عرض مشاركة واحدة
قديم 13/08/2008   #3
شب و شيخ الشباب phoenixbird
عضو
 
الصورة الرمزية لـ phoenixbird
phoenixbird is offline
 
نورنا ب:
Sep 2006
المطرح:
بالاستديو
مشاركات:
3,019

افتراضي


الشباب وحق الترشيح والانتخاب...من أدار ظهره للآخر؟


شبابلك تحاور أعضاء مجلس الشعب المنتهية ولايته



موريس عائق - رشا فائق

-

"هل تستطيع أن تذكر أسماء عشرة من أعضاء البرلمان السوري؟
يمكنني ببساطة أن أعد أكثر من عشرين ...لكن من البرلمان اللبناني!!"
تبدو تلك النكتة ظريفة لو ظلت في إطار (النكتة) لكن ماذا لو كانت نكتة واقعية جداً، بل ماذا لو كان الواقع أقسى منها بكثير؟! فمن بين عشرات الشبان الذين سألناهم لم نجد أحداً أكمل العد إلى العشرة! وأكثر من ذلك فالقسم الأكبر ممن سألناهم لم يكملوا العد لخمسة حتى! وذلك بعد نهاية دور تشريعي كامل استمر 4 سنوات، احتضن فيه المجلس 250 عضواً... والمؤلم أكثر أن الشقّ الثاني من النكتة صحيح أيضاً، فوسطياً استطاع كل شاب أو فتاة سألناهما عن أعضاء البرلمان اللبناني أن يذكر ضعف الأسماء التي ذكرها للسوريين.
هل يصلح هذا المدخل ليعبر عن حقيقة تعاطي الشباب السوري مع المؤسسة التشريعية؟!

واقع واقعي جداً
يحق للشاب السوري، بحسب الدستور والقوانين النافذة، أن يشارك بانتخاب أعضاء مجلس الشعب ما إن يبلغ 18 سنة من عمره، ويحق له أن يرشح نفسه أيضاً ما إن يبلغ الـ25. وهذان الحقان من حقوقه السياسية الأساسية (كمواطن) وبالتالي فإن تعاطي الشباب مع هذين الحقين يعكس جزءاً لا يستهان به من واقع مواطنتهم في شقها السياسي.
(ما الفائدة؟!) هو الجواب الذي غلب على لسان الشباب حين نسألهم عن ممارستهم لـ (حقهم) في الانتخاب. ومن يستفسر من الشباب يعرف أن جوابهم الاستنكاري هذا لا يحمل أي مدلول نفعي قصير النظر، بل يستنتج أن الجواب بني على صورة نمطية كونتها-وبتراكم طويل- التجربة الاجتماعية للشباب مما عايشوه ومما عايشه غيرهم ونقله إليهم. وتلك الصورة النمطية التي كوّنها الشاب عن الانتخابات النيابية وعن أعضاء مجلس الشعب، تتمظهر في عبارة يكررونها كثيراً تقول (لا فائدة من الانتخاب). وتلك العبارة تبرر في اتجاهين، الأول حين يقول لك أحد الشبان (من سينجح سينجح، حتى دون أن أنتخبه) والثاني يظهر في جواب آخر (حتى إن انتخبته ونجح، سيدير ظهره لي ولكل من انتخبوه، إما لأنه لا يريد أن يقدم شيئاً لهم أو لأنه يريد ولا يستطيع).
وهذه الأحكام المبنية على صورة نمطية، مقبولة وقابلة للتصديق عند الشباب أكثر من النظرة الوردية التي تحاول إقناعهم، ولو عبر عشرات الشعارات الدعائية، بأن صوتهم له معنى وله قيمة. فهل واقع الشباب هذا يشكل عزوفاً عن ممارسة جزء من حقوقهم المواطنية؟ أم هو عزوف عن السياسة بمجملها؟
يقول د. جورج جبور: "يبقى الشاب السوري مسيّساً أكثر من شباب كثير من الدول العربية وحتى الغربية، فقبل بضعة أيام قرأت مقالاً في صحيفة اللموند الفرنسية حول المخاوف الكبيرة في الأوساط الفرنسية من إحجام الشباب الفرنسي عن المشاركة في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، إذاً ظاهرة عدم اشتغال الشباب بالسياسة وضعف اهتمامهم بممارسة حقوقهم السياسية ظاهرة موجودة في فرنسا وهي موجودة عندنا ولكنني أعتقد أنها موجودة عندنا بنسبة أقل نظراً لطبيعة المنطقة التي نعيش فيها".
ويوضح الدكتور جبور،عضو مجلس الشعب: "بالطبع هناك أيضا فارق بين الأجيال، فجيلنا كان أكثر اهتماماً ومشاركة بالحياة السياسية من جيل اليوم الذي أزعم أن الكثير من وسائل الإعلام تضلله وتأخذه بعيداً عن معرفة حقوقه وممارستها. الدستور السوري فيه نصوص هامة عن الحريات وما يجاورها من حقوق وواجبات عامة، هذه النصوص منبثقة من فكر البعث وفكر شركائه. لكني أعتقد أن ما يهم الشباب اليوم ليس البحث في مفهوم الحرية وإنما هو التعرّف على ما وصلنا إليه من حريات دستورية والتوصل إلى آليات لتنفيذ ما بلغناه نظرياً في مجال تلك الحريات".

