[yass]

-36-

الصباح

أيامٌ قليلة تفصلنا عن ذكرى إعلان الكيان الصهيوني قيامه و استقلاله حسب مفهومه, النكبة حسب مفهومنا.

لستُ أفهم لماذا نقول عن هذا اليوم فقط أنه نكبة, مع أن تاريخ الشعب الفلسطيني منذ بداية عشرينات القرن الماضي يسجّل "نكبات" بعدد أيام السنين التي مضت منذ ذلك الحين, و أعتقد أننا نعلم ذلك, و مع ذلك نتحدّث عن نكبة واحدة..

يجب أن تكون هناك "نكبات" بعدد حلقات مسلسل باب الحارة على الأقل, فكلّ محطّة مرّت زادت عذاب و قهر هذا الشعب الصابر, و ليس فقط على أيدي من هم أعداؤه الذين اغتصبوا أرضه, بل أيضاً على يد من يفترض أنهم أخوته و أشقاؤه.

إن النكبة اليوم لم تعد تلك الذكرى البعيدة التي نتذكّرها لنكتب مواضيع التعبير في المدارس, بل أنها الاقتتال الداخلي في الساحة الفلسطينية, إنها موقف المتفرّج العاجز الذي يتّخذه عموم الجمهور العربي و الدولي تجاه محنةٍ هي وصمة عارٍ على جبين الإنسانية لن تقدر كامب ديفيد و لا أوسلو و لا شرم الشيخ على مسحها, و لا حتى محاولة تمويهها.

فليترجّل أهل المنابر و يهدونا صمتهم في هذا اليوم الكئيب.. بدل إطلاق شعارات قد أصبحت نكتاً سخيفةً مكررة.

و الحرّية للفلسطينيين.. و العزّة لفلسطين



الظهر

تسريبات عن إحداث وزارة لتنمية المنطقة الشرقية

نقل موقع كلنا شركاء ما يقال أنها تصريحات لوزير النفط و الثروات المعدنية السيد سفيان علاو تشير إلى نيّة حكومية بإنشاء وزارة معنيّة بتنمية المنطقة الشرقية و النهوض بها من الواقع الحالي.

لا شك أن المنطقة الشرقية (التي يقصد بها محافظات الرقة و دير الزور و الحسكة) بحاجة ماسة إلى إجراءات تنموية كبيرة و ذات مفعول واضح على المدى المباشر و القريب, فشح الأمطار في السنين الأخيرة قد أتى بنتائج مأساوية على الواقع الاقتصادي للمنطقة و أدى إلى اضطرار الحكومة (بالتعاون مع جهة دولية) إلى توزيع مساعدات غذائية مثل المعكرونة و الزيت و غيرها على أهالي الريف خصوصاً, الذين يرون بأسى كيف أن مزرعة العالم في كل العصور السابقة, القديمة منها و الحديثة, تحتاج إلى المساعدة لكي تستطيع أكل مشتقات الحبوب !

يُضاف إلى سوء أحوال الاقتصاد الزراعي الرئيسي في المنطقة غياب أي نشاط أو بنية تحتية اقتصادية غير زراعية, مما ساهم بتراجع جودة الحياة و تأذّي كل مرافقها و نشاطاتها من تعليم و ثقافة و مجتمع نتيجة الأزمة الاقتصادية الخانقة.

أثمّن جداً اهتمام الحكومة بالمنطقة الشرقية بعد عقود من النسيان جعلت تلك المنطقة تستحق لقب "سيبيريا السوريّة", لكنني لا أعلم إن كان الحلّ هو إنشاء وزارة, فلكل وزارة مخصصات مالية, و علينا أن نفكر أن هكذا وزارة جديدة تحتاج إلى مقر في دمشق, و مقر رئيسي آخر في المنطقة الشرقية بالإضافة إلى مقرات عديدة تخص الإدارات المختلفة في كلّ محافظة من المحافظات الثلاث, بالإضافة إلى الحاجة لسيارات للوزير, و سيارات لمعاوني الوزير, للمدراء العامّين, لمدراء مديريات المحافظات, و لمديري الدوائر (و هذا أمر لا مهرب منه, فمسؤول بدون سيارة \ سيارات ليس مسؤولاً "عليه العين" في وطننا الحبيب) ناهيك عن مخصصات كل هذه الأمور من الميزانية و التي بالنهاية لا أرى فيها, أنا الجاهل بالتنظيم الإداري, إلا بيروقراطية يمكن اختصارها بتنظيم باقي الوزارات الموجودة بدل الإنفاق على إنشاء وزارة جديدة, فلو فكرنا فقط في السيارات, بدون التفكير في إنفاقات أخرى, لوجدنا باعتقادي أنه من غير المنطقي صرف كمية كبيرة من المال لسيارات إدارية من أجل تنمية محافظات تعاني من نقص في سيارات إسعاف أو إطفاء.. ضمن نقص هائل في كلّ شيء, فهل أخطئ إن اعتقدت بوجود أولويات؟

