الى ميخائيل نعيمه ..
عزيزي ميخائيل :
كلما فكرت بك متجولا في (( الداخليه)) كممثل لبيت تجاري شعرت بنوع من الالم. غير انني اعلم ان هذا الالم هو من بقايا الفلسفه القديمه فـ انا اليوم اؤمن بـ الحياه و بكل ما تجلبه الحياه و احقق ان جميع ماتي الايام و الليالي حسنه و جميله و نافعه .
قد اجتمعنا ليله امس عند رشيد فشربنا و اكلنا و سمعنا الاغاني و القصائد. و لكن ليلتنا لم تكن كامله فأنت لم تكن معنا بكليتك !
اما مواد المجموعه فجاهه بالروح ! و مرتبه بالكلام ! و كلما طلبت شيئا من احد اخواننا يقول لي (( بعد يومين )) او (( في اخر هذا الاسبوع )) او(( في الاسبوع الاتي )). ان فلسفه التسويف - و هي شرقيـــــــــــــه- تكاد تخنق جلدي . و الغريب يا ميخائيل ان بعض الناس يحسبون الغنج و الدلال مظهرين من مظاهر الذكاء !
و قد طلبت من نسيب بواسطه عبد اللمسيح ان يفتش على (( العاقر)) و مذكرات الارقش)) و هو فاعل ان شاء الله .
سررت بقولك انك لا تطيل الغربه. و ربما كــــــان الواجب علي ان لا اكون مسرورا .
عد الينا يا ميشا عندما تشاء تجدنا مثلما تشاء - و الله يحفظك و يحرسك لاخيك .
جبران
نيويورك 8 تشرين الاول , 1920