المشكلة في الشباب أم في المجلس؟
"المشكلة تكمن في تقاعس الكثيرين منا عن ممارسة حقهم سواء من خلال الترشيح أو الانتخاب. خاصة أن الكثيرين لا يمتلكون معرفة حقيقية بدور ومهام مجلس الشعب. إن مجلس الشعب مؤسسة تشريعية تضع القوانين التي من شأنها خدمة المواطن وتحسين ظروف حياته بمختلف جوانبها، ومن هنا تأتي أهمية مشاركة الناس في الانتخابات على الصعيدين (ترشيح وانتخاب) لتحقيق تمثيل حقيقي لكافة فئات الشعب". هكذا على الأقل رأت السيدة ازدهار معتوق عضو مجلس الشعب...
وتضيف السيدة معتوق: "أعتقد أن الشباب بحاجة إلى توجيه أكثر لتعزيز مشاركتهم بالقضايا الوطنية، كم نسبة المشاهدة للتلفزيون العربي السوري مقارنة بمشاهدة الفضائيات الغنائية؟ وكم نسبة المتابعين للأخبار المحلية؟ لابد من العمل على زيادة التوعية لمعرفة طبيعة عمل المجلس وما هي نشاطاته وإنجازاته التي تصب في النهاية لصالح المواطن والمواطن".
أما د.مي مهايني، زوجة وأم وطبيبة وإحدى أصغر عضوات مجلس الشعب سناً فتعتقد أن سبب وجود نظرة سلبية تجاه فعالية المجلس ودور أعضاءه له أسباب عديدة تؤثر بطريقة سلبية في مشاركة الشباب بالانتخابات، وترى أن الإعلام يلعب دوراً في عدم نقل صورة كافية وواضحة عن جلسات المجلس وما يدور في داخله؛ "إذ يكتفي فقط بتقديم صورة عامة عريضة لا تبرز عمل الأعضاء بالطريقة الحقيقية، كما أعتقد بوجود تقصير من جانب الناخبين الذي لا يقومون بمتابعة أعمال مرشحيهم بعد نجاحهم في المجلس. وهنا أدعو كل ناخب ليس فقط إلى التفكير المتأني لاختيار المرشح الأفضل الذي يمثل طموحاته وإنما أيضا إلى متابعة المرشح في حال نجاحه ومتابعة كيفية تطبيق المرشح لبرنامجه الانتخابي مع تقديم مقترحات وآراء له بصورة مستمرة بحيث يبقى العضو على تواصل مع المواطنين والعكس صحيح".
وتضيف مهايني: "المجلس صورة عن المجتمع الذي يمثله، هناك أعضاء من كبار السن وهناك شباب ونساء، شرائح متنوعة وطبقات مختلفة وجميعهم يمثلون شريحة ما خارج المجلس وبقدر ما تكون الشريحة فاعلة في الخارج بقدر ما يكون المرشح المنتخب فاعل داخل المجلس".

لا توجد ثقافة برلمانية لدى شبابنا...
يرى الأستاذ خالد عبود، من الجيل الشاب داخل مجلس الشعب في دورته المنتهية، أن الثقافة البرلمانية غائبة عن شبابنا لذلك نرى أشكال العزوف والابتعاد عن المجلس وعن الانتخابات لدى بعض الشباب. وقال: "عندما ما أتيت إلى البرلمان فوجئت أن الثقافة البرلمانية تكاد تلامس الصفر، فهي ثقافة غائبة وهناك وعي شبابي غائب، لدي أنا أولاً عندما كنت خارج البرلمان. لكني وجدت أن هناك عرف برلماني رائع في سورية وهناك نظام داخلي لدى المجلس لا يستطيع إنسان واحد أن يتخطاه، وهناك هامش دستوري وسلطات دستورية واسعة ورائعة لدى المجلس، لكن ما الذي يحصل بالضبط؟ الحاصل أن شبابنا ومواطننا عموماً يكاد لا يعرف شيئاً عما يحدث في البرلمان علماً أن فعل البرلمان وإمكانية فعل البرلمان هي إمكانية عالية تضمنه القوانين ويضمنه الدستور والنظام الداخلي في البرلمان. لكن الحاصل أنه لا توجد أدوات وأساليب لتسويق هذه الثقافة ولتصديرها باتجاه الشارع".
وحين سألنا الأستاذ عبود عمن يتحمل مسؤولية هذه التوعية قال: " أحمّل معظم وسائل الإعلام ووزارة الثقافة وأحمل كل الوزارات مسؤولية أنها لم تستطع أن تقدم هذه الثقافة للشارع وللمواطن في سورية وعندما تتحدث له عما يحصل في البرلمان يظن أنك تتحدث عن دولة غير دولته ويسألك هل البرلمان موجود!؟".
ويضيف الأستاذ عبود "أنا لا أحمل شبابنا هذه المسؤولية بقدر ما أحمل الروافع الرئيسية لتصدير هذه الثقافة، ودعوني لا أبرئ أعضاء المجلس أنفسهم وأنا هنا لا أجمل لكن أتحدث أولاً عن نفسي، وأقول بأننا لم نستطع أن نسوق هذه الثقافة وهنا التسويق بالمعنى الإيجابي وليس السلبي. نحن حتى هذه اللحظة لم نستطع أن نقدم لمجتمعنا على الأقل ما هو موجود تحت قبة البرلمان".

