عرض مشاركة واحدة
قديم 15/08/2008   #1
شب و شيخ الشباب VivaSyria
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ VivaSyria
VivaSyria is offline
 
نورنا ب:
Jun 2008
المطرح:
في وطن تعب الناس فيه من الدعاء إلى الله
مشاركات:
2,166

افتراضي لماذا يكره الاسلاميون العلمانية...


يكره الإسلاميون العلمانية كرههم للعمى، لأنها ببساطة تحرمهم من السيطرة التي يتمتعون بها حاليا على عقول البسطاء من الناس. هم لا يكرهون العلمانية لانها معادية للإسلام، فهي بالتأكيد ليست كذلك، ولكن لأنها تجعلهم مجرد جماعة من المسلمين وليس المسلمين كلهم أو الإسلام كله. عدا أنها تبعد عنهم ضروع المجتمع والدولة التي يحلبون منها ليل نهار.
وهذا صراع قديم بين رجال الدين وبين رجال الدولة المدنية الحديثة. أوروبا خاضت هذا الصراع من قبل وانتصرت والعالم الإسلامي يخوضه اليوم، وستنتصر العلمانية فيه أيضا. ولا غرابة في ذلك فالدولة الحديثة لا تقوم على أسس الدين وإنما على أساس المواطنة. لان الدولة هي حاصل مجموع مواطنيها وليس مجموع المتدينين فيها.
الدولة هي نتاج عقد مكتوب (دستور) بين المواطنين، بينما الدين هو نتاج عقد (غير مكتوب) بين المؤمن ومن يعتقد فيه.

الدين قضية تتعلق بالإيمان والخضوع والتسليم للمطلق، بينما المواطنة تتعلق باحترام العقد والقانون وهو نسبي.
الدولة تدين بوجودها إلى جميع المواطنين (وهم في العادة ينتمون لمختلف الأديان والعقائد والأفكار أو لا ينتمون إلى أي منها)، بينما الدين لا يدين بوجوده سوى لمن يؤمنون به.
الدولة بطبيعتها يفترض أن تكون محايدة بين جميع من ينتسبون إليها، بينما الدين يفضل المنتسبين إليه ويصطفيهم دون باقي البشر.
إذن الدولة والدين هما فضاءان مختلفان، من حيث الجوهر والتبعات. ومن يريد أن يخضع أحدهما للآخر، إنما يريد بطرق شريرة استعباد الإنسان.
لكن السؤال هو: هل تقلل العلمانية من تديّن الناس أو تزيده؟
الإجابة في الحالتين هي كلا. والسبب لأن العلمانية ليست ضد الدين ولا شأن لها به تقريبا. كل ما تفعله العلمانية هو أن تجعل الدولة على مسافة متساوية من جميع الأديان وأتباعها، لأنها (أي الدولة) كما أسلفنا محايدة تجاه الجميع فيما خص العقائد والاعتقادات.
وفي النظام العلماني يفقد رجل الدين مكانته التي اكتسبها عبر العصور في السيطرة والتحكم في مصائر الناس باسم الدين، بينما لا يفقد الدين أي شيء. ولذلك يكره رجال الدين العلمانية، ليس لأنها تسيء للدين كما يدعون، ولكن لأنها تجردهم من هذه المكانة.

وفي العادة لا يعارض العلمانية المؤمنون الحقيقيون من الناس من جميع الأديان (لأن إيمانهم لا يتأثر بها سلبا أو إيجابا) ولكن يعارضها رجال الدين أو من في حكمهم أو تابعيهم وخصوصا الواقعين تحت تأثير دعاياتهم.
ولا يقتصر ذلك على العالم الإسلامي فحسب، فحتى في الغرب (بالنسبة للمسيحيين واليهود)، لا يزال بعض رجال الدين (رغم أنهم أقلية) يحلمون بالعودة السلطة القديمة التي كانوا يتمتعون بها يوما ما، ويودون لو وجدوا طريقة لاستعادتها، ولذلك تراهم دائما يصبون جام غضبهم على العلمانية والدولة المدنية في الأزمات التي تمر بالمجتمع.
لسوء حظهم ولحسن حظ الناس أنه لاسبيل لتحقيق تلك العودة في العصر الحديث على الأقل.
أما في العالم الإسلامي فالأمر السائد كما هو معروف أن رجل الدين يسيطر على الفضائين العام والخاص، فهو يصدر الفتاوى ويدلي في جميع الأمور الخاصة والعامة من السياسة إلى الاقتصاد. هو من يحدد أن ما إذا كان يجوز أن يموت الناس "جهادا وانتحارا"، وهو الذي يوفر "الغطاء الشرعي" أو يمنعه عنهم لممارسة السياسة.

وهو يحدد كيف يجامع الإنسان وماذا يشرب وكيف يأكل ومع من يأكل وماذا يأكل، وأي البرامج التي يشاهدها في التلفزيون وهل عليه أن يذهب للسياحة في الغرب أم الشرق، هل يحق له أن يشاهد الاولمبياد في التلفزيون أم يعتبرها صنيعة إبليس؟
بل أن تدخل رجل الدين يمتد إلى مجالات لم يصلها أحد من قبل، ولم تخطر على عقل بشر أو حيوان (أنظر صفحات الفتاوى في المواقع الدينية على الانترنيت).
هذه السلطة المطلقة التي يتمتع بها رجل الدين في العالم الإسلامي، تجعل منه عدوا لدودا للعلمانية، ولكل ما من شأنه أن يدفع بالمجتمع والمواطنين فيه إلى التحرر من قيوده، أو السباحة خارج نطاق سيطرته أوالتفكير بمعزل عنه. وهو ضد التنوير وضد الثقافة والفكر، ما لم تكن بتوجيه أو توصية منه.

إن رجل الدين في العالم الإسلامي (في الغالب)، هو كائن طفيلي غريب، يعتاش على جهل الناس ويعمل بدأب على تعمية عقولهم وقلوبهم وتخريب ذوقهم.
طبعا الذي سمح لرجل الدين المسلم بأن يمد صلاحياته المطلقة على هذا النحو هو رجل السياسة أو الدولة، الذي يستأجر من حين لآخر نفوذ وتأثير رجل الدين على الناس مقابل مصالح دنيوية، وفي غالب الأحيان يجمعهما حلف (غير مقدس) يسمح لهما معا بالسيطرة على العامة.
لذلك فإن الشرط الأول والأساسي لأي إصلاح في العالم العربي، يقتضي تقييد صلاحيات رجل الدين وإعادة تعريف وتحديد دوره في المجتمع، وبالمثل العمل مع رجل السياسة أو الدولة .. وهذا هو جوهر العلمانية.

الحرية لكل أسرى الحرية في سوريا...


العربي الذي لايجرأ من الذل والخوف على رفع رأسه لرؤية القمر !!!

كيف سينتصر على غزاة القمر؟؟!!
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04144 seconds with 11 queries