عرض مشاركة واحدة
قديم 11/10/2009   #15
post[field7] سعد هياجنة
مسجّل
-- اخ طازة --
 
الصورة الرمزية لـ سعد هياجنة
سعد هياجنة is offline
 
نورنا ب:
Oct 2009
مشاركات:
13

افتراضي


الفقرة الرابعة عشرة:
" وركب أبو فيّاض الباص وبرفقته سلة ملأى بالكرز الأحمر ذي الحبّات الناضجة البرّاقة "
" ولَمَّا أوشكت شمس الضيعة أن تأفَلَ، بلغ سمعَنَا بوقُ الباص العائد من دمشق، فتراكضنا إلى ساحة الضيعة.
أتى الباص، ونزل منه أبو فياض عابس الوجه، واجماً، وكانت إحدى يديه ما زالت تحمل سلّة الكرز.
تصايحنا بدهشة:
" لماذا لم تعط عمر سلّة الكرز ؟".
" ألَمْ تقابله ؟".
" ماذا قال لك ؟".
ظلّ أبو فياض ساكتاً كأنه أصمّ، ووضَعَ سلّة الكرز على الأرض، وتكلّم بصوت أجَشّ، فقال للصغار:" تعالَوا وكلوا الكرز، وعندما تكبرون لا تنسوا طعمَهُ ".
ثمّ مشى متّجهاً إلى بيته، فاعترضنا طريقه، وقلنا له:" تكلّم، وخبرنا بما حدث ".
قال أبو فيّاض:" عمر مات ":
فزعلنا كأن أمّنا قد ماتت، بينما عاودَ أبو فياض السير وقد ازداد ظهره انحناء.
[IMG]file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG] المفردات:
1. برفقته: ( رَفُق ) صحبة ( المصدر: رَفاقة ) وهو رفيق وجمعها رُفَقَاء.
2. تأفل: ( أفَل )غاب.
3. عابس: ( عَبَسَ ) تجهّم وكشّر.
4. واجما: ( وَجَمَ ) سكتَ لغضب أو جزن أو عجب.
5. أجشّ: ( جَشّ ) صوت فيه بُحّة وشدّة ( صفة مشبهة وتُجمع على: جُشٌّ )



[IMG]file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG] الشرح:
وأخيراً عاد أبو فياض من دمشق، دون أن يقابل عمر الوزير، أو يعطيه سلّة الكرز أو يشكو له حالهم، عاد أبو فياض عابس الوجه حزيناً.
سأله أهل الضيعة الذين تجمعوا حوله أسئلة، أجابهم بالصمت والسكوت ( الصمت هنا أبلغ من أي كلام ). نادى الصغار وطلب منهم أن يأكلوا الكرز، فهم:
1. أوْلى وأحقّ به من عمر الوزير.
2. وعليهم ألا ينسوا طعمه ( ما يرمز له الكرز من لون أو مبادئ وقِيَم ).
3. أمَل المستقبل وأمل أهل الضيعة في التخلص من الآغا وظلمه.
أجابهم بعبارة واحدة ( عمر مات )، يبدو أن أهل الضيعة لم يفهموا المقصود فزعلوا وحزنوا ظنّاً منهم أنه مات حقاً. بينما ابتعد عنهم أبو فياض وقد ازداد ظهره انحناء: حزناً وأسى وحسرة، وزاد ثقل ظهره همّاً.

[IMG]file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif[/IMG] الدلالات:
ü " وعندما تكبرون لا تنسوا طعمَهُ ". أي كلوا من خير الضيعة ولا تنسوا مبادئكم وأفكاركم كما نسيها عمر وقد تنكّر لها. والتّغيير يبدأ من أهل الضيعة أنفسهم ( التّغيير من الداخل )
ü " وقد ازداد ظهره انحناء ": دلالة عن همّ أبي فياض الذي ازداد، وقد انكسر قلبه وفَقَدَ الأملَ في التحرر من ظلم الآغا.

الخاتمة:
سمّى الكاتب قصته بـ ( الكرز المنسيّ ) أي الكرز الذي كان عمر المعلم يحبه، وقد رمّزه بتعب وجهد أهل الضيعة، ولون دمهم الذي ينزف تعباً ومشقّة على أرضهم، ويجنيه الآغا تسلّطاً وتجبّراً.
ولكن بعد أن صار عمر المعلم عمر الوزير تناسى مبادئه وأفكاره وطعم الكرز ورمز ودلالاته، فتناسى ما كان ينادي به أيام كان عمر المعلم فصار هو الآغا الجديد ( عنوان آخر للقصة مُقترح: الآغا الجديد )




سِمات القصة الفنية: ( ركّز على أوّل سبع نقاط )
1. القدرة على استعمال مفردات اللغة بشكل كبير .
2. استخدام الصور الفنية والرموز المثيرة مما يجعل القارئ يشعر بأنه في عالم من الأساطير مع أنها صور من عالمه اليومي
3. استخدام أسلوبي: السرد والحوار للكشف عن شخوص قصته وأحداثها .
4. يوظف المحسوسات لرسم لوحته السردية كالصوت واللون .
5. تكثيف العبارة والإكثار من استخدام التشبيه البليغ .
6. الإكثار من الإيحاءات التراثية كالأمثال والمأثورات الشعبية .
7. لغته مليئة بالحدة والتوتر مما يعكس نفسية الأبطال المهزومين
8. استخدام أسلوب القطع الزمني، إذ بدأت القصة بحدث ثمّ صار الكاتب يسرد علينا ما يوضّح لنا هذا الحدث، نحو قوله:" وقال لنا عمر قبل أن يصعد إلى الباص ". تَمّ هذا الحدث والموقف بعد كثير من الأحداث والمواقف. ولم يوضّح لنا الكاتب ( الراوي ) ما حدث مع أبي فياض في دمشق إلى أن رجع.
9. كثرة الدلالات والكنايات. ( الكناية: جملة أو عبارة توحي لك بمعنى غامض مخفيّ لا يدلّك عليه ظاهر الكلام واللفظ ).
10. كثرة الحوار على حساب السّرد.
11. وضوح العبارات وبساطة الألفاظ.
12. سهولة اللغة وتداولها وشيوعها بين عامة الناس مع فصاحتها وسلامتها.
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.06322 seconds with 11 queries