[fady juventus]

بعد مرور عشرة شهور على عيد الحب الجميل الراقي السامي بمعانيه، الحب الذي كان ظاهريا فقط ، هاهو الكره البشع و الحقد الأعمى يظهر بوضوح بعد أن كان دفينا.
لا يمكن للمرء أن يفسر أو يستوعب هذا الحجم الهائل من الضغينة والحقد الدفين وليسمح لي كل من يطلق التبريرات و التفسيرات،لأن مثل هذا الكره ليس مكتسبا أو جاء نتيجة أو رد فعل على إساءة أو إذلال أو تحكم أو سيطرة أو إحتلال ، بل هو فطري وغريزي ورضعوه مع حليب أمهاتهم العفن.
جيل كامل من الحاقدين؟؟
هل هذا معقول؟؟؟
إن حالة سورية ولبنان موجودة بوجوه كثيرة في التاريخ المعاصر ، لكني أشك أن شعبا في التاريخ كله كانت ردة فعله على" مضطهده" بهذه البشاعة.
أريد أن أؤكد وبرأيي الشخصي على أن سورية بالمحصلة عمرت وبنت في لبنان أكثر مما هدمت وخربت و في أسوأ الأحوال لنقبل بأن الإيجابيات والسلبيات متعادلة كحل وسط.
قبل الحرب العالمية الثانية قامت اليابان بأعمال إبادة بشعة في الصين وغزت الصين وبعد الحرب انسحبت واليوم الخلاف الموجدود بينهما جوهره عدم اعتراف اليابان بخطئها وهي حكما مخطئة ، ولا يوجد كل هذا الكره بين الشعبين ، أما سورية وعلى لسان رئيسها وكبار مسؤوليها اعترفت بوجود أخطاء لكن أحدا لم يسامحها.
عندما يحتمي الجرذ الحقير بالكلب على الهر تكون له الغلبة ولكن مؤقتا
وسيأتي يوم يذهب فيه السبب الذي جعل المجتمع الدولي يضغط على سوريا وتعود المياه لمجاريها مع فرنسا ومن يدري قد ترضى عنا الولايات المتحدة وبالتالي بريطانيا ، عندها ماذا سيكون موقف السفلة في لبنان،ماذا تركوا لتلك اللحظة،أم أنهم يعتقدون أننا سننسى لهم دناءتهم غدرهم .
وسوريا قادرة في أي لحظة على أن تكسب رضى هؤلاء بالتراجع قليلا لصالح إسرائيل وطرد المنظمات الفلسطينية وتغيير لهجتها العربية وإعادة بعض المرتزقة "المعارضة" من الخارج وتسليمهم دفة المعارضة بصورة شكلية وإقالة الحكومة بين فترة وأخرى حتى لو كان التغيير بنفس الوزراء لكن مع تبديل حقائبهم كما يفعل المصريون والأردنيون، بمعنى آخر أن تخرج سوريا من جلدها وهذا الجلد برأيي ليس متعفنا وهو يحتاج للترميم فقط وليس للسلخ .
إن العقوبات الذكية التي يريدونها كذبة وحجة واهية لإستغفال شعوبهم التي ستسألهم ما ذنب الشعب السوري ليعاقب إذا كان خمسة مسؤولين سوريين قد ارتكبوا هذه الجريمة كما يدعون.
إنني أوجه من منبر الأخوية الحر دعوة لكل مواطن سوري شريف بغض النظر عن دينه وانتمائه السياسي والمناطقي إذا كان وطنيا وشريفا بالفعل فأرجو أن يبتعد عن المزاودة والإنتهازية في زمن المؤامرات وأن يبتعد عن النفاق في زمن الحقيقة.
وبعد أن تدق ساعة الحقيقة -على خير انشالله- فلكل حادث حديث.