الموضوع: أسبوع وكاتب - 2
عرض مشاركة واحدة
قديم 19/03/2008   #89
شب و شيخ الشباب yass
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ yass
yass is offline
 
نورنا ب:
Jul 2004
المطرح:
الآن... هنا
مشاركات:
9,461

افتراضي عندما يكون الأدب منصة تملّق: كوليت خوري نموذجا


أود قبل كل شي أن أشكر الزميل العزيز بلاك "المؤدلج" على دعوته لي لمشاركته هذه الحلقة من أسبوع و كاتب في مكتبة أخوية العزيزة عن "المدام" خوري. في الحقيقة ترددت كثيرا قبل كتابة هذه المقالة لا لنقص الجرأة و العياذ بالله إنما لأن هذا النوع من النقد لكاتب أو أديب بسبب شخصه ليس مألوفا في نشاطات أسبوع و كاتب, لكن بعد تفكير قررت كتابة المقالة للأسباب التي سأحاول شرحها في السطور التالية.

كنا قد ناقشنا في منبر أخوية الحر علاقة الفن و السياسة و منه تشعب الموضوع إلى مواقف الفنانين السياسية, و كنت قد أشرت إلى أنه لا مانع أبدا في أن يكون لكل منا آراؤه السياسية و الثقافية و الدينية كما يحلو له, و هذه القاعدة تنطبق تماما على كل الفنانين و الأدباء و جميع الشخصيات العامة بلا أدنى تمييز, فشخصيا لا يهمني الموقف السياسي لهذا الفنان أو ذاك و لا أرى أن الموقف السياسي لأي شخص ذو نتاج غير سياسي يمنع أحدا من الالتفات إلى هذا النتاج, لكن أعتقد كذلك أن الشخصيات العامة, لكي يحافظوا على نوع من المصداقية في الكلام و الوضوح في الهوية عليهم أن يكونوا معتدلين في تصريحاتهم و متزنين في مواقفهم, و لو تركوا هذين الأمرين فإنهم يعرضون أنفسهم للنقد كما هو حالة "مدام" خوري.

كوليت خوري لمن لا يعلم, حفيدة سيد الديمقراطية السورية, أحد آباء الاستقلال و من صنّاع دستور الحريات النيابية و المدنية في سوريا, الشيخ المبجل فارس بيك الخوري, طيّب الله ثراه و أسكنه فسيح جناته و نصبه على أحد عروش تاريخ الوطن الحبيب. و هي سليلة عائلة دمشقية ذات ذخر وافر من الأدب و الفن و السياسة, يمكننا أن نقول أنها عائلة "بورجوازية" بالاستعمال العربي لهذه الكلمة. الشيخ فارس الخوري, عميد الوحدة الوطنية السورية, تسلّم من ضمن مناصب كثيرة, منصب رئيس الوزراء في آخر عهد رئاسي لفخامة الرئيس شكري القوتلي, و قد كان له رأي معارض للوحدة مع مصر على عكس رئيس الجمهورية, و رغم ذلك فقد استمرا على التعاون و التضامن كما تقتضي زمالة الزعامة الوطنية. و في ذلك العهد كان حزب البعث ناشطا في الشارع السوري و في القبة النيابية, و قد تزعّم قادة البعث حملة شعواء نكراء بشعة ضد الشيخ الخوري, فقد اتهموه بالعمالة و الخيانة و معاداة الوطن و تمرير مصالح الاستعمار و الرجعية و من باقي هذه الديباجة المعروفة, و سيروا المظاهرات الحاشدة ضد الرجل, في ذلك العهد الذي لم تكن فيه سيارات البيجو البيضاء الطويلة معروفة بعد في تراب الوطن, و خلقوا حالة من الخناق السياسي أجبرت فارس بيك على الاستقالة و اللجوء الى بيروت مشيعا بلعنات البعثيين و القوميين و لكن أيضا بأجمل مظاهر الاكبار و التبجيل من قبل شكري القوتلي, الذي لم يمنعه الاختلاف بالرأي من الاعتراف بوطنية فارس الخوري و شجاعته و دوره في بناء الوطن الحبيب. و عاش فارس بيك في بيروت عهد الوحدة السورية المصرية مصحوبا بعائلته ومن ضمنها كوليت.

