاني للشام اعترافاً منهم بفضل الشام عليهم وليس أدل على ذلك إلا قول فيروز: (أنا صوتي منك يا بردى) هذه الجملة التي ما زال السوريون يرددونها بشوق غامر إلى تلك الأيام المجيدة من عمر الفن الخالد.
لفيروز صديق عمر ورفيق درب (هو نصري شمس) الدين صاحب الصوت الجبلي الحنون. كان نصري مرافقاً لها في جميع المسرحيات والحفلات إذ لعب دور الأب أو الجد أو ابن الضيعة أو الملك. كان فخوراً بصداقته مع فيروز ومحباً لها لدرجة نكران الذات. لفيروز معه أغان ثنائية ومحاورات زجلية جميلة شكلا ثنائياً منسجماً من الناحية الفنية و من ناحية الصداقة العميقة التي ربطت بينهما. حزنت فيروز كثيراً بوفاة نصري ورثته بكلمات مؤثرة جداً.

إن التعاون بين فيروز والأخوين رحباني لمدة عقدين ونصف من الزمن أثمر عن ثروة إبداعية لم يسبق لها مثيل في العالم العربي. غنت أكثر من 800 أغنية ومثلت في أكثر من 20 مسرحية غنائيةو ثلاثة أفلام وبضعة اسكتشات موسيقية, ناهيك عن الحفلات الغير معدودةو الجولات والظهور المتعدد على امتداد الوطن العربي والعالم. كتبوا وغنوا لمواضيع عديدة متنوعة خاطبوا قلب وعقل كل إنسان عربي. غنت فيروز البلدان و المدن والشعوب.و لم تغني قط لأي رمز سياسي. غنت للحب, للفرح والحزن, للأمل والتفاؤل, غنت للشعب الفلسطيني ولقضيته, غنت للأمهات في الأرض, للسماء والنجوم والقمر, للأطفال,للأب والأم, للأخ والأخت, للبنت والابن, غنت قلبها لوطنها الحبيب لبنان, وحملته معها إلى كل العالم, وأكثر من ذلك صلت واعترفت بإيمانها. الله والصلوات تخيم على أغانيها لأنها مؤمنة ومخلصة. الرحبانيون وفيروز أبدوا إهتماماً بمواضيع عديدة حتى يصعب إيجاد موضوع معين لم يحظ بالذكر في أعمالهم وأغانيهم. لقد خاطبوا شعباً من كل الأعمار والطوائف والجنسيات.

خلال الحرب الأهلية اللبنانية قررت فيروز البقاء في بيروت على الرغم من أنها كانت تملك المقدرة المادية لتعيش في الخارج لكنها لم تغادرها إلا بعد إصابة بيتها بصاروخ. لم تغنّي فيروز داخل لبنان خلال معظم سنيّن الحرب لأنها لم تكن تريد التحيز لأي فئة.

مرت علاقة فيروز بعاصي بمراحل مختلفة. عندما تعرض عاصي لأزمة صحية أصابت أحد شرايين دماغه اضطر معها لأن يغيب عن التحضيرات لمسرحية (المحطة) عام 1973, غنت له فيروز (سألوني الناس) التي تشتاق فيها إليه وتعبر عن أنه يعز عليها الغناء في غيابه خاصة وأنه الغياب الأول. كانت هذه الأغنية أول ما لحنه لها زياد ابنها. لكن علاقة فيروز بعاصي ومنصور تدهورت في أواخر السبعينات وعقد عملهم انكسر إذ جاءت مرحلة الخلافات الحادة بين عاصي وفيروز والتي أدت في نهاية المطاف إلى الانفصال. بعد تدهور عائد بحالته الصحيةو توفي عاصي في 21 حزيران/يونيو 1986 وكانت فيروز وقتها تحيي حفلات ناجحة في لندن بمرافقة زياد وترتل في كنيسة ويست منيستر. وشكل رحيل عاصي كارثة في مسيرة الفن العربي وفي حياة فيروز الشخصية. هذه المرأة العظيمة بصمتها والكبيرة بحزنها, فجعت أيضاً بوفاة ابنتها ليال بعد وقت قصير من وفاة عاصي.
وطوت وفاة عاصي تاريخاً من الإبداع المشترك لتفتح صفحات جديدة منه مع زياد الابن. فبعد عام واحد على رحيل عاصي, أصدرت فيروز اسطوانة معرفتي فيك التي جاءت لتستوعب الماضي الفيروزي العريق ولتضيف عليه إبداعاً أكثر جرأة وأكثر انطلاقاً نحو التطوير. وفي العام 1995 قدمت فيروز وزياد أسطوانة إلى عاصي كهدية إلى روحه, استعادت فيها فيروز غناء مجموعة من الروائع الرحبانية بتوزيع وإشراف موسيقي لزيادمع أوركسترا ضخمة كما كان يحلم عاصي أن تنفذ موسيقاهم عبرت فيها فيروز عن حبها الكبير له وتقديرها لفنه العظيم فكانت أجمل هدية لراحة نفسه.

استمرت فيروز في غناء الأغاني الرحبانية جنباً إلى جنب مع الأغاني الخلاقة والمتأثرة بشكل أساسي بموسيقى الجاز لابنها زياد. كما غنت أغان كان قد خبأها لها فليمون تحت وسادتها قبل رحيله. عملت أيضاً مع زكي ناصيف, ومؤخراً مع محمد محسن, بعد عقود طويلة من أول تعاون بينهما.
وبعد انتهاء الحرب الأهلية, أقامت فيروز حفلة في بيروت في العام 1994, ثم عادت إلى بعلبك عام 1998 حيث حققت حفلاتها نجاحاً مجروحاً. استمرت بإطلاق أغان جديدة وإحياء الحفلات حول العالم.
أغاني فيروز تدين بالكثير للعبقرية الموسيقية والشعرية للأخوين رحباني. في السنوات الأخيرة عكست أيضاً موهبة التأليف لدى زياد الرحباني. بالإضافة إلى ذلك عززت القاعدة الموسيقية الرحبة لفيروز التي تجمع ما بين الأداء الطقسي الكنسي و الغناء العربي التقليدي.
من أكثر أعمالها الجديرة بالذكر مؤخراً حفلتي بيت الدين عامي 2000 و 2001 اللتان أقامتهما بالتعاون مع ابنها زياد . هاتان الحفلتان بشرتا بولادة عصر جديد في حياة وأعمال فيروز وأوضحتا اختيارها وتفضيلها التركيبة الزيادية. ألبومها الأخير( ولا كيف) ,أيضاً بالتعاون مع زيادو وضع الختم الأخير على حصرية زياد في أية أعمال مقبلة.



انتهى..

كان اسمه.. .
لا تذكروا اسمه!
خلوه في قلوبنا...
لا تدعوا الكلمة
تضيع في الهواء، كالرماد...

"We ask the Syrian government to stop banning Akhawia"
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04439 seconds with 11 queries