عرض مشاركة واحدة
قديم 19/08/2008   #35
شب و شيخ الشباب رجل من ورق
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ رجل من ورق
رجل من ورق is offline
 
نورنا ب:
Aug 2008
المطرح:
ببحر بعيد
مشاركات:
1,989

إرسال خطاب MSN إلى رجل من ورق
افتراضي


نايبول، فوكوياما: استفزاز مُضاعَف



منح جائزة نوبل للآداب إلى في. اس. نايبول استفزاز. ليس أقل من ذلك. إنه، ببساطة، محاولة لإثبات أن أسامة بن لادن على حق. ولو بالمقلوب. فالرجل هو المعادل الروائي لسيلفيو بيرلوسكوني في نسخته الفخورة بتفوق حضارة ودعوتها إلى الهيمنة على غيرها.
إن النظر في القيمة الروائية والأدبية للكاتب الترينيدادي المولد، البريطاني الجنسية، العالمي الإقامة، هو من عمل النقاد المختصين. ولكن نايبول ليس روائياً فحسب. إنه صاحب نظريات في الاستعمار، والتحرر الوطني، ومصائر الشعوب المقهورة. وهو، بالإضافة إلى ذلك، كاتب تحقيقات صحافية مطولة عن رحلات له في بلاد إسلامية (»بين المؤمنين«، 1981، و»أبعد من الإيمان«، 199 ضمّنها نظرته إلى الإسلام. وهذه النظرة »الرائدة« تتساوى مع أحط ما يُقال، هذه الأيام، في الموضوع نفسه في أوروبا وأميركا.
سُئل ذات مرة عن سر امتناعه عن تضمين بلد عربي في رحلته الباحثة عن الإسلام الآسيوي. أجاب باختصار إنه لا يريد ولا يطيق أن يجمع بين »تخلّفين«. ولأنه معروف بهذا الموقف كان لا بد من سماع رأيه بعد تفجيرات نيويورك وواشنطن. لم يتحدث لا عن بن لادن، ولا عن الأصولية. ذهب مباشرة إلى الشكوى من »تأثيرات الإسلام الكارثية على البشر«، وإلى »جرائمه« في إخضاع شعوب واستعباد ثقافات وتدمير كل ما سبقه... ولم يكن يفعل في معرض هذا التعليق سوى استعادة ما كتبه قبل سنوات، وفي التركيز على الموازاة بين المفاعيل التدميرية لكل من الإسلام و... الإمبريالية!
وحتى لا يخطئ أحد الظن فيعتقد أن نايبول كاره للإمبريالية كما هو كاره للإسلام والمسلمين تجب العودة إلى كتابه الصادر عام 75 بعنوان »غيريللا« (حرب العصابات). ففي هذه الرواية عن مدينة يجتاحها ثوار التحرر الوطني جزم في أن نزعة الاستقلال والخلاص هي أسوأ ما يمكن للاستعمار أن ينتجه. ليست الإمبريالية تدميرية إذاً إنما... المقاومة! والخلاص، بهذا المعنى، هو اتباع خيار نايبول الحاقد على لونه الغامق، الفخور بلغته الإنكليزية، والمستعد لأن يساعد »الرجل الأبيض« في الانتهاء من عذابات الضمير التي تسبّبها له ممارساته الكولونيالية.
لقد استحق نايبول، لهذه الأسباب، مكانته في قلب البُعد الثقافي للثورة الريغانية التاتشرية في الثمانينيات. احتفى به كل من اعتقد، منذ 75، أنه آن الأوان لرمي عقدة الذنب، وللتبجح بأن الاستعمار هو الخط الوحيد للشعوب وأن خرابها جاء، فقط، من استعادة سيادتها الوطنية.
ولهذه الأسباب، بالضبط، قيل في الأيام الأخيرة إن لا مجال لمنحه جائزة نوبل للآداب. فالظرف العالمي متوتر جداً. والغرب يجاهد للتمييز بين الحرب على بن لادن وطالبان وبين الحرب على الإسلام والمسلمين والعرب. ومع ذلك اختارت الأكاديمية السويدية أن تقدم على هذا الاستفزاز متجاهلة أن هناك بين العرب والمسلمين من يكون قرأ كتابات نايبول غير الأدبية.
إن هذا الاستفزاز ليس فعلاً معزولاً. ثمة موجة تريد أن تقول إنها »تكسر المحرّمات« وأنها تريد تعريض الإسلام، في أي نسخة كانت، إلى المساءلة.
شاءت الصدفة أن تنشر »غارديان« البريطانية، يوم أمس، مقالاً للأميركي من أصل ياباني فرنسيس فوكوياما عنوانه »لقد ربح الغرب«.
يستعيد فوكوياما أطروحته عن »نهاية التاريخ« ويكرر شرحها. لقد انتهى التاريخ بمعنى أن لا مجال لتجازو النموذج الغربي المتميز بالديموقراطية السياسية والرأسمالية الليبرالية الاقتصادية. ويرد على الذين يتبنون أطروحة »صدام الحضارات« لصموئيل هنتنغتون استناداً إلى وقائع التفجيرات الأخيرة والحرب على أفغانستان. يقول فوكوياما إن هذه الأحداث، على أهميتها، لا تغيّر شيئاً في أن التاريخ استقر عند الديموقراطية وحرية السوق. غير أنه يدخل تحفظاً على نظريته لا يخلو من دلالة. فهو يعتبر أنه ليس صدفة نمو الديموقراطية الليبرالية الحديثة في »الغرب المسيحي«. ويشير إلى تقدمها »في شرق آسيا، وأميركا اللاتينية، وأوروبا الأرثوذكسية، وجنوب آسيا، وحتى
أفريقيا«. ويخلص من ذلك إلى أن ثمة مشكلة مع السلام أو مع القراءة الأصولية له. ولكنه يستطرد »إن الإسلام هو النظام الثقافي الوحيد القادر على الانتاج الدوري لأناس مثل بن لادن أو طالبان«، وأكثر من ذلك، على استدراج »تعاطف مع الإرهابيين يتجاوز الأقلية الضئيلة ليطال الفئات الوسطى...«.
هل يعني وجود هذا التحدي أن التاريخ لم ينته فعلاً؟ كلا، يجيب فوكوياما. »لقد انتهى التاريخ لأن نظاماً واحداً سيستمر مهيمناً على السياسات العالمية، وهو النظام الليبرالي الديموقراطي العربي«. والاستنتاج من ذلك أن العرب والمسلمين العاجزين، لأسباب ثقافية فقط، عن الاندراج في »نهاية التاريخ« عليهم أن يخرجوا منه ببساطة »لأن الوقت في صالح الحداثة ولأنني أرى تصميماً أميركياً على النصر«.
من نوبل نايبول إلى استدراك فوكوياما ثمة ملامح واضحة لمناخ هو أقرب إلى »صراحة« بيرلوسكوني منه إلى »خبث« طوني بلير. وهذا المناخ كفيل باسيلاد ألف بن لادن!
ملاحظة: مُنح نايبول جائزة في إسرائيل. وصل لاستلامها. أهين في المطار بسبب لونه. غادر محتجاً. زاد شتائمه للعرب والمسلمين!

10/12/2001

قم واضرب المستحيل بقبضتك اليسرى
انت تستطيع ذلك
http://themanofpapers.wordpress.com
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04512 seconds with 11 queries