[yass]

-11-

الصباح


بعد فرح دام بضعة أيام لا غير.. استفقنا من الحلم على وقع خبطات الواقع المؤلم.. و أمامنا مهزلة قانونية جديدة في بلاد شريعة القمع المخابراتي..

رفض طلب إخلاء ميشيل كيلو المقدّم لانتهاء ثلاثة أرباع فترة محكوميته, و طلبه إعفاءه من ربع المدّة...
هذا الإمكانية متاحة لأي لص أو قوّاد أو محتال.. لكنها مرفوضة لشخص مثل ميشيل كيلو..

من المؤسف أن ينتقل النقاش من شرعية اعتقاله من عدمها (الذي هو, بحد ذاته, نقاش مخجل), إلى حقه بربع المدة أم لا.. مؤسف فعلا... و مثير للاشمئزاز

ميشيل كيلو.. حتى تنال حريتك.. تبقى حرّا في عقولنا و قلوبنا.. و تبقى كلمتك منارة لكل من رأي في الفكر طريقا يمشي عليه .. بعيدا عن أشباح القمع و خفافيش القهر...

حر أنت... رغما عنهم و عن جبروتهم... فليأخذوا ربع المدة و ليصنعوا منها خيبتهم... إن أرادوا...
و صفعة أخرى في وجه المدافعين عن النيّة الإصلاحية للحكومة السورية...


و أسفاه...




الظهر


خبر الأسبوع في سوريا..

بث لبرنامج يتضمن اعترافات من يُفترض أنهم عناصر "فتح- الإسلام" الذين قاموا بتلك العملية الارهابية القذرة و التي ذهب ضحيتها 17 مواطن سوري.

للأسف لم يتسنّ لي مشاهدة البرنامج, و لم أستطع متابعة إلا بعض المقاطع القصيرة المتفرقة الموجودة على شبكة الانترنت, لذلك لست على اطّلاع على تفاصيل الاعترافات. لكن لفت انتباهي أنهم يعترفون و كأنهم يرددون سيناريو مرتّب بعناية, أقصد أن تصرفاتهم و طريقة كلامهم لا تنطبق عمّا يمكن تصوّره عن شخص يعترف بجريمة أمام شاشات التلفزة, و هذه الجريمة ستؤدي به غالبا إلى حبل المشنقة. و كذلك لفت نظري المونتاج الفني المتقن للبرنامج.. الإضاءة الخافتة, و الكتابة الفنية التي تظهر تحت اسم كل معُترف.

لست بصدد تأكيد أو نفي مسؤولية هؤلاء الأشخاص عن العملية, بل أنني أهنئ الجهات الأمنية من كل قلبي إن كان هؤلاء هم المسؤولون عن العملية الإرهابية, و أخيرا تتحرّك جهات الأمن في مجال عملها و ليس في ملاحقة من يقول بغير التسبيح للقائد الملهم.

لكن علي أن أطرح تساؤلا أعتقد أنه منطقي: إن كان ما يقولون صحيحا, فهل هذه هي الطريقة المثلى للتحرّك؟ إن كان هناك كل هذا الكم من الأدلة ضد تيار المستقبل (و لا أستغرب أبدا وجودها) فلماذا هذه الاستعراضية بدل التحرّك القانوني؟

لست أدري لماذا أرى في هذا الاستعراض ردا على اتهامات تيار المستقبل و مهزلة الشهود المزوّرين. و للأسف فإننا نتحدّث عن مقتل 17 مواطن سوري. لذلك أدعو الجهات المعنيّة للتحرك بشكل فعّال ضد المسؤولين عن هذه الجريمة, و بدون حركات استعراضية لا داع ٍ لها.




العصر


حسب ما كان متوقّعا.. فاز أوباما

نعم.. احتفال و بهجة و فرح و سرور دار حول العالم ليعود إلى شيكاغو على وقع خطابه الانتصاري و دموع جيسي جاكسون, في صورة ستدخل حتما في ألبوم التاريخ الحديث.

نعم, فاز أوباما, فاز الـ"نعم, نستطيع"...

لا أعتقد أن الجو كان أجمل من المعتاد يوم الأربعاء الماضي, و لا كان حليب البقر أوفرا و لا حتى كان الخبز أرخص ثمنا..

لكن هناك أمل... عند الناس أمل بالعهد الجديد.. أمل بشيء جديد, و لست أدري إن كان أملا له أي سند و دعامة منطقية أم لا.. لا أعلم إن كان تعلّق الغريق بقشّة أم أن الأزمة الحالية هي القشة التي قصمت ظهر البعير...

لا أدري...

لكنني سعيد لرؤية الأمل في عيون الناس... و أتمنى من كل قلبي أن أكون مخطئا, و أن يدوم الأمل للأبد, فالأمل هو وقود الروح.. هذه التي تركناها في مرآب التشاؤم منذ فترة طويلة..

بما يخصني, يكفيني أن يعود بعلاقاته في الشرق الأوسط إلى ما كانت عليه في عهد كلينتون, لا أريد أكثر, و لا أعتقد أنه يستطيع أكثر من ذلك...

هذا ما آمل به...و لا أريد حاليا أي شيء آخر... سأترك الأمل بإصلاح رصيف شارع بيتنا في الرقة للفترة الرئاسية القادمة...




المغرب


الأسبوع القادم هناك اجتماع يقولون عنه أنه تاريخي لجماعة الـ G-20 (مجموعة الدول ذوات الاقتصاد المؤثر عالميا أو شيء من هذا القبيل) في واشنطن (مربط خيلنا)...

يفترض أنهم سوف يناقشون كيفية الخروج من الأزمة المالية الخانقة, التي تعصف بجميع أقطار العالم بدرجات متفاوتة, و التي لا لم تأت إلا من الجشع غير المحدود و السياسة الاقتصادية القائمة على السوق المتحرر من جميع القيود, حتى من قيود المنطق, مما خلق نوعا من شريعة الغاب, حيث أكل الكبير الصغير و لم يشبع منه..

و الآن لا يجد ما يأكله... فيبدأ بأكل نفسه...

و هناك من يعتقد أنهم سيخرجون بشيء ايجابي للاقتصاد العالمي, و أن الأوضاع ستتغيّر و تتحسّن و كل شيء سيتم إصلاحه في هذه القمة الكبرى.

أبشّر المتأملين بخيبة أملهم بشكل مسبق, فمجموعة الحيتان المجتمعة لن تقرر إلا الطريقة المثلى لابتزاز الشعوب, لكي يسترجع المصرفيّون الأوباش المال الذي خسروه بسبب انعدام أخلاقهم. و أي اجتماع من أي نوع آخر سيكون أكثر نفعا للاقتصاد العالمي من هذا الاجتماع التافه. حتى لو كان اجتماعا على "برتيّة طرنيب أو تركس".. و خاصة إن كان هناك رهان على عشاء...




الليل


بالأمس لم أكن عاقلا و مطيعا...

رغم توبيخك.. و تحذيرك لي بعدم الجري تحت مطر اليأس.. فقد تزحلقت و وقعت في بركة وحل التشاؤم, و وسّخت ثيابي.

مسحتِ دموع الطفل الذي وقع على الأرض و جرحت ركبته.. و اشتريتِ لي قطعة حلوى لأكف عن البكاء...

بعدها قررتِ لي عقوبة مثالية على عصياني أوامرك... و كانت عقوبة أشكرك عليها شكرا جزيلا... سيدتي

فقد كان قرارك بأن أكتب ألف مرة... على سبّورة أحلامي : "غدا سيكون جميلا حتما"

أفضل عقوبة... و أجمل علاج...



Yass