هذا يجعلني أعتقد أننا في المنطقة الشرقية نحتاج لتنمية, و ليس لوزراة تنمية...

و كلّ الحنين و الحب للفرات و ما حوله...



العصر

وعد مهنا في مواجهة وزير الثقافة

قرأنا منذ أيام على صفحات مدونة الصحفي السوري موريس عائق مقالاً كتبه عن قضية الصحفي السوري وعد مهنا و ملاحقته القضائية من قبل السيد وزير الثقافة بعد قيام المهنا بانتقاد قيام وزارة الثقافة بتسهيل إجراءات هدم أجزاء من المنطقة التاريخية في مدينة دمشق عن طريق نفي الصفة التاريخية عن تلك الأبنية.

الخبر بصراحة مؤسف, فمكان الصحفي هو مكتبه في الجريدة و ليس في أروقة المحاكم, و ممارسة واجبه (و ليس فقط حقه) في نقد ما يرى فيه خطأً حتى لو لم يصب في نقده هو أساس العمل الصحفي, و من حق الوزير أو الوزارة أن ترد على ما تراه غير صحيح عن طريق توضيح أو رد صحفي يبيّن أين أخطأ هذا الصحفي في نقده, و صحّة العلاقة ما بين الصحافة و الحكومة هي أساس من أسس الحياة الطبيعية التي لا شك أننا نرغب بها جميعاً.

أتمنى أن يزول الخطأ (و أقصد به الملاحقة الظالمة للسيد المهنا) قريباً, و أن يتحرر العمل الصحفي من الخطوط الحمراء و الصفراء و الزرقاء لما فيه خيرٌ للمواطن و الوطن.

كل الاحترام و التقدير لكلّ باحثٍ عن الخير لوطنه و لأهله...

و عمــــــــــــــــــار يا بلد



المغرب

الآنسة دعاء عبد الحميد البسطاطي المحترمة

تحيّة و بعد

لا يمكن وصف الشعور الذي أحسست به و الكثير من أصدقائي عندما قرأنا على صفحات سيريانيوز التقرير الذي يروي قصتك, هذه المعركة المستمرة ضد كل الحواجز و الصعوبات الناتجة عن إعاقتك الجسدية بسبب فقدان ذراعيك, هذه المعركة التي كسبتيها بسلاح الإرادة الصلبة و أثبتِ فيها أنه من الممكن أن يكون المرء رساماً مبدعاً حتى لو لم يمتلك ذراعين, فالمهم هو حبّ الريشة و ليس طريقة الإمساك بها.

يسعدنا قراءة أخبار تفوّقك في معهد أدهم إسماعيل أولاً ثم في كلية الفنون الجميلة, و نتمنى لك التوفيق و النجاح في مسيرتك المستقبلية في اختصاص الإعلان, الذي قلت أنك ترغبين بالدخول فيه, فلا شك أنك بهذه الإرادة التي تمتلكين سوف تصلين بعيداً جداً.

إن جمالية رسوماتك و أعمالك الفنية رغم كل الصعوبات هو مثالٌ ساطع على مقدرة الإنسان على الإبداع مهما كانت العوائق أمامه كبيرة, و نتمنّى أن تكوني دوماً قدوة لكلّ من يعاني مثلك من الإعاقة لكي يرى أن الحياة ممكنة أيضاً, و أنها يمكن أن تكون جميلة رغم الإعاقة.. بل أنها يجب أن تكون جميلة !

مع كلّ مشاعر الفخر و التقدير و الاحترام... تقبّلي منّا التحيّة و السلام



الليل

لا نستطيع أن نوقف الزمن... لكننا نستطيع -على الأقل أن نحاول- ألا ندعه يوقفنا.



Yass