الموضوع: قصة أعجبتني!!
عرض مشاركة واحدة
قديم 24/06/2007   #2
شب و شيخ الشباب Maher 4x4
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ Maher 4x4
Maher 4x4 is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
المطرح:
Between The Sky & Heaven
مشاركات:
4,863

افتراضي


ببعد الأمل في الزواج، وباليأس من لقاء توأم الروح، ومن استحالة تحقيق هذا الزواج في ظل هذه الظروف، ومن عدم السعادة من الزواج.. الذي أصبح مجموعة من المشكلات والمسؤوليات التي لا تنتهي !! ومن شقاء الأبناء التي ستأتي في هذه الظروف العصيبة..

إلى متى ستظل هكذا.. وما ذنب هذا الجسد المعذب، أو ليس له حق عليك ؟!

أنت الآن في زهرة شبابك، وتمضي السنوات بلا أي أمل في تحقيق ما تحلم به ؟!

ثم لما لا تكون منطقيًا مثل الآخرين.. كن واقعيًا.. هذا هو قدرك.. وهذه هي ظروف الواقع ؟!!

إننا نعلم أنك من اللذين لا يستسلمون بسهولة، ونحن لا نطلب منك سوى لقاء واحد غير كامل حتى لا تقع في الجُرم الكبير، والذنب العظيم فجأة..


ولكن هذه الوساوس لم تكن تعني مجرد ذنب تقترفه النفس، لضعفها أو جهلها..

كــــلا !!

إنما كانت تعني أن هذا الذنب، أصبح الآن هو الوسيلة الوحيدة الممكنة، لتلبية حاجات الجسد المعذب.. أي أن هذا الذنب ـ وغيره ـ سيصبح مستقبلًا حزءًا من حياة هذا الإنسان، إذ لم يعي حقيقة هذه الوساوس، ثم التخلص من براثنها.

كانت ليلة عصيبة، إنه الآن في شقته المستأجرة وحده.. جسده مرهق للغاية، فلم يأكل شيئًا، ولم ينم منذ وقت طويل.. في فراشه وحيدًا إلا من وسوسة الشياطين.. يفكرون في كيفية تحقيق هذا اللقاء !!

إن معارفه قليلون، والذين يعرفهم يعلمون عنه أنه إنسان ليس له في مثل هذه الأمور..ولا يعرف أحدًا من جنسه الآخر، يمكن أن يستجيب لهذا اللقاء..

ففرحت روحه من تلك الصعوبة، وشعر بالضيق من هذه العقبات !.

فقرر النوم الآن، والبحث عندما يستيقظ عن وسائل لتحقيق هذه الهزيمة لنفسه !.

ورغم إرهاقه الشديد، لم يستطع النوم، وبدأ القلق والأرق يظهر عليه.

إنه لا يعرف اليأس.. لا بد أن هناك طريق..

قَلّب في ذاكرته بين معارفه، عساه يجد من يساعده، تذكر واحدًا يعرف امرأة لها في مثل هذه الأمور، ويمكن أن تقبل بأي عرض..

ولكنه كيف سيصل إليها !؟ وبأي دعوى.. إن حياءه يمنعه من الإفصاح المباشر عن رغبته المتوارية خلف جسده..

أخبرته الشياطين أن العلاقات الناجحة بين البشر الآن في واقعه هذا، لا تقوم إلا على الكذب والخداع.

وكان هذا الخبر صحيحًا.. عندما نُعرف هؤلاء البشر.. بالضالين.

وأخبرته كذلك، أن الصراحة والوضوح؛ ستُفشل هذا اللقاء أو على الأقل تُصعب منه، وعليه التلون بألوانهم حتى يحصل على ما يريد !.

ولأنه في سكرة الرغبة الجامحة..

راح يجهد عقله في اختلاق قصة مقنعة لصاحبة وللمرأة التي يعرفها صاحبه.. حتى يحصل على وسيلة اتصال بها، دون أن يكون باطن الأمر معلوم..

ولأنه أيضًا عزم على عدم الاستسلام، جعل في هذه القصة مخرجًا له، إذا أحب التراجع عما يريد في آخر لحظة..

وجاءت القصة هكذا:

"إن لدينا صديق، وقع على فتاة كان على علاقة بها حتى حملت منه.. ونحن بحاجة إلى المال لإسقاط هذا الجنين وإعادة الفتاة إلى عذريتها، لذا فنحن نريد من يحل محل هذه الفتاة؛ حتى نحصل على المال اللازم لتلك العملية من أم هذا الشاب.. لأن الفتاة الحامل جارة لأم الشاب، أي أن هذه الفتاة ـ التي نريد ـ مجرد ممثلة لهذا الدور لتحصل على المال، وكان هذا هو المَخرج الذي وضعه هذا الإنسان لنفسه ـ في قصته ـ إذا أحب التراجع..
فلو أنه قال: أنهم حصلوا على المال من أي طريق.. ستنتهي الحاجة إلى هذه الفتاة وترحل".

