عرض مشاركة واحدة
قديم 01/09/2007   #22
شب و شيخ الشباب الموسيقار
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ الموسيقار
الموسيقار is offline
 
نورنا ب:
Oct 2006
المطرح:
بين الشمنتو والبحص والرمل
مشاركات:
1,329

افتراضي


امرأة نحتها الله ليرمم بمنحنيات جسدها قناطر دمشق المترهلة .. سكب في عينيها وجوده وسحره وجبروته وكل ما يمكن أن يجسد وجهه في امرأة .. خلقها على مسافة واحدة من الحزن والجمال والمهرجانات والثورة ..
خلقها بكامل تبرجها ... وبكامل أنوثتها وجهز جسدها لينفث الحمى ويثور على كل أسمال واوحال ابيها .. وعلى كل عشيقاته ومرتزقته ..

كان اسم أبيها حائزا ً على لعنة الشام وأهلها بكل امتياز .. وكان عقاله مداس كل شامي يعرف أن النخاسة صنعة لا تليق بالـ (أمراء) وبأن تجارة البشر حرفة الأنذال .. كانت الشام كلها تحتقر دعارة و عهر ملائكة النفط البيضاء (حراس الفضيلة)

كانت تستحي أن تلمس جدران دمشق القديمة التي ضحكت عاليا ً حين عربد في آذانها خبر موت أبيها .. كانت ترى الشام قدس الأقداس ومذبح الأرواح الشاهقة .. وأرضا ً تأنف أن يدوسها أبوها حتى لو باعتباراته الرسمية ..

تعودت أن تدلف في شوارع دمشق .. وتنظر الي أوجه المارة المتعبة بنهم .. غير عابئة بخطوات الحراس الثقيلة على بعد أمتار خلفها .. وبنداءات السائق الذي يرمقها بذهوله المكتوم .. كـ فراشة صباحية كانت أميرة الشوارع والحواري وسبل المياه تغدق على رعاياها بأصابعها الغزيرة الشهوة .. وترش ألوانها في أحضان الزوايا البائسة .


كثيرا ً ما كانت تصادف صورا ً وملصقات تحمل أخبار احتفالاتي وانجازاتي الموسيقية .. وتقرؤني في الصحف والتلفزة .. وتعبركل إرهاصات مروري ببابها .. بكثير من الاهتمام المجزوء ..

يتبــــــــــــــــــــــــــع

أراكـــــــــــ عصي الدمع ..شيمتكـ الصبر ..
أما للهوى نهي .. لديكـ ولا أمر ..
نعم أنا مشتاق ٌ وعندي لوعة ٌ ... ولكن مثلي لا يذاع له سر ..

آخر تعديل butterfly يوم 01/09/2007 في 04:34.
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03406 seconds with 11 queries