لايخفى على أحد أن التغييرات التي يجرييها النظام السوري بين الفترة والأخرى لاتأتي بأي جديد على الأرض ولاتأثر في السياسات الخارجية أو الداخلية... لكن الجديد الذي تفتقت عنه عقول جهابذة حكومتنا هو عدم إقالة أي مسؤول مهما بلغ حجم الإستياء الشعبي "المكبوت" منه ومن تصرفاته والجديد الجديد هو تعيين مسؤولي الإستخبارات "الذين يعشقهم الشعب" في مناصب مدنية بحتة أو عسكرية أو مناصب جرت العادة في كل دول الأرض أن يشغلها مسؤول مدني أو حقوقي ضماناً لحقوق المواطن بالحد الأدنى...
بجردة سريعة للتغييرات الكبرى في الفترة الأخيرة نجد أن وزير الداخلية الحالي أتي به من رئاسة أحد أفرع المخابرات في خطوة من شأنها خبرنة "على وزن خصخصة من الأصل مخابرات" وزارة الداخلية وأجهزتها... وأتي بأخر إلى منصب نائب رئيس أركان الجيش في خطوة مماثلة وهمش ثالث إلى منصب بالإطفاء وأبعد خامس وسادس وسابع إلى سفارات أجنبية وعربية وكأن منصب السفير هو جائزة ترضية عن عملهم كضباط مخابرات أذاقوا شعبهم الويلات وإستحدث للأمنيين مناصب خيالية الإسم كمعاون نائب رئيس الجمهورية "في حالة محمد ناصيف" وغداً سيحتدث منصب مساعد معاون نائب السيد الرئيس لشؤون حماية الشعب المرجانية في المحيط الهادي...
وأما عادة إستحداث المناصب فلم تعد مقتصرةً على القيادة العليا بل بدأت بالإنتشار حتى على مستوى الوزارات فبعد أن إستحدث منصب لبثينة شعبان "بمرتبة وزير" وأخر لنجاح العطار وثالث ورابع وخامس وكأنهم ثروات وطنية لا ينفع التفريط بها... انتقلت العدوى للسادة الوزراء فاستحدث منصب لمدير الجمارك "المقال" هو منصب مستشار وزير المالية لشؤون الجمارك وأخر لمدير مؤسسة تكرير النفط هو مستشار وزير النفط لشؤون النفط "المفارقة أن إسمه وزير النفط ويحتاج لمستشار لشؤون النفط" وليعين مدير مؤسسة الإتصالات الفاشل والذي أعتبر فشله فشلاً ذريعاً لوعود بالتطوير المعلوماتي مستشاراً لوزير الإتصالات...
ماهي الإستشارات التي سيقدمها هؤلاء السادة الفاشلون لوزرائهم الفاشلين من دون مساعدة !! كيف لشخص لم يستطع حل مشكلة "الإنترنت" في سوريا مثلاً طيلة عشر سنوات أن يشير بشيئ فيه مصلحة الوطن !!
أردت بالأمثلة السابقة إستيضاح فكرة التطوير والتحديث التي يتحدثون عنها... كيف لأشخاص يتقاسمون السلطة كأنها غنيمة حرب أن يتكلمون عن تطوير وتحديث...
كيف توزع المناصب في سوريا ووفق أي معايير؟؟!!
كيف يقال الشخص من منصبه ثم يستحدث له منصب جديد وتعدل القوانين والأنظم؟؟!!
هل هذه الأسماء هي فقط النخبة القيادية في بلد يعد سكانه 22 مليون نسمة؟؟!!!
هل ببقاء هذه الشخصيات تستمر مسيرة التطوير والتحديث؟؟!!
كيف لأشخاص إرتبطت أسمائهم بالفساد والقمع والفشل أن يطوروا أو يحدثوا؟؟!!هل يعقل أننا لانملك في سوريا طاقات شابة شريفة غير هذه الأسماء والوجوه المستهلكة؟؟!!
هل باتت المناصب توزع وفق الإعتبارات الشخصية الضيقة ودون أي أخذ بالاعتبار لمصلحة الوطن أو المواطن؟؟!!
ياقيادتنا من المؤكد أنك أدرى منا بمصلحتنا... لكن هل لنا أن نعرف مالسر الخطير وراء تمسككم بهؤلاء الأشخاص "لدرجة تحنيطهم"... هل تخافون عليهم نتيجة وضعهم الصحي مثلاً؟؟ هل هؤلاء هم فقط الذين تهمهم مصلحة الوطن؟؟
أم تراهم هم فقط من لاتهمهم مصلحة هذا الوطن وهذا سرهم وسركم !!!
ودمتم...
الحرية لكل أسرى الحرية في سوريا...
العربي الذي لايجرأ من الذل والخوف على رفع رأسه لرؤية القمر !!!
كيف سينتصر على غزاة القمر؟؟!!