ولم ينتظر إلى طلوع الشمس.. ورغم أن الساعة تشير إلى الثانية صباحًا، عزم على تنفيذ هذه الخطة المستوحاه من وساوس الشياطين..

اتصل بصاحبه ـ في مقر عمله ـ : هناك مشكلة كبيرة حدثت، ونحن بحاجة إلى فتاة.. وبدأ يقص عليه قصته، وبالفعل استجاب صاحبه، وأعطاه وسيلة الاتصال بها.
هرول مسرعًا.. في تلك الساعة المتأخرة من الليل للاتصال بها على هاتفها..

إلا إنها لا تجيب..

يكرر مرة ثانية.. وثالثة.. ولا تجيب..

انتظر قليلًا.. بين قطع الليل المظلمة الباردة القاسية..

شعر بقذارة الموقف الذي يقف فيه.. !!

توسوس الشياطين.. حتى عاود الاتصال مرة أخرى..

وهذه المَرة سمع صوتها..

عرفها بنفسه، وقصته.. فلم تصدقه، وتمنّعت عنه.. وطلبت تأكيد من صاحبه الذي تعرفه هي.. !

هرول إلى صاحبه ثانية، يحكي له ما حدث.. وطلب منه الاتصال بها، وانتظر أكثر من ساعة ينتظر هذه المكالمة..

تأمل الحالة التي يقفها وسط هذا الليل الحالك..

وتساءل:

ما هذا الذي أنا فيه ؟ ما هذا الذي أصنعه في نفسي ؟!!!

تذكر من يقف على الثغور، وموقفه هو.. !!

كان هذا من لوم النفس الذي استمع إليه دون مكابرة، وذاك هو الصدق معها..
إلا أن هذا اللوم كان ضعيفًا، ولم يمنعه عن المضي فيما يخطط.. !!

بعد أن تمت المكالمة من صاحبه.. عاود الاتصال بها، ليؤكد لها قصته، وحاجته إليها..
وكان الليل هو وقت عملها القذر، فكان الاتصال لا يسبب لها أي إزعاج..

تشير الساعة الآن إلى الخامسة صباحًا، فتواعدا على اللقاء بعد ساعة في مكان يصحبها منه..

ودخل وقت الفجر.. بسكونه الجميل، وتسبيحاته المترنمة بموكب الملائكة المشهود..

استقل سيارة ليذهب بها حيث مكان اللقاء.. كان المطر شديدًا، والريح هائجة؛ تحاولان منعه عما يمضي فيه..!!

وصل إلى المكان مع الفجر.. ولأنه كان قد عزم على عدم الاستسلام، فقرر أن يصلي أولًا قبل أن يذهب للقاءها..

........ !!!

وا عجبًا لتلك النفس.. وما أعظم هذا الخالق..

إن مشهد الصلاة هذا، ومشهد البحث عن الفتاة.. يجسد في حقيقته "الصراع" الإنساني بين الخير والشر.. في النفس الإنسانية، والمقاومة والدفع بينهما لينتصر أحدهما على الآخر..

إنه لمحة من طبيعة الحياة الإنسانية على هذه الأرض..

إنها النفس المستسلمة لله، التي تأبى الاستسلام للشر بهذه السهولة، وتظل بذور الخير فيها تحاول الصعود بالنفس الإنسانية؛ حتى لا تهبط إلى درك الحيوان..
ولكنها في ذات الوقت ضعيفة، قد تهوي إلى الشر تحت ضغطٍ ما..!

ولكن هذا لا يعني بحال "الإزدواجية" المُهلكة للنفس الإنسانية..

"الأزدواجية" هي "الرضا" بقبول الخير والشر معًا في نفس واحدة، دون "مقاومة" أو "دفع" لهذا الشر أو "الصراع" الذي يُبقي أحدهما..

"الإزدواجية" تجعل النفس في تميع،وغموض، وهلامية.. تفقد معها تميزها، وطبيعتها، وقوامها..

"الإزدواجية" تعني "قبول" الخير إن وجد، و"التكيف" مع الشر حيث كان.. وهذا هو الداء العضال.

أم "التدافع" أو "الصراع" بين الخير ـ مُمثلًا هنا في الصلاة ـ والشر ـ ممثلًا هنا بالبحث عن الفتاة ـ.. هو من طبيعة النفس السوية.. التي تخوض معركتها مع الحياة، فترتقي حينًا، وتهبط حينًا آخر.. إلا أنها تظل راغبة في الصعود إلى السمو الإنساني والكمال.


صلى ...وخرج يبحث عنها.. فلم يجدها !؟

جن جنونه..

حاول الاتصال بها فلم يتمكن من جود وسيلة اتصال في مثل هذا الوقت، وفي ذلك المكان..

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 



  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05531 seconds with 11 queries