كوليت ربيبة هذه العائلة, و قد ترعرعت و عاشت و تعلمت و تثقفت و حتى نالت مركزا و مكانة اجتماعية و ثقافية و حتى اقتصادية بفضل عائلتها البرجوازية, هذه المكانة التي تستعملها اليوم لتنصب نفسها في جهاز بروباغندا حزب البعث.

"مدام" خوري لا توفّر مناسبة لكي تظهر ولائها و وفائها للنظام, و قد لا يكون الأمر معيبا لو لم يكن فيه نوع من التملق الذي أراه واضحا جدا, فهي موالية جدا (حرية شخصية) و تستخدم شهرتها و مكانتها لإعلان هذا الولاء للقاصي و الداني, ولكن هذه الشهرة و المكانة مبنية على أساس عائلة برجوازية و على أساس قرابة لشخص مشهور و هما أمران يناقضان تماما أفكار النظام الذي تتغنى بولائه.

تم تعيينها منذ فترة لمستشارة لرئيس الجمهورية للشؤون الثقافية, فكان تعليقها على الخبر مخجلا حتى للنظام الذي عيّنها, فقد قررت "مدام" خوري أن تعيينها تم بناءا على "رغبة قائد الوطن بإنهاء حالة التهميش و العزلة للمسيحيين السوريين و للعائلات الدمشقية العريقة" و بناءا على هذا التعليق تم منعها بشكل أدبي و رقيق من الادلاء بتصريحات صحفية دون مراجعة القيادة السياسية.. لا تعليق!

من "الفصول" المعروفة لـ"مدام" خوري أيضا مهرجان النواح و البكاء على غازي كنعان, و لا أرى داعيا للتعريف بمن هو غازي كنعان, و التي لم تترك منبرا دون أن تتباهى بعلاقتهم الوثيقة و لتحكي عن عظمة و شجاعة هذا الشخص العظيم الفذ و تتكلم عن ظروف "انتحاره" بطريقة أثارت حفيظة حتى كبار ضباط الجيش, فأحدهم ببساطة كذّب موقفا تحدثت عنه "مدام" خوري في مكتب الفقيد العزيز.. لعل كوليت خوري لا تتذكر أن غازي كنعان كان أحد البعثيين القياديين الذين سيّروا المظاهرات ضد جدها في حمص و دمشق و نعتوه بأكبر الشتائم و التهم الباطلة.


أيضا يمكننا الحديث عن حملتها الشعواء ضد مسلسل "نزار قباني" و موقفها من اذاعة هذا العمل دون موافقة ورثته, و هنا أطرح لنفسي تساؤلا شريرا: هل هذا الموقف من نشر حياة شخصية عامة دون موافقة الورثة نابع عن حرصها على حقوق ورثة عشيقها السابق أم أنه تخوّف من أن يقدم أحدهم على الخطوة ذاتها و يعمل على توثيق و نشر عمل ما عن جدها الراحل؟ ألهذا السبب أعلنت مرارا و تكرارا أن سيرة حياة جدها لن يتم نشرها الا باشراف الدولة؟ هل أكون متحاملا عليها ان اعتقدت انها تفعل ما تفعل لأنها تتذكر سيرة جدها و تتغنى بانتمائها لعائلة فارس الخوري عندما يحلو لها و يناسبها و طبعا قد لا يناسب ولائها أن يتم نشر جولات عديدة من صراع فارس بيك مع القوميين العرب و البعثيين السوريين؟



كموقف أخير من مواقفها أود فقط ادراج جملة قالتها "مدام" خوري على شاشة الفضائية السورية منذ شهور عديدة بمناسبة تجديد البيعة, فقد قالت:" صحيح أن الوطن غالي، لكن قائد هذا الوطن أغلى..".




لم اتطرق أبدا للنقد الأدبي لكوليت الخوري لأنني لا أعتقد أنني مؤهل لذلك, و أعيد و أكرر أن موقفي منها ليس نابعا عن موقفها الموالي أبدا, فأغلب كتابي المفضلين هم أدباء لا أوافقهم سياسيا و لا عقائديا, لكن عندما يفعل أحدهم ما تفعله "مدام" خوري فإنني اعتبره استغلالا لتقديس الأديب بقصد التحوّل الى أداة بروباغندا سياسية, و هو ما أعتقد أنه اهانة للأدب قبل كل شي.




و....... استروا ما شفتو منّا





ا
Yass


أبو مـــــــــ1984ـــــــارال
خبز,, سلم,, حرّية

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.06484 seconds with 11 queries