عليي الطلاق بالتلاتة
هذا الصباح كان الأجمل من كل الصباحات التي عشتها في هذا المنفى اللعين , لا أعرف مالذي دفع إلى ذاكرتي صباحاً بارداً من صباحات دمشق , هل هو تلك النسمة الباردة اللاسعة التي تحرك الشعور والأحاسيس , وكأني أنحدر صباحي من رأس قاسيون , مستندا على جدران البيوت المتعربشة بالصخور وهي تسافر نحو الشمس
شريط ممتع من الذكريات أيقظتها تلك النسمة الباردة ولم يوقف هذه الموسيقا العذبة إلا صوت الرجل الأجش وهو يحلف اليمين بطلاق زوجته
نظرت إليه كالعاقلين (كونو أنا مجنون)قلّبت الأمر بعقلي , "ما رح تظبط معك ,أمل مافي " قلت مخاطبا نفسي
ما ذنب زوجته الموجودة الآن في مصر لتصبح مطلقة من أجل أمر ربما كان تافها مقارنة بمستقبل أسرة كاملة
وكان الرجل أو الرّجال , نعم رجّال ونصف , من يملك الحق بطلااق زوجته بهذه السهولة ويدمر أسرة بشربة بنزين
لسبب وجوده أكثر وأرخص من الماء . كان قد أقسم بالطلاق على زوجته وتشريد أولاده إن لم أشرب علبة البيبسي
وأنا لست مقاطعا لأمريكاً برفضي لشرب البيبسي ولكنني لم أشؤبها من مبدأ ممارسة حقي الخاص وخصوصيتي
ولكن دفاعي عن خصوصيتي سيؤدي إلى جريمة بشعة بتطليق زوجته , نظر إلي زميلي المصري بعينين تستغيثان
فتحت العلبة ورفعتها موشكا أن أقول له كأس زوجتك وأولادك الذين نفيت نفسك من أجلهم لتقضي حياتك تحت الشمس اللاهبة , وتريد تمزيقهم برفة عين
وتداخلت الخصوصيات وفتحت العلبة وابتسمت عائداً إلى جنوني
أنا الآن لا أخشى الإله مطلقا. ربما يعود ذلك إلى أنني نفذت تعاليمه. لا أخاف الموت لأنه لا يساوي شيئاً. وكما أنني لا أساوي شيئا بدوري، فأنا لا أخشى أخطر عناصر الطبيعة، مهما فعلت، وحتى إذ جاء ذنب مذنب ليضربنا ويحولنا إلى سلاطة طماطم، فأنا أضحك
|