[ظل جيفارا]

إن من الكلمات التي نسمعها بشدة في هذه الفترة لدرجة انها اصبحت من البنود العريضة في عصرنا كلمة مــد اسلامي في كل مكان يرقص الصوفي طربا ويبتسم الشيخ فرحا ويسيل الدموع من قلب خافق بالإيمان ليقول صوت ما الحمد لله فقد عــاد الاسلام لعزه وهاهو ينتشر من جديد ليبلغ اقاصي الارض وادانيها
نعم بكل بساطة يقولون مــد اسلامي والشكر في هذا المــد لمحطات التلفزة الدينية التي نشرت الدين الحنيف من جديد بعد ان أتت عليه فترة كان فيها في اللامكان حتى في قلوب المؤمنين
هذا المــد الاسلامي الذي يفرح الكثيرين ويرقص من أجله الملايين لا يعجبني ولا أراه مدا اسلاميا بل انحسارا اسلاميا نعم أراه انحسارا اسلاميا بكل مافي الكلمة من معنى وشمس الاسلام التي يتحدثون عنها لا أراها تشرق من جديد بل أراها تميل الى الغروب
أنا هنا لا أتحدث كمسلم بل أتحدث كإنسان يراقب من بعيد يعرف عن الاسلام أشياءا وليست بالقليلة وأعنى بهذه الفترة -فترة المد الاسلامي- اعنى بها فأنا في قلبها اعيش
المــد الاسلامي وانتشر الحجاب بعد مغيبه وانتشرت اللحى هنا وهناك توزع ورعــا على البشر وانتشرت العباءات المعتقة بروح الايمان يرتديها البعض منا وانتشرت الفنادق حول البيت الحرام فلم تعد الفنادق القديمة تتسع للحجاج بعد ان كثروا وانتشرت بوادر عودة -كما يدعون- الى الزمن الصحيح
نحن في هذه الفترة الرمضانية كنا ولا نزال نسمع اللقاءات الدينية التي تعرضها الفضائيات الدينية ونسمع تغنيها بعودة الدين الى طبيعته نحمد الله على هذا ونشكره ونقبل ايادي أصحاب الدعوة الصالحين على فعلهم المشين
نعم أقول مشينا فما الذي وصل اليه الاسلام في هذه المرحلة ؟ هل هذا هو الاسلام ؟ حجاب ولحية وعباءة مهترءة على جسد صوفي ؟ أين الجوهر أين الاساس
نعم تأخذني الغيرة على شعبي لدرجة أن اكتب ما أكتبه
شعبي العزيز
منذ فترة ليست بالقصيرة قام الغرب بتنظيم مسابقة توزع فيها الجوائز على افضل رسام كاريركاتير للرسول _ص _ وبينما الغرب ملهي بتنظيم المسابقة كنت انا أراقب بعين المستغرب فضائيات الدعوة وأشكر ربي على وجودها لتعيد اسلام المسلمين الى عزته كنت أراقب -طبعا بعد أن شكرت الله وحمدته- جلست أراقب حوارات الشيوخ - رضي الله عنهم مبشرون بالجنة كلامهم مطاع والذلة بين ايديهم هي فخر وهم خلفاء الله على الارض أولياء أمورنا - كان الشيوخ يجلسون في حلقة شبه دائرية يتحدثون عن نزع حواجب المرأة هل يجوز أم لا يجوز أحدهم معه وردة -على الاغلب صفراء- كان ينزع ورقة تلو ورقة ويقول يجوز ..لا يجوز ....يجوز ...لا يجوز حتى استنتج في نهاية الامر -بنتيجة الورقة الاخيرة في الوردة- استنتج بإنه لا يجوز ......................لا يجوز
وجن جنون الشيخ الأخر الذي يجلس أمامه في الحلقة شبه الدائرية التي سبق وتحدثنا عنها جن جنونه لما
لأن الوردة التي يمسكها أعطت نتيجة أخرى بعد انتهاء نزع ورقها عنها بعد انتهاء الوريقات التي على الورقة قالت الوردة -المباركة بروح القدس- قالت يجوز
ودخلنا في المعمعة هل يجوز أو لا يجوز يجوز أو لا يجوز وكان في الاجتماع سبعة شيوخ وشيخة لا يحتسب كلامها فهي ناقصة دين وعقل كما قالوا لا أدري
ولكن كما أذكر كان كل شيخ يمسك في يده وردة وكما أذكر كل شيخ أعطت الوردة لديه نتيجة تحتلف عن نتيجة الأخر منهم من قال يجوز ومنهم من قال لا يجوز ومنهم من قال في أوقات معينة ومنهم من قال في أوضاع معينة ومنهم من قال يجوز نزع الشعر أمام اشخاص معينة وفوجئت بشيخ أستنتج من وردته أن لون السماء أزرق وتركته وحيدا لسماءه الزرقاء
في النهاية قرروا أن يصوتوا على أنه يجوز أم لا يجوز وجن جنون شيخ من الشيوخ السبعة -لم يجن جنون الشيخة لا أدري لما لربما لأنها بنصف عقل- المهم جن جنون الشيخ وقال لا هذه ديقراطية والديمقراطية بدعة وكل بدعة ضلالة وجن جنوني انا
في اليوم الثاني ناقشوا قضية اللحية لدى الرجل وكم مترا يجب أن يكون طولها وهل يجب أن يقص الشارب أم يرخى أيضا وأيضا جاء الشيوخ السبعة نفسهم والشيخة نفسها التي ترتدي نصف عقل - يزيد أو ينقص حسب الطلب ولله في خلقه شؤون - وكان الشيوخ السبعة وبيد كل شيخ وردة هذه الوردة كانت بيضاء على الاغلب فلا يجوز كما قرر الشيوخ ان يكون للورد في يومين متتالين نفس اللون اما الشيخة المنفردة فلا يحق لها أن تمسك وردة فهو يعتبر نوع من الأغراء الفاحش وايضا يعتبر بدعة فالنساء على زمن الرسول المصطفى لم يمكسن ورودا
وبينما الشيوخ تائهين في حلقتهم شبه الدائرية متناسين الشيخة الوحيدة انتهت ترتيبات المسابقة ولا أردي ربما كسب الجائزة أحدهم ولربما لم يكسبها لأن البيان انتهى هنا
اخوكم بحب
ظل جيفارا