عرض مشاركة واحدة
قديم 30/08/2009   #5
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


6/ الملائكة
الجيران والباعة بسوق النوبة، و زبائنهم الكثيرون، الأطفال العائدون من المدارس، المتسكعون بالشوارع، جزارو سوق النوبة، أصحاب الكوارى، كمال زكريا، السكارى الذين كانوا بالكنابي المجاورة، و كمبو كديس، الصادق حسين باباكر في صحبته عشرين من عمال الكمائن، علي رمرم، غادة الجميلة، كلبان، الأطفال و الشباب الذين يلعبون الكُرة في الخور الكبير، نجلاء عثمان صديقة آمنة الوحيدة و رفيقة ضلالاتها. امتلأ الحُوش الصغير بهم، أولاً أطفأوا النار من تحت البرميل الكبير، تولى جبرين الجزار، حمدو العسكرى، زكريا و حاج عثمان إلقاء البرميل علي الأرض و دفق محتوياته، ثُم هَمْ المحسنون بتحرير الأشياء من العجينة الضخمة: أحذية الأطفال، البطانية القديمة العجوز، الملاءات، آنية الصيني التي اشترتها بعرق دمها من سنوات مضت، حِبال جوال السكر البلاستيكية، الملابس الداخلية، الكبابي، شظايا زجاج دولاب العفش القديم الذى كانت دائما ما تفتخر به، كراسات المدارس القديمة، ما تبقي من معاش سُماعين، ألفان من الجنيهات وُجِدَا معاً وسط الكعكة العظيمة، جرادل المياه، آنية رمضان و مسبحتها، صابون الغسيل، عطر آمنة الذى رفضته، توب الجيران، قُفْة الكُجُور، و طواطم الأسبار.
كانت كعكة، لم يرِ أحد أكبر منها في حياته، تعوم في الزيت السمسم و يفوح منها عطر السيد علي الميرغني، بطعم السُكر و ما تبقي من ملح و كَوَلْ و لبن بدرة ماركة الكفين المتصافحين.
بينما كان الناس مشغولون بتفكيك الكعكة... طفلاها و ابنتها يصرخون، كانت هي ساكنة ، علي شفتيها ابتسامة رضاء عظيمة بلهاء وهي ترقب الملائكة يلتهمون كعكتها الطازجة، أحتفاءاً بِعُرسْ الشهيدة: التي كانت هي نفسها.
عبدالعزيزبركة ساكن
الخرطوم

شُذَّ، شُذَّ بكل قواك عن القاعدة
لا تضع نجمتين على لفظة واحدة
وضع الهامشيّ إلى جانب الجوهريّ
لتكتمل النشوة الصاعدة
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03535 seconds with 11 queries