[اسبيرانزا]

فى الطريق كانت المركبات تحمل فلسفتها الخاصة,,فالدراجات ما زالت تستحى ان تسبق مرسيدس واللورى يفرض نفسه فرضا على الساحة ,,
اما التاكسى يعيش حالة حاصة مع نفسه ,,خليط من التبختر والاعتزاز بحداثيته وفرنجته ...اشعرنى انه عن قريب سيعمل مترجم انجليزى مثلا
فوق هذا المشهد كتبت بخيالى عنوان على الهواء ( طبقية على الرصيف العام ) !!!

بعث الله لى مدد ليحمينى من الحر ,,,شمسية روز تحملها صديقة قديمة بالمدرسة...سلمت علىّ واخذت تغطينى من الشمس وتعجل نفسها احيانا عرضة للهيب مقتحم

ليلى ...اصبحت مدرسة ....تعانى ... عادى ....جائها خاطب ...عادى جدا....تفكر فى رفضه
لم احاول ان اقتحم عالمها لاعرف الاسباب
اعترفت من نفسها
((مدرس ....وهيفضل طول عمروا مدرس ...لا تطور مهنى ...لا طموح ....شئ ممل ...صح يا ايمان )
اعجبتنى وجهة النظر ,,وسألتها ( هل تكملى دراسات عليا يا لولة )
_ لا
_حسنا , بماذا تطمحين على المستوى المهنى ؟
_ لا شئ,, انا مدرسة واقنع بهذا
_ ولماذا لا تطمحين على المستوى المهنى كما تتمنين فى شريك حياتك؟
_ انا ست
_ بمعنى؟
الرجل لابد ان يكون طموح وفى تطور دائم ,,اما الست لن يفرق معها اى تطور ,,الزوج هو الاهم
_ تمتمت ( سلبية المرأة التى ستوصلها الى الحضيض )

جال بخاطرى ان اقول لها ان الرجل الطموح لا يامل فى غير امرأة طموحه مثله,,لكنها قطعت تكدس افكر كادت تستوحش وقالت
_ اما زلت تهتمين بقضية المرأة ؟
_ كنت
_ احسن ...هى محض هراطقات ..كلام يقولنه النساء اللاتى لا يجد شئ حقيقى يشغل حياتهن ,,,صدقينى بمجرد ان يتزوجن تتبخر هذه الافكار
_ جائز ,,عزيزتى انا لم اترك قضية المرأة ,, انا فقط ضيقت الدائرة ,,,انشغل بها على المستوى الشخصى,,( كل شخص معلق من عرقوبه,,,لن استطيع ان اذيب سلبية تجذرت وتحجرت بقاع المرأة واستبنت فيها شعاب مرجانية عنيدة ...ستتحطم سفينتى لا محالة,,,سابنى لنفسى اسطولا صامدا اولا بعدها قد افكر فى توسيع الدائرة
ليلى . لا تتعجلى فى الرفض خذى وقتك بدراسة شخصية الخاطب وبدراسة مستقبلك وطموحك
ردت على الجزء الاول من كلامى وتجاهلت الباقى
_ انا فعلا اتمهل ...انا ذاهبة الان للاب مرقص لارى هل سيوافق عليه ام لا
اندهشت , وما دخل الاب مرقص فى الموضوع ,,,هل رجال الدين مكلفين ان يأخذوا لنا قراراتنا؟

وصلنا الحى العتيق ,,دخلت ليلى الى الكنيسة بعد عناق حار لكنه اثلج الصدر وخفف من حر طويل
وسبحت انا فى صمتى وافكارى بداخل الحى المهيب !

( يتبع )