الموضوع: مليكة مستظرف
عرض مشاركة واحدة
قديم 15/10/2008   #5
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي الوهم


خرج من البيت و هو يلعن كل شيء بصوت عا ل، ابتداء من العجوزين اللذين كانا سببا في تواجده في هذا العالم المتعفن وانتهاء بأخته التي تزوجت فرنسيا و سافرت معه الى بلده ولم تف بوعدها له. تذكر كلامها في المطار:
-انا تزوجت هذا” النصراني” لأجلكم فقط. شهر واحد و تكون كل الأوراق في حوزتك
لتلحق بي . ما تخممش!
صدقها . و الآن مر شهر يجر وراءه شهورا كئيبة مملة متشابهة حد القرف، لم تف بوعدها له.تعب من رؤية والدته تعود كل يوم محملة بما فاض عن حاجة مخدوميها من
أكل و لباس. تعب من رؤية والده قابعا في ركن الغرفة يدخن الكيف حتى أصبح كفزاعة الطيور. وتعب أكثر من الوقوف ب “راس الدرب” يضع صندوق السجائر الديطاي *امامه لبيعها. كان يدخن اكثر مما يبيع. يراقب المارة , يجلس الى حمو حارس السيارات يحكي له عن كل صغيرة و كبيرة ، عن الجيران و عن اناس يعرفهم او لا يعرفهم. يعاكس فتيات شبه لا بسات ينظرن اليه بتقزز كأنه طعام كريه انتهت مدة صلاحيته. ينبعث من المذياع صوت مغنية من الدرجة العاشرة تعلن شبقها و كبتها امام الجميع بصوت كالخوار أو الشخير:
-وعنقيه وبوسيه وحوزيه…-
تتأجج نيرانه. يحس بالجوع لأشياء كثيرة . وذلك الوحش /الرغبة الكامن في مكان ما من جسده يعوي بضراوة بقسوة. تلتصق عيناه بتلك الأرداف المتشحمة التي تهتز
بشكل مشين مثير ومخيف.و أينما ولى وجهه وجد النهود النافرة متجهة مباشرة الى ما تحت بطنه تستفزه، تضغط على أعصابه بعنف ووحشية لا ترحم.يتجرع قهوته السوداء حتى لا يرتكب أي فعل جنوني قد يندم عليه.

و حتى امام المسجد ضبطه شباب الحي كذا مرة و هو يختلس النظر الى الفتيات و يتحسس ما تحت بطنه الأكرش و مسبحته العتيقة تئن بين أصابعه. لك عذرك يا امامنا فحواء التي أخرجت آدم من الجنة أليست كفيلة بأن تخرجك عن وقارك؟
نظر الى حمو وقال بعصبية: هذا عنف يمارس علينا نحن الرجال. يوما سأحمل لافتة أكتب عليها : لا للعنف على الرجال. و اجوب بها الشوارع.
و يتساءلون عن سبب جرائم الاغتصاب! تفو يا عالم الق…!

هؤلاء البنات هن المحظوظات في هذا البلد, لا يعرفن الفرق بين الألف والزرواطة و يكفي ان تكشف الواحدة منهن عن فخذيها وساقيها و تصبغ وجهها لتفتح لها كل
الأبواب الموصدة و ما أدراك ما الأبواب الموصدة!

يحس بالغيظ و هو يرى بنات الجيران لم يتجاوزن العشرين وكل واحدة لها هاتف نقال و منهن من اشترت سيارة وتنوي شراء شقة بدل تلك الحفر النتنة التي يسكننها والتي
تسمى تجاوزا بيوتا.

عندما جاءت اخته لتخبرهم انها ستتزوج فرنسيا، عارض والدها و أرعد وأبرق و توعد و أقسم ان هي تزوجت النصراني أن يتبرأ منها. حتى هو أخذ يتكلم كثيرا عن الحلال و الحرام و الله و النار. و أمها كانت تولول و تلعن اليوم الذي انجبت فيه أنثى و تترحم على أيام كانت البنات يدفن و هن على قد الحياة.
لكن كل شيء تغير بسرعة مغربية. تغير أثات الشقة القديم الذي كانوا يتقاسمونه مع الفئران والصراصير وبنت فيه العنكبوت أعشاشها و عاشت آمنة مطمئنة ولم يكن ينقص
بيتهم سوى دراكولا.
و أصبح العجوز يرتدي بذلة كاملة بربطة عنق بدل تلك الجلابية التي اهترأت. يبتسم في غباء مزهوا بابنته التي أتته بالملايين , زجاجة خمرة و الكيف و قرنان نبتا
فوق رأسه. يردد منتشيا و هومستلق على ظهره:
-اللي عنده بنت عنده ,اكريمة*
و أصبحت كلمة الله يرضي عليك آبنتي لا تفارق شفتيه. و حتى أمه أصبحت تشمر عن ساعديها أمام الجيران حتى تظهر الدمالج والخواتم و تتلذذ و هي ترى أعين الجارات
و هي تكاد تخرج من محاجرها أمام البريق الأصفر الأخاذ و تنظر لابنتها و تقول :
العيد غدا. وهو الى متى سيظل رافضا زواج أخته؟ فهي ستتزوج النصراني شاءوا ام ابوا. وهو ليس عنتر زمانه و لن يجن ويقتل أخته ويقضي بقية عمره في السجن . من
أجل ماذا؟الأخلاق؟ الشرف؟ التقاليد؟ انه لا يعرف لون و لا شكل و لا طعم هذه الأشياء. كان يسمعها فقط في حكايات جدته التي ترويها له لكي ينام. لذلك سيحسبها
بمنطق العصرو سينزع هذا الوجه و يضع بدلا منه آخر من قصدير كجميع الوجوه المقصدرة التي يراها يوميا.

أخذ يتلو على الجميع آيات و أحاديث ما أنزل الله بها من سلطان ليحلل زواج أخته. أما الجيران فقد ثرثروا لكن في النهاية ابتلعوا ألسنتهم. وهو ليس مجبرا على تقديم كشف حساب عن تصرفاته لأي أحد.” والله مامفارق الريوس غير باش ترتاح.”
كان يكرر على مسمع أبناء الجيران بثقة: المسألة مسألة أيام فقط وبعدها لن تروا وجهي. كان يحلم بغزواته على فراش الشقراوات . فهو يعلم أن المغاربة ككل العرب
مزاليط و مرفحين لا يهمهم الا تحقيق انتصارات باهرة فوق الأسرّة ، و لا يحطون حرابهم و أسلحتهم الا بعد ان يتأكدوا أنهم أسقطوا غريمهم المرأة بالضربة القاضية. وبعربية متكسرة يدخل عليها بلا مناسبة كلمات فرنسية، سيحكي لأبناء الجيران عن مغامراته مع ذوات البشرة الحليبية.

حمل صندوق السجائر الديطاي , التقى ساعي البريد، سأله ان كان يحمل له رسالة من فرنسا. أجابه بالنفي دون ان يلتفت اليه.
دخل الى البيت و هو يلعن كل شيء بصوت عال, ابتداء من العجوزين وانتهاء بأخته التي….
*سجائر الديطاي: سجائر بالتقسيط

شُذَّ، شُذَّ بكل قواك عن القاعدة
لا تضع نجمتين على لفظة واحدة
وضع الهامشيّ إلى جانب الجوهريّ
لتكتمل النشوة الصاعدة
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03401 seconds with 11 queries