عرض مشاركة واحدة
قديم 12/10/2007   #29
شب و شيخ الشباب الموسيقار
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ الموسيقار
الموسيقار is offline
 
نورنا ب:
Oct 2006
المطرح:
بين الشمنتو والبحص والرمل
مشاركات:
1,329

افتراضي


حين تتخذ الأوركسترا ديانة ً لكـ .. وتمسكـ بالعصا لتلوح بها للمتهالكين على الكراسي أمامكـ .. تعرف أن عصاكـ تختلف عن كل العصي الأخرى التي تدكـ اجناب الشعوب ..

تعرف أنكـ دكتاتور من نوع جديد .. دكتاتور ينتمي إلى الأحلام التي ينفق البسطاء كل ما لديهم لتقتنيهم بسلطة الاحساس .. فقط هكذا تستطيع أن تسير الجيوش وتعلن فتوحاتكـ الشخصية ..

وحدها الموسيقا لا يمكن أن تموت.. طالما أنها مناسبة لإحياء ما يعتقدون أنا بإمكانهم قتله ..

كانت عصاي تحضر جسد مايا ليأتمر بأمري حين جلست على بعد مقعد مني .. كانت من أصحاب الصفوف الأولى.. وبطاقات الدعوة الرسمية ... على يمينها زوجة المحافظ وعلى شمالها ابنة لوزيرة الثقافة ..
كانت ضحكتها المخملية التي أفلتت منها عنوة .. مناسبتي القدرية لكي أرمقها بنظرة محتجة .. (ماهكذا تُسمع الأوركيسترا) لتطرق بوجهها وتعلو شفتيها حمرة احياء من قتل نبيا ً لتوّه ..


كانت ليلتي الأعظم .. والأكثر أضواء ً وكانت وجوه المتثاقفين حاضرة بالكامل .. كل الشخصيات الرسمية في سوريا من أقصاها لأقصاها ... كانت شاهدة على أول .. التقاء عينينا ..

بنظرة توبيخ .. بدأت عمر ارتماء عيني في مستنقعاتكـ مايا ..

لم أستطع لجم عيني عن تقريع ضحكتكـ التي رنت .. (رغم فتنتها) وأقلقت العازفين ..

لم أستطع ألا أوبخ صوتكـ الذي تعدى على قدسية محرابي الذي يكتظ بالمتعبدين على الكراسي ..

(دور الأوبرا لو أن الله يعرفها لكان فضلها على دور العبادة كلها) .. كنت أعتنق تلكـ الجملة بشراسة .. وأقاتل كل من يتعدى على حرمة الموسيقا كآخر وأول شكل من أشكال عودتنا إلى المدنيـــّــة ..

تلكـ الحرمة التي دفعتـــِـني إلى كسرها بكل سرور .. فيما بعد .


يتــــــبع..

أراكـــــــــــ عصي الدمع ..شيمتكـ الصبر ..
أما للهوى نهي .. لديكـ ولا أمر ..
نعم أنا مشتاق ٌ وعندي لوعة ٌ ... ولكن مثلي لا يذاع له سر ..
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03733 seconds with 11 queries