دعوة لممارسة المواطنة
بالنسبة لأعضاء مجلس الشعب الذين قابلناهم، فإن ممارسة المواطنة تختلّ دون ممارسة الشباب لحقهم في الانتخاب والترشيح. لا بل ذهب البعض لاعتبار تلك الممارسة جزءاً تصبح المواطنة منقوصة دونه... تقول السيدة ازدهار: "اعتقد أن الترشح لعضوية مجلس الشعب واجب دستوري وممارسة حقيقية وعملية لمفهوم المواطنة. الشباب اليوم هم رجال الوطن غداً، لذا أدعو إلى المزيد من التواصل والإحساس بالمسؤولية بما يعني زيادة الاهتمام بالشأن العام... وانتخابات مجلس الشعب اليوم هي دعوة حقيقية لممارسة المواطنة بشكل فعلي وحقيقي بعيداً عن التنظير والانتقاد الذي لا طائل له"
فيما تظن الدكتورة مي المهايني أن النساء معنيات ربما أكثر بهذا الحق مشددة على دعوتهن للقيام بهذه الخطوة وعلى عدم الخوف من خوضها؛ "فالمرأة في بلدنا وصلت إلى مراتب متقدمة جدا في الحياة السياسية خاصة وأن التشريعات السورية لم تفرق بين المواطنة السورية والمواطن السوري في الحقوق والواجبات وإن كانت هناك مجموعة من العادات والتقاليد التي تقف عائقاً أمام تطورها، لذلك فان زيادة نسبة مشاركة المرأة في المجلس-حاليا تصل نسبة مشاركتها إلى 12%- يسهم كثيراً في تطوير واقعها وتحسين ظروف حياتها الاجتماعية والأسرية. أما فيما يتعلق بموضوع التصويت والانتخاب فإنني أتمنّى على كل المواطنين،والشباب منهم تحديداً عدم إضاعة الفرصة في ممارسة حقهم الإنتخابي وتقديم أصواتهم لمن يعتقدون حقاً بأنه يمثلهم، وقادر بحق على إيصال آرائهم ومشكلاتهم مما سينعكس لاحقا على فعالية المجلس"

أما الأستاذ خالد العبود فيختم قائلاً: "في سورية، لدينا قانون انتخابات تم العمل على تعديله ولم يخرج حتى الآن، لكن القانون الموجود بين أيدينا يترك هامشاً رائعاً لدى الشباب ليكونوا فاعلين على مستوى إنتاج القرار السياسي في سورية وإن سألتني كيف؟ أقول الخطوة الأولى أن يكونوا فاعلين في رفد المؤسسة البرلمانية بأصواتهم أولاً وبطاقات تمثلهم ثانياً، مادام أن القانون يوفر لهم هذا الهامش على مستوى الترشيح أولاً وعلى مستوى الانتخاب ثانياً فهم سوف يساهمون باثنتين رئيسيتين هما أساس الفعل وبالتالي أساس إنتاج المجلس التشريعي. فهم يستطيعون المساهمة بتوجيه االبوصلة تجاه من سيفوز، لأنهم يمتازون بحراكهم الديناميكي العالي وبنسبتهم العالية. وكذلك يستطيعون أن يؤسسوا لإنتاج طاقات شابة جديدة تكون مساهمة في الفعل البرلماني. وهنا أهيب بهذه الطاقة الشابة على مستوى الداخل السوري أن تساهم في إنتاج الفعل التشريعي وفي إنتاج وتحديد معالم مجلس الشعب المقبل في سورية".
حين ابتدع رسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي، شخصية حنظلة الذي يظهر في العديد من رسوماته وهو يدير ظهره للناس، برر ذلك بقوله ليس حنظلة من يدير ظهره للناس بل الناس أداروا ظهرهم لفلسطين وبقي حنظلة هو الوحيد الذي ينظر لها ويتطلع إليها، لذلك يراه الناس يدير ظهره لهم...
لكن حنظلة في مشهد تعاطي الشباب السوري مع (حقهم) في الانتخاب والترشيح، فيظهر حائراً أمام سؤال من يدير ظهره للآخر؟!

وحياة سواد عينيك يا حبيبي غيرك ما يحلالي
we ask syrian goverment to stop panding akhawia
نقسم سنبقى لاننا وارضنا والحق اكثرية
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.09628 seconds with 11 queries