حوار، مشروع موسيقي مميز لمجموعة تتألف من ستة من الموسيقيين السوريين الشبان الموهوبين، ولعل اسم هذه المجموعة الشابة "حوار" أصدق تعبيرٍ عن فكرتهم، محاولين بموسيقاهم إيجاد نوع من التواصل الحضاري والإنساني متجاوزين كل حواجز الخلافات الثقافية، وتقديم مفاهيم موسيقية جديدة من خلال جدلٍ موسيقيٍ مميز بين شخصياتٍ موسيقيةٍ مختلفة (كلارينيت، عود، غناء سوبرانو، كونترباص، إيقاع، درامز) تربطهم فلسفة موسيقية واحدة، فتتحاور كل شخصية مع الأخرى وتتنافر معها، لا كما اعتدنا في الموسيقى العربية على وجود مغنٍ تصتف خلفه مجموعة من الموسيقين.. بدء المشروع عام 2003 مع أولى حفلات الفرقة في كنيسة الزيتون التاريخية بدمشق، حيث لاقت نجاحاً باهراً وسط جمهور زاد عن 1500 متفرج، هذا ما أتاح للفرقة فرصة لإقامة حفلة أخرى على مسرح الجامعة الأمريكية ببيروت. المحطة الأهم في مشوار الفرقة كانت جولتها في الولايات المتحدة الأمريكية في شهري شباط وأذار 2004 برعاية السفارة السورية بواشنطن، حيث قدمت حفلاتها في عشر ولايات أمريكية وعلى أهم المسارح في أميركا كمسرحي كينيدي ومعهد (MIT) ولاقت الجولة نجاحاً مبهراً بين الجمهور الأميركي. كما قدمت الفرقة العديد من الحفلات الناجحة في مدينة كولن بألمانيا، وفي لندن، وفي قصر العظم بدمشق.. وتمكنت فرقة حوارالتي تتكون من (كنان العظمة: كلارينيت وتأليف - عصام رافع: عود وتأليف - ديما أورشو: غناء سوبرانو - بادي رافع: إيقاع - سيمون مريش: درامز - خالد عمران: كونترباص) من اطلاق أول ألبوماتها ، تم اطلاق الألبوم في بيروت على مسرح الجامعة اليسوعية في 12 كانون الثاني 2005، تلاه حفل لاطلاق الألبوم في دمشق على مسرح دار الأسد للثقافة والفنون في 16 كانون الثاني 2005. وقد لاقى الألبوم نجاحاً ملفتاً وبيعت العديد من النسخ الأصلية للألبوم في حفلات الإصدار تحت شعار (شجع الفن السوري.. اشتري النسخة الأصلية). يتألف الألبوم الأول لفرقة حوار من 8 مقطوعات موسيقية كانت قد عزفتها الفرقة في حفلاتها السابقة في مدن متعددة من العالم: 1 - رحيل (تأليف: عصام رافع) 2 - مساء (تأليف: كنان العظمة) 3 - مشروع (عصام رافع) 4 - ثرثرة (تأليف: عصام رافع) 5 - رقصة (تأليف: غانم حداد) 6 - صلاة (تأليف: كنان العظمة ومهداة إلى إدوارد سعيد) 7 - طقوس (تأليف: كنان العظمة) 8 - حبر (تأليف: كنان العظمة)..
من الصعب تصنيف موسيقى حوار ضمن قالب أو نوع موسيقي محدد، فهي تجمع بين مؤثرات موسيقية متباينة الأصول والجذور وذلك من خلال أسلوب حديث ومميز يقوم على دمج أنواع وتقاليد موسيقية مختلفة ومتنوعة من الموسيقا الشرقية إلى موسيقا الجاز إلى السكات والأوبرا والموسيقا الكلاسيكية، هذا ما يعطي الفرقة تميزاً وتفرداً. إنّ فرقة "حوار" هي تجمّع لمجموعة من الموسيقين السوريين الشباب المميزين، فعازف الكلارينيت كنان العظمة يعتبر من أهم الموسيقين الذين قدمتهم سورية والوطن العربي في الآونة الأخيرة، حيث أنّ كنان العظمة هو العربي الأول والسوري الوحيد الذي تمكن من الفوز بجائزة نيقولاي روبنشتاين الدولية في موسكو عام 1997. وتتميز تجربة كنان العظمة الموسيقية بالغنى والتنوع، فإضافة إلى تميزه بالموسيقى الكلاسيكية حيث عزف بقيادة أشهر الموسيقين مع أهم الفرق السيمفونية على أهم المسارح في العالم، يمتلك كنان العظمة تجارب مميزة وهامة كتجربته المميزة مع رامي خليفة، اضافة لكونه عضو في فرقة كلنا سوا وفرقة Neolexica التي بدأها مع الرسام السوري كيفورك مراد في النيورك، تخرج كنان العظمة من جامعة جوليارد الشهيرة بنيورك بدرجة ماجستير، ويحضر حالياً لدرجة الدكتوراة في جامعة النيورك، وهو عضو في أسرة التدريس في مركز آبل هيل لموسيقى الحجرة في نيو هامبشير. أما عازف العود عصام رافع فقد كان الشريك الأول لكنان العظمة في بدء مشروع حوار، وحصل عصام رافع على جوائز عربية وعالمية هامة، وهو حالياً رئيس قسم الموسيقا العربية في المعهد العالي للموسيقا بدمشق وقائد فرقة الموسيقا العربية التابعة للمعهد العالي. وتأتي ديما أورشو مغنية السوبرانو ضمن أكثر أعضاء الفرقة تميزاُ، فديما تعتبر من أميز وأشهر مغنيات السوبرانو في سوريا، لديها العديد من التجارب الهامة في الجاز والأوبرا. وكذلك الحال بالنسبة لكل من سيمون مريش على الدرامز وبادي رافع على الإيقاع وخالدعمران على الكونترباص، فجميعهم خريجو الفرقة السيمفونية السورية.
وهكذا تأتي تجربة حوار كمشروع موسيقي هام يستحق الاطلاع، يحمل أبعاداً سياسية واجتماعية بقدر ما يحمل من أبعاد موسيقية وإبداعية، في عصر نحن فيه بأمس الحاجة لفن راق ولتواصل ثقافي يزيد العالم تقارباً وانفتاحاً على